أخيرا.. طلبة الطب يعودون لفصول الدراسة وهذه تفاصيل التسوية مع الحكومة    مجلة إسبانية: 49 عاما من التقدم والتنمية في الصحراء المغربية        بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    جمعية هيئات المحامين تقرر استمرار المقاطعة وتلتقي غدا الوزير وهبي وبرلمانيين            تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..    الملكية بين "نخبة فرنسا" والنخبة الوطنية الجديدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    كيوسك الجمعة | تفاصيل مشروع قانون نقل مهام "كنوبس" إلى الضمان الاجتماعي    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    تفاصيل قانون دمج صندوق "كنوبس" مع "الضمان الاجتماعي"    المدير العام لوكالة التنمية الفرنسية في زيارة إلى العيون والداخلة لإطلاق استثمارات في الصحراء المغربية    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    هذا ما حدث لمشجعين إسر ائيليين بعد انتهاء مباراة في كرة القدم بأمستردام    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    "الخارجية" تعلن استراتيجية 2025 من أجل "دبلوماسية استباقية"... 7 محاور و5 إمكانات متاحة (تقرير)    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    عودة جاريد كوشنر إلى البيت الأبيض.. صهر كوشنير الذي قد يسعى إلى الإغلاق النهائي لملف الصحراء المغربية    هذه لائحة 26 لاعبا الذين استدعاهم الركراكي لمباراتي الغابون وليسوتو    الكعبي يشعل المدرجات بهدف رائع أمام رينجرز في "اليوروباليغ" (فيديو)    الشبري نائبا لرئيس الجمع العام السنوي لإيكوموس في البرازيل    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    طنجة .. مناظرة تناقش التدبير الحكماتي للممتلكات الجماعية كمدخل للتنمية    المغرب يمنح الضوء الأخضر للبرازيل لتصدير زيت الزيتون في ظل أزمة إنتاج محلية    إحصاء سكان إقليم الجديدة حسب كل جماعة.. اليكم اللائحة الكاملة ل27 جماعة    الأمازيغية تبصم في مهرجان السينما والهجرة ب"إيقاعات تمازغا" و"بوقساس بوتفوناست"    هذه حقيقة الربط الجوي للداخلة بمدريد    1000 صيدلية تفتح أبوابها للكشف المبكر والمجاني عن مرض السكري    الأسباب الحقيقية وراء إبعاد حكيم زياش المنتخب المغربي … !    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    اعتقال رئيس الاتحاد البيروفي لكرة القدم للاشتباه في ارتباطه بمنظمة إجرامية    الخطاب الملكي: خارطة طريق لتعزيز دور الجالية في التنمية الاقتصادية    ياسين بونو يجاور كبار متحف أساطير كرة القدم في مدريد    مجلس جهة كلميم واد نون يطلق مشاريع تنموية كبرى بالجهة    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    صَخرَة سيزيف الجَاثِمَة على كوَاهِلَنا !    انتخاب السيدة نزهة بدوان بالإجماع نائبة أولى لرئيسة الكونفدرالية الإفريقية للرياضة للجميع …    ندوة وطنية بمدينة الصويرة حول الصحراء المغربية    بنسعيد يزور مواقع ثقافية بإقليمي العيون وطرفاية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخطبوط "داعش" يمدد أذرعه جنوبا وغربا تمهيد لإعادة الهيمنة والاستعمار.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 17 - 11 - 2014

هل لتنظيم داعش إستراتيجية، وما هي تلك الإستراتيجية وتكتيكاتها ؟. سؤال كثر طرحه خلال الربع الأخير من سنة 2014 بعد أن جندت الولايات المتحدة وراءها أكثر من 40 دولة لمحاربة هذا التنظيم.
هناك نظريتان إحداهما تقول أن تنظيم داعش صناعة أمريكية على الأقل في عملية بدء نشأته خاصة وأن الأجهزة الأمريكية العسكرية والاستخبارية قامت بتسليح وتكوين وتدريب عناصر التنظيم إبتداء من سنة 2012 في نطاق الحرب المتعددة الأطراف التي تجري على أرض الشام وكذلك في نطاق إعداد قوة مسلحة بديلة للقوات الأمريكية لضرب المقاومة العراقية.
