نهضة بركان على بعد خطوة واحدة من تدوين اسمه لأول مرة في تاريخه في سجل الفرق الفائزة بالكأس.. عبد الرحيم طالب: اللاعبون واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وسيكونون إن شاء الله في الموعد

ببلوغه عن جدارة واستحقاق نهائي مسابقة كأس العرش للموسم الرياضي 2013 / 2014 ، يكون فريق نهضة بركان قد حقق إنجازا تاريخيا هو الثاني له بعد سبع وعشرين سنة حينها عاد اللقب إلى ممثل عاصمة النخيل فريق الكوكب المراكشي بأربعة أهداف كاملة في وقت كان فيه الفريق يعيش أزهى فتراته الكروية بما ضمه وقتئذ من أسماء وازنة.
فمع انطلاق منافسا ت الموسم الحالي ظهر الفريق البرتقالي بمستوى طيب أبهر المتتبعين من خلال مابات يحققه من نتائج مشجعة، إلى جانب ما يقدمه أيضا من عروض مرضية سواء على مستوى منافسات الدوري الإحترافي أو على مستوى مسابقة الكأس الفضية ، دليل ذلك أنه لم يتذوق طعم الهزيمة في كل المقابلات التي خاض غمارها حتى الآن بطولة وكأسا وعددها 16 مباراة ( 6 انتصارات و 10 تعادلات ).
وهكذا وعلى مستوى مسابقة الكأس تمكن دونما عناء من تجاوز كل من عقبة اتحاد طنجة وشباب قصبة تادلة وشباب ريف الحسيمة والمغرب الفاسي محققا بذلك أربعة انتصارات مقابل أربعة تعادلات، مسجلا في نفس الآن 13 هدفا فيما تلقت شباك حارسه المتألق منير لمرابط خمسة أهداف فقط.
وخلال ذات المسابقة تناوب عدد من اللاعبين على توقيع أهداف حاسمة بينهم عبد المولى برابح وعبد الهادي حلحول والمهدي بلطام والعربي الناجي وأيوب الشرطي ولحسن أخميس ومحمد عزيز واسماعيل العماري ورشيد بريغل.
لقد نجح الفريق البركاني في فرض هيبته الكروية بعد أن عاد بعد موسمين من الاغتراب إلى قواعده سالما غانما لاستقبال ضيوفه في الملعب البلدي بعد إعادة تأهيله بشكل هندسي جميل مسنودا من جماهيره العريضة والمتحمسة التي أبانت عن نضج كبير في تشجيع ودعم فريقها بكل ألوان التشجيع.
تأهل فريق نهضة بركان إلى نهائي مسابقة الكأس الغالية لم يأت عن طريق الصدفة أو الحظ كما تم التنصيص عليه غير ما مرة بل جاء نتيجة عمل جاد ومنضبط ضمن استراتيجية واضحة المعالم والمقاصد ساهمت فيها كل مكونات الفريق بمهنية واحترافية رغبة منها في رد الإعتبار للكرة في هذه الربوع المعطاء التي أنجبت الكثير من الأسماء الكبيرة في مختلف الرياضات بينها البطل العالمي والأولمبي العداء هشام الكروج .
لقد نجح المدرب عبد الرحيم طالب في وضع الفريق في سكته الصحيحة من خلال اختياراته التكتيكية الصائبة والموفقة ومن خلال عمله اليومي الذي يمزح فيه ما بين هو رياضي وتربوي وأخلاقي، حيث يعيش اللاعبون كأسرة واحدة متناسقة متناغمة في إطار مصاحبة ومواكبة لا ينقطعان على مدى اليوم كله سواء أثناء التداريب أو خارجها أو حتى خلال الوقت الثالث، وهي ميزة يكاد ينفرد بها ممثل القلعة الليمونية، ما أعطى هذه الشحنة النفسية والمعنوية للاعبين رسميين كانوا أو بدلاء والتي كانت حاسمة في تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية كما سبقت الإشارة إلى ذلك بطولة وكأسا ، وها هو الحلم على مستوى الكأس يتحول مع بداية هذا الموسم إلى حقيقة ناصعة حيث كل الآمال معلقة على كسب الرهان وتجاوز فريق اتحاد الفتح الرياضي في مباراة فاصلة ستقام يومه الثلاثاء على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، علما بأن فريق العاصمة الإدارية متوج بخمسة ألقاب فضية ( 1967 / 1973 / 1976 / 1995 / 2010 ) من أصل سبع نهائيات لعبها ، وهو بذلك صاحب تجربة على مستوى هذه المسابقة ما مكنه في الدور نصف النهائي من تجريد فريق الدفاع الحسني الجديدي من لقب الكأس وهو الحامل لنسختها للموسم الماضي وفريق نهضة بركان يعي هذا المعطى جيدا وقد أعد له العدة المناسبة كما قال عبد الرحيم طالب.
