أكثر الكتب مبيعات حاليا في أمريكا ليست الكتب الأدبية أو المجلات الاقتصادية أو الروايات البوليسية... بل أهمها حسب رصد أجرته مؤسسة إحصائية خاصة، هي الكتب التي تبحث في العلاقات الإنسانية عموما، وخصوصا تلك التي تبحث في العلاقة بين الجنسين بسبب التردي الذي عرفته علاقات الزواج والحب بأمريكا وارتفاع نسبة الطلاق والعيش في علاقات حرة... أو الحياة الأسرية بأبوين متفرقين... الأطفال مع الأم فقط أو مع الأب فقط. أي طينة المواضيع التي تناقشها «أوبرا وينفري» في برامجها الأكثر رواجا وشهرة في أمريكا.. وتقول الباحثة ويسلي ميندوزا وهي التي تشرف على البحث في العلاقات بين الجنسين في المؤسسة متعهدة البحث أن تتناول العديد من الكتابات العلاقة بين الرجل المرأة هي الأجدى لحياتنا من مثل هذه الكتب المتحدثة عن الحب والعلاقات وتلقى رواجا لدى النساء خصوصا الباحثات عن علاقة ولو على انقاض سعادة الاخريات ومن هذه الكتب ما يدعي أن العديد من النساء أيضا يخفن من الحب أو إقامة علاقة وثيقة أو شراكة قوية، لأن ذلك قد يقيدهن، وهن لا يردن أن يعتمدن إلا على أنفسهن، فمعظم طلبات الطلاق أو فسخ الزواج التي تتقدم بها النساء تركز على توقهن إلى قدر أكبر من الحرية الشخصية، وذلك نتيجة ضغط الزواج على أهم المتطلبات الشخصية، ومنها العمل وحرية التفكير والانفراد بالرأي. وتقول مؤلفة كتاب « المرأة الدخيلة» ليس ذلك بالمدهش إذ أن صراع المرأة لنيل استقلالها وحرية تقرير مصيرها أصبح مرادفا لهذا العصر، والاستقلال بالحب يبدو هدفا جديدا يستحق السعي إليه وجزءا من أساليب الحياة للمرأة العصرية، فخلال السنوات الأخيرة القليلة زاد عدد الأسر الوحيدة الوالدين إما الأسرة مع الأب فقط أو الأم فقط إلى درجة مخيفة، والسبب في ذلك يعود إلى عدم تماسك المجتمع في الأخلاقيات المهذبة والحسد والحقد النابع من الطرف الدخيل ( المرأة الثانية) التي تبحث عن زوج مهما كان الثمن، فالطرف الدخيل هو السبب في تدمير العائلة المستقرة، وهو حسد المرأة المتطفلة على رجل البيت، وامرأته الناجحة في تربية الأولاد وسلوكها الجيد والمستمر نحو الأفضل، فتقول المرأة التي لا أسرة لها ولا كيان ولا أطفال: لماذا لا أكون أنا مكان الأم، وهنا تبدأ المأساة الحقيقية التي ليس لها علاج، من هذه المآسي تشرد الأولاد وضياعهم وقهر الأم المستقرة بانتزاع أمومتها ليستقر الأولاد عند امرأة لا تعرف ماهو الحب ولا الحنان، ولا تعرف ماهو معنى كلمة عطف وحنان وأمومة وأبوة، تعرف فقط أن تسرق أو تحوز على رجل يقيها التشرد في الشوارع والأزقة والحارات التي كانت تتوه فيها، تبحث فيها عن رجل يكون بالمستوى نفسه التي تصبو إليه لإشباع غرائزها، وهي لم تأمل سوى ذلك فقط من عملها هذا، وربما كان ذلك أيضا أحد رموز البحبوحة، فعندما تكثر الأزمات تبدو الحياة أسهل للزوجين إذا كانا معا، ولكن في أيام اليسر كل شيء يصبح ممكنا.. أنا أفهم حقيقة رغبة المرأة لحرية أكبر لأن العبء الأكبر من مسؤولية العائلة الحسي والعاطفي أصبح على أكتافها. حتى أن كثيرات من النساء لا يجدن الوقت لأنفسهن، إذ هن مضطرات إلى توزيع اهتمامهن وقدرتهن مابين عائلاتهن ووظائفهن، إن النساء اللواتي يعشن هذا النمط من العمل المضني يفوق عددهن أضعاف عدد الرجال تقول مؤلفة كتاب «المرأة الدخيلة» الذي يحظى بأكبر مقروئية بين نساء أمريكا.