تتفرع من هذا التفسير تحليلات عديدة أحدها يفيد أن التنظيم في كل تحركاته هو بمثابة حصان طروادة لتسهيل التدخل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط بأقل ما يمكن من التكاليف المادية والبشرية ومن القوة العسكرية الأمريكية المباشرة، خاصة على ضوء التجربة المريرة للتدخل المباشر في كل من العراق وأفغانستان.
تحليل آخر يقول أنه إذا كانت واشنطن قد تعاملت وساندت التنظيم في بداية تشكله فإنه خرج عن نطاق سيطرتها وأصبح يشكل تهديدا لمصالحها ولحلفائها.
هناك من يرى أنه بعد أن تعثرت خطط واشنطن جزئيا في ركوب حركة التطور في المنطقة العربية وتحويلها إلى فوضى خلاقة حسب نظريات المحافظين الجدد، لجأت إلى استخدام تنظيم داعش كسلاح للوصول إلى نفس الهدف وبالطبع بأقل التكاليف الممكنة مقارنة مع ما تم إنفاقه على ساحتي الحرب في أفغانستان منذ سنة 2001 والعراق منذ سنة 2003. ويضيف أنصار هذه الرؤيا أن الذين وضعوا مشروع الشرق الأوسط الجديد والقاضي بإعادة رسم حدود دول المنطقة وتكوين ما بين 54 و 56 دولة على أسس عرقية ودينية ومناطقية وجدوا في تنظيم داعش ضالتهم من أجل تنفيذ مخطط التقسيم.
تنظيم داعش يقدم نفسه كحركة للدفاع عن السنة، وهذا من شأنه تصعيد الصراع بين السنة والشيعة ووضع أسس التقسيم الذي تسعى إليه واشنطن في العراق وسوريا ولبنان والسعودية والبحرين واليمن، هذا التفتيت تستفيد منه أولا إسرائيل لترسيخ أقدامها في المنطقة وكذلك إيران على الأقل مرحليا في نطاق صراعها على مناطق النفوذ سواء مع الولايات المتحدة أو تركيا.
كتب محلل سياسي عربي في صحيفة السفير اللبنانية: إن لعبة الاستدراج المتبادل بين الإدارة الأمريكية من جهة وبين تنظيم داعش من جهة ثانية، مستمرة. وبينما تسير واشنطن على إيقاع بطيء في محاولة منها لتهيئة الظروف لتنفيذ إستراتيجيتها الحقيقية في المنطقة، من دون الوقوع في فِخاخ ومستنقعات سبق لها تجريب تبعاتها، يعمد الطرف الثاني إلى استفزازها وإجبارها على النزول بريا على الأرض، عبر تصعيده في مشاهد ذبح مواطنيها.
والسؤال لم يعد هل يستدرج "داعش" أمريكا؟ وإنما لماذا يستعجل في هذا الاستدراج وما مصلحته؟.
ثمن التدخل المباشر
في الولايات المتحدة تبقى معرفة الخطط الكبرى الحكومية لتوسيع النفوذ مقتصرة على دائرة صغيرة من السياسيين حتى في الكونغرس، ولكن الخطوط العامة للسياسات متاحة لعدد أكبر من السياسيين، وهؤلاء يقدمون ما يمكن إعتباره تفسيرات نافعة.
يوم 19 أكتوبر 2014 صرح دانيال بنجامين، المنسق السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة "سي إن إن"، إن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش" لا يشكل خطرا على أمريكا أو الغرب، وقد جرى تضخيم التهديدات المنسوبة إليه بشكل كبير، مضيفا أن التنظيم هو حتى الآن ليس جماعة إرهابية بالمعنى المعتاد، وإنما حركة مسلحة متمردة في إطار الصراع بين السنة والشيعة.