وبالرجوع إلى المباريات التي جمعت بين الفريقين المتباريين بعد صعود فريق نهضة بركان قبل ثلاثة مواسم خلت إلى الدوري الإحترافي في قسمه الأول وعددها خمس آخرها مباراة الأسبوع الفارط والتي أقيمت برسم الدورة الثامنة من البطولة فقد حسمها التعادل ( 1 / 1 )، وهو ثالث تعادل بينهما مقابل فوز واحد لكل منهما ما يؤكد أن النهائي وعلى الرغم من صعوبته وما سيواكبه من ضغط نفسي وذهني ستحسمه جزئيات بسيطة في ظل الرغبة المشتركة التي تحدو الفريقين معا للظفر بلقب الكأس حيث سيدافع كل فريق عن حظوظه كاملة حتى صافرة النهاية .
وحسب المدرب عبد الرحيم طالب فإن خوض نهائي الكأس هو إنجاز في حد ذاته بل وحافز لكل اللاعبين الذين يوجدون حاليا في معسكر إعدادي مغلق بمدينة المحمدية لتقديم أفضل ما لديهم: « فمناسبة كهاته والتي لها مواصفاتها ومعاييرها الخاصة لن تتكرر كثيرا في مسار أي لاعب بالإضافة إلى أن الفريق متعطش للظفر بلقبه الأول وكم سيكون الأمر رائعا وهو يحقق هذا الحلم «. متمنيا « أن يكون الحظ بجانبه خاصة وأن اللاعبين واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وسيكونون إن شاء الله في الموعد كون أغلبهم يلعبون مباراة من هذا المستوى لأول مرة في تاريخهم وكلهم رغبة أيضا من أجل إثبات ذواتهم وهو ما قاله أيضا المعد البدني حسن بريشي الذي أكد على الإستعداد البدني والنفسي الجيد للاعبين وأنهم في أوج عطائهم وهدوئهم وهم يتابعون حصصهم التدريبية بحماسة كبيرة .
من جهتهم عبر العديد من اللاعبين الذين تحدث إليهم « العلم الرياضي « عن الطموح الذي يراودهم لتحقيق إنجاز تاريخي وسيدافعون عن كامل حظوظهم حتى النهاية خاصة في ظل الصحوة التي يشهدها فريقهم بداية هذا الموسم وأمامهم كما قال عميد الفريق عبد المولى برابح « فرصة تاريخية من أجل التتويج باللقب بفضل العمل الإحترافي لإدارييه وأطره التقنية «، فيما قال المدافع الصلب مهدي بلطام « كلنا حماسة ورغبة في تسجيل اسم الفريق البرتقالي بأحرف من ذهب ودخول تاريخ الكرة من أوسع أبوابه « وهي نفس الرغبة التي عبر عنها الحارس المتألق منير لمرابط والذي شدد على ضرورة المحافظة على الهدوء والتركيز طيلة أطوار المقابلة كون الفوزهو الخيار الوحيد ولا شيء غيره ، إن فريق نهضة بركان يمتلك من المقومات ما يحعل منه رقما صعبا يقول اللاعب أمين الكاس وهو بذلك جاهز بدنيا وذهنيا لهذه المباراة ولو أمام فريق صعب المراس وتحقيق اللقب مطمح تشترك فيه كل مكونات الفريق دونما استثناء وإسعاد الجماهير البركانية حلم نتمنى مخلصين إن شاء الله أن يتحقق يقول اللاعب أيوب الشرطي من خلال العودة بالكأس الغالية إلى مدينة بركان «.
إذن هو موعد كروي تاريخي يجمع بين فريقين طموحين أبانا عن رغبة كريمة في البصم على موسم ناجح بكل المقاييس من خلال ما باتا يحققانه من نتائج سارة ، فلمن تدق أجراس الفرح يا ترى في هذا العرس الكروي الكبير أللمدرب المحنك عبد الرحيم طالب بما راكمه من تجربة وخبرة في مجال التدريب لمدة تفوق ست عشرة سنة خاض خلالها غمار خمس نهائيات ، أم للمدرب وليد الركراكي وهو إطار شاب بدأ يتلمس طريقه بخطوات ثابتة ومميزة نحو التألق وإن كانت صورة مباراة الأحد الأخير ما زالت ماثلة أمام العيان بما خلفته من ردود متباينة ؟