وقال بنجامين، ردا على سؤال حول الموقف من تهديدات داعش: "أظن أن هناك الكثير من المبالغات حول خطر داعش. الملجأ الآمن الذي أسسه التنظيم في العراق وسوريا قد يمثل خطرا على الولايات المتحدة على الأمد البعيد، ولكن في الوقت الحالي فالصراع هو بين السنة والشيعة".
وتابع بنجامين قائلا: "نحن أمام قوة متمردة ولسنا أمام قوة إرهابية رغم أنها تستخدم أساليب إرهابية ضد خصومها في الداخل".
ولفت المسئول الأمريكي السابق إلى أن السلطات الأمريكية، سواء في مراكز مكافحة الإرهاب أو في وزارة الداخلية أو مكتب التحقيقات الفيدرالية "تؤكد عدم وجود مخططات ضد أمريكا حاليا".
واستطرد بالقول: "حتى ما جرى إعلانه عن نية التنظيم شن هجمات خارج مناطق نفوذه محدود للغاية، بل إن داعش لم ينفذ أي هجوم إرهابي خارج سوريا والعراق، وهذا عامل مهم".
بعد ذلك بأقل من ثلاثة أسابيع ويوم الاثنين 10 نوفمبر صرح كريس ميرفي، السيناتور عن الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي لنفس الشبكة الإخبارية الأمريكية، إن قرار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بإرسال 1500 جندي إضافي إلى العراق، لن يجدي نفعا.
وأضاف: "علينا الأخذ بالحقائق، كان لدينا مئات الآلاف من الجنود على الأرض العراقية خلال السنوات العشر الماضية، وكانوا يحاولون تدريب القوات العراقية وهي القوات التي تم هزمها في فترة أسابيع من قبل مجموعات غير منظمة تسمى داعش.. فما الذي يمكننا تحقيقه ببضع مئات الجنود وما لم يتم تحقيقه من قبل بمئات الآلاف منهم".
ولفت إلى "ما أعلمه هو أن عملية إرسال مئات الآلاف من الجنود إلى الشرق الأوسط، أثبتت خلال السنوات العشر الماضية أنها أدت إلى جعل الأوضاع أكثر خطرا وليست جيدة".
وأشار إلى أن قلقه ينبع من "أننا لا نرى التقدم الذي نحتاجه من قبل القوات العراقية بتهيئة مناخ سياسي للفترة القادمة والتي من شأنها أن تدفع بالعشائر السنية بعيدا عن تنظيم داعش باتجاه حكومة بغداد".
توسع داعش جنوبا وغربا
سجلت مصادر رصد أن المشاركة العربية "السعودية والإمارات بشكل أساسي" في القصف الجوي لمواقع داعش في العراق وسوريا إلى جانب الطيران الأمريكي قد تقلصت بشكل كبير حسب مصادر متطابقة منذ بداية شهر نوفمبر 2014 في وقت لم تخف فيه أوساط سواء في البنتاغون أو الخارجية الأمريكية إمتعاضها من عدم إستعداد أي دولة عربية للتجاوب مع المطلب الأمريكي لتشكيل جيش بري من 100 الف جندي لقتال داعش لأن القصف الجوي ليس كافيا.
يوم الأحد 16 نوفمبر صرح الجنرال ديمبسي إن القوات الأمريكية ساعدت في "انتشال العراق من شفا الهاوية"، ولكنه أضاف إن القتال ضد تنظيم الدولة قد يستغرق "عدة أعوام"، وشدد على أن التنظيم قد لا يدحر بجهود الولايات المتحدة وحدها.
وكان الجنرال ديمبسي قد قال في وقت سابق أمام لجنة الشؤون العسكرية في مجلس النواب الأمريكي إن الباب ما زال مفتوحا أمام إرسال قوات قتالية أمريكية لمساعدة العراقيين في استعادة مدينة الموصل في شمال العراق التي سيطر عليها تنظيم داعش في يونيو. وأضاف في حديثه "أنا لا أوصي بذلك ولكننا بالتأكيد نأخذه في نظر الاعتبار".
وكانت الولايات المتحدة سحبت قواتها القتالية من العراق في عام 2011 منهية بذلك 8 سنوات من التدخل العسكري الكبير هناك.
يذكر أن مصادر رصد غربية وشرقية كانت قد حذرت منذ صيف سنة 2014 من أن داعش سوف توسع عملياتها إلى دول الخليج العربي وشمال أفريقيا بعد تزايد صعوبات توسعها في العراق وسوريا، وأن هذا الانتقال إلى أهداف خارج القطرين سيقدم للولايات المتحدة عذرا وتبريرا للتدخل بشكل أو بآخر في هذه البلدان بحجة مقاومة التنظيم الإرهابي. ويذكر أن واشنطن تقصف منذ سنوات وبشكل شبه يومي وبطائرات بدون طيار مناطق في اليمن على أساس أنها قواعد أو أشخاص من تنظيم القاعدة كما ساهمت في إسقاط الرئيس عبد الله صالح، ونفس الأسلوب تتبعه في الصومال.
في وقت متزامن مع تكرار الحديث في واشنطن عن عدم كفاية الضربات الجوية في تحقيق النصر، أعلن تنظيم داعش بدء حملته ضد دول الخليج العربي وغيرها.
يوم الخميس 13 نوفمبر دعا ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش إلى تنفيذ هجمات ضد الحكام السعوديين وقال في كلمة منسوبة له إن الخلافة التي أعلنها تتوسع إلى السعودية وأربع دول عربية أخرى. وذكر البغدادي أيضا إن الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعته في سوريا والعراق فاشلة ودعا إلى تفجير "براكين الجهاد" في أنحاء العالم. وحث البغدادي المؤيدين في السعودية على حمل السلاح.
وذكر البغدادي إنه قبل البيعة من المؤيدين في ليبيا ومصر واليمن والسعودية والجزائر.
وأضاف في الكلمة التي استفاض خلالها في الحديث عن توسع التنظيم "ابشروا أيها المسلمون.. فإننا نبشركم بإعلان تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة.. إلى بلاد الحرمين واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر.
ورغم أن مؤيدين بايعوا داعش في دول تشمل لبنان وباكستان وافغانستان إلا أن البغدادي اشار لتلك الدول الخمس فقط محددا دولا يتمتع المؤيدون فيها حسب تصوره بقاعدة قوية ويمكنهم تنفيذ هجمات.
لكنه أضاف "يا جنود الدولة الإسلامية.. امضوا في حصاد الأجناد.. فجروا براكين الجهاد في كل مكان وأشعلوا الأرض نارا على كل الطواغيت".
وقال في إشارة الى الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعته "برغم أن هذه الحملة الصليبية من أشد الحملات وأشرسها إلا أنها من أفشل الحملات وأخيبها".
وتابع "نرى أمريكا وحلفاءها يتخبطون بين الخوف والضعف والعجز والفشل".
وفي إشارة إلى اليمن حيث استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر واجبروا الحكومة على الاستقالة قال البغدادي "يا أجناد اليمن.. يا أهل النصرة والمدد... شدوا على الروافض الحوثة فإنهم كفار مرتدون.. قارعوهم وغالبوهم".
وحث البغدادي المؤيدين في ليبيا والجزائر والمغرب على منع الجماعات العلمانية من الحكم. وهنأ أيضا مؤيدين في سيناء لبدء الجهاد ضد من وصفهم بأنهم "طواغيت مصر".
وفي وقت لاحق يوم الخميس 13 نوفمبر غيرت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية التي تنشط في محافظة شمال سيناء اسمها إلى ولاية سيناء.
جاء التغيير في الصفحة التي تنشر فيها الجماعة بياناتها على موقع تويتر حيث صار عنوان الصفحة ولاية سيناء بعد أن كان جماعة أنصار بيت المقدس.
وظهر الاسم الجديد على الصفحة بعد قليل من الكلمة التي نسبت إلى زعيم الدولة الاسلامية. وقال البغدادي في الكلمة "نعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا في تلك البلدان وإلغاء اسم (أسماء) الجماعات فيها وإعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلامية".
وكانت جماعة أنصار بيت المقدس وهي أكبر جماعات الإرهابية في مصر قد أعلنت قبل أيام انضمامها إلى تنظيم الدولة الإسلامية وبايعت البغدادي.
تآمر على السعودية
كتب فرانك غاردنر محرر الشؤون الأمنية في شبكة ال"بي بي سي" البريطانية:
في الغرب وأمريكا بالخصوص يلقي البعض باللائمة على السلطات السعودية في ظهور تنظيم داعش بهذه السرعة، ويتهمونها بتمويل وتصدير فكر متشدد أصبح يمثل نقطة عبور أولى نحو فكرة الجهاد والعنف. إلا أن الحكومة السعودية ترفض بشكل قاطع هذه الإتهامات، مشيرة إلى أن ذلك نابع من الفوضى التي أحدثتها الاضطرابات في الشرق الأوسط وقيام دول حليفة لأمريكا وخاصة قطر بتمويل داعش. ويرى عدد من الساسة السعوديين أن واشنطن تتآمر في الخفاء ليس ضدهم فقط بل وكذلك الإمارات العربية لأسباب عدة من آخرها دعم البلدين للإنتفاضة الشعبية التي ساندها الجيش للإطاحة بنظام حكم الإخوان في مصر.
كما يشير السعوديون أيضا إلى أنهم قاتلوا لثلاثة أعوام مريرة ونجحوا في مواجهة الإرهاب الذي شهدته البلاد من تنظيم القاعدة، وكان سببا في حصد حياة المئات.
وتقدر المخابرات الأمريكية عدد من انضموا إلى صفوف التنظيم من السعوديين بأكثر من 2000 فرد، ممن يعتنقون فكرا "تكفيريا".
وإلى جانب الإمارات والكويت، تسعى السلطات السعودية جاهدة لمنع التبرعات التي يقدمها الأفراد إلى تنظيم داعش.
وفوق كل ذلك، شهد الوضع الأمني على الحدود الجنوبية للبلاد المحاذية لليمن تدهورا سريعا، حيث انضم عدد من السعوديين المتشددين إلى تنظيم القاعدة بعد أن جرى الإفراج عنهم من برامج تأهيل كانوا قد تعهدوا فيها بنبذ العنف.
ومن المستبعد أن تشهد السعودية غزوا عسكريا مباشرا من قبل التنظيم، حيث إن حدودها الشمالية مع العراق مراقبة ومؤمنة بشكل قوي، وتمتلك معدات عسكرية غربية الصنع تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
وبدلا من ذلك، فهي تواجه خطرا متناميا بالعنف المعزول داخل حدودها، الذي من الممكن أن يبرز بين الحين والآخر في شكل عمليات تفجير أو إطلاق نار أو اختطاف من شأنها أن تختبر قدرات جهازها الاستخباراتي المحلي.
تقدم الحوثيين وجرس الإنذار
التهديد الآخر قادم من الجنوب فقد كتب المحلل انجوس مكدوال لرويترز يوم 11 نوفمبر: بدأت المكاسب التي أحرزتها حركة التمرد الحوثي في اليمن تدق أجراس الانذار في السعودية التي تقلقها انعكاسات هذا التقدم على حدودها الجنوبية التي تعد معبرا لنشاط غير قانوني على الدوام.
ويسيطر الحوثيون الشيعة على جانب كبير من الأراضي على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 1700 كيلومتر وتتخللها جبال شاهقة ومساحات شاسعة من التلال الصحراوية وشهدت قبل خمس سنوات حربا حدودية قصيرة مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وفي غياب أي دوريات حدودية ومواقع لحرس الحدود في الجانب الجنوبي من الحدود فإن العوائق الوحيدة أمام المهربين والمتسللين والجماعات التي تثير القلق بدرجة أكبر في السعودية مثل تنظيم القاعدة لا توجد إلا على الجانب السعودي.
وقال المقدم حامد الأحمري من حرس الحدود في محافظة جازان التي تعد من أنشط المناطق على الحدود "نحن نعمل وحدنا".
ولا يفصل سوق المشنق للسلاح عن موقع حرس الحدود السعودي المحاط بأكياس الرمل سوى بضع مئات من الامتار في قرية طينية صغيرة عبر واد فسيح.
وبعد حرب 2009-2010 التي شهدتها تلك المنطقة تم إخلاء العديد من القرى أو هجرها أهلها وأصبحت مقفرة تتراقص فيها الفراشات فوق جدران مهدمة وبيوت مليئة بثقوب القذائف.
ولقي نحو 200 جندي سعودي مصرعهم في الحرب التي نتجت عن نزاع بين الرياض والحوثيين على خط الحدود.
وتشعر السعودية بالقلق للروابط التي تربط الحوثيين بايران وتخشى أن يعملوا مع جماعات إرهابية لضرب استقرارها.
كما يشعر السعوديون بالقلق لخطر استراتيجي آخر ينبع من اليمن حيث يتمركز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أعلن الحرب على السعودية وشن غارة عبر الحدود إلى الشرق من هذه المنطقة في يوليو 2014.
الحملة الإرهابية
ذكرت محطة "سي إن إن" الأمريكية يوم 16 نوفمبر: يركز مؤيديو تنظيم داعش، على شن حملة إعلامية على السعودية، ناشرين صورا عديدة على مواقع يستخدمها التنظيم لتمرير بياناته ومعلومات عملياته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من بين الصور المستخدمة في هذه الحملة صورة لزيين رسميين أحدهما خاص بقوى الأمن الداخلي بالسعودية والآخر للقوات البرية السعودية وإلى جانبهما ورقة كتب عليها "الدولة الإسلامية،" في حين كتب ناشر الصورة: "الدولة الإسلامية بينكم.. وينتظرون الوقت المناسب للبدء بقطع الرقاب".
ونشر المؤيدون للتنظيم صورا عديدة أخرى تركز في حملتها على استقطاب عناصر جديدة من داخل المملكة، كصورة للافتة على الطريق السريع بين الدمام والرياض، ووقوف شخص أمامها حاملا ورقة كتب عليها الخلافة الإسلامية.
وتقول مصادر رصد أنه زيادة على عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات والألغام خاصة عبر مياه الخليج العربي والحدود مع اليمن وتخزينها في مناطق آمنة استعدادا للمواجهة المقبلة أصبح أنصار داعش وفي نطاق استعداداتهم لشن عمليات خاصة في الإمارات العربية والسعودية والكويت يتوفرون على أجهزة متقدمة للإتصال والتشويش والتجسس على الإتصالات ومنها أجهزة "ديرت بوكس" التي تحاكي أبراج إرسال الهواتف النقالة، ومن خلالها يجري نقل بيانات عن موقع المستخدم وهويته الخاصة.
وتنقل تلك الأجهزة بيانات جميع الأشخاص، ففي الوقت الذي تستخدم تلك الأجهزة لتعقب المستهدفين في منطقة ما، فإن جميع الهواتف تستجيب للإشارة التي ترسلها أجهزة جمع المعلومات. ومعلوم إن تلك الأجهزة تعمل بنفس طريقة تشغيل "ستينغراي"، أحد الأدوات الشائعة لمراقبة الهاتف النقال".
والأدوات أمثال "ستينغراي" و"ديرت بوكس" تعرف أيضا باسم كاشف "هوية مشترك الهاتف الدولي"، لأنها تجمع بيانات الهوية الخاصة التي يرسلها كل جهاز فردي إلى الشبكة وتسجل كل مكالماته.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" تستخدم الحكومة الأمريكية أجهزة تسمى "ديرت بوكس" من على متن طائرات سيسنا لجمع بيانات من عشرات ملايين الهواتف المحمولة.
تهديد الأمارات
الإمارات بدورها على لائحة المرشحين لمؤامرات زعزعة الإستقرار. أحد معاهد البحث الأمريكية نشرت ما وصفته تقريرا لخبير قانوني وسياسي جاء فيه:
"أن العناد الذي يقود السياسات الخارجية لدولة الإمارات العربية قد يؤدي إلى حدوث انقسام داخل الدولة ذاتها، بما يدفع بأحوالها إلى العودة إلى ما قبل العام 1970، في إشارة إلى الفترة التي كانت فيها كل إمارة لها استقلالها وقرارها في السياسات الخارجية.
وإدعى التقرير أن هذا الوضع يأتي في إطار حالة من القلق والانقسام تثيرها "أبو ظبي" داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما جعل هناك حالة من الاضطراب الدائم لتداخل الأنشطة السياسية والاقتصادية والقانونية والرياضية وغيرها والتي أصبحت مهددة بالانفراط، وذلك على خلفية صراعها مع كل من عمان وقطر، وهو الخلاف الذي امتد مؤخرا ليشمل خلافا متصاعدا وإن كان مكتوما بين أبو ظبي ودولة الكويت.
وزيادة في التضليل ذكر الباحث أن هناك ما سماه تباينا ملحوظا في الرؤية بين الشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة "أبو ظبي" وصاحب القرار الفعلي فيها، وبين إمارة "دبي" والتي تؤيدها إمارات أخرى.
الإمارات تتعرض كذلك لمزيج من التهديدات الإرهابية والخارجية خاصة الإيرانية، وهو ما جعلها توثق التعاون الأمني والعسكري مع دول عربية في مقدمتها المغرب ومصر.
ويقول محللون أنه في نطاق الصراع بمنطقة الخليج العربي ولضرب السعودية والإمارات لدى طهران والمتحالفين معها احتياطيا من المقاتلين في العراق يتبعون أوامر القيادة الإيرانية لشكل مباشر ومن ضمنهم قيس الخزعلي ضمن الاف من مقاتلي الجماعات المسلحة.
والخزعلي هو قائد جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم عصائب أهل الحق تدعمها إيران. وبفضل موقعه هذا فهو واحد من أشد قادة الجماعات المسلحة ترهيبا في العراق وأحد أهم ممثلي إيران في البلاد.
وتعد جماعته أحد ثلاثة جيوش شيعية صغيرة في العراق تدعمها إيران كلها وقد أصبحت تلك الجيوش أقوى قوة عسكرية في العراق منذ انهيار الجيش الجديد في يونيو 2014.
وإلى جانب عصائب أهل الحق توجد منظمة بدر التي تشكلت في الثمانينات خلال الحرب الإيرانية العراقية وكذلك فيلق حزب الله الأحدث والأكثر تكتما. وقد لعبت الجماعات الثلاث أدوارا مهمة في الصراعات خاصة ضد المقاومة العراقية بقيادة عزت الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتعد الجماعات المسلحة وقادتها عناصر أساسية لنفوذ إيران داخل العراق. وترجع جذور هذا النفوذ إلى أصول دينية. فالغالبية العظمى من سكان إيران من الطائفة الشيعية وهم يسعون للتحكم في شيعة العراق.
ويقول مسؤولون عراقيون حاليون وسابقون إن إيران بنت نفوذها في السنوات العشر الأخيرة من خلال تقديم الدعم السياسي للحكومة العراقية والسلاح والمستشارين للجماعات المسلحة وبقايا الجيش العراقي.
وخلال قتال ضار استمر أياما في أغسطس وبمساعدة غارات القصف الجوي الأمريكية نجحت هذه القوات في طرد مقاتلين معارضين لنظام بغداد فيما يعد مثالا نادرا على اشتراك إيران والولايات المتحدة في قتال عدو مشترك.
وقال أبو عبد الله أحد القادة المحليين لكتائب حزب الله إن الكتائب نقلت 50 من أفضل مقاتليها إلى بلدة امرلي بطائرات هليكوبتر يقودها طيارون أمريكيون خلال حصار تنظيم داعش للمدينة.
حرب باردة بين السعودية وأمريكا
في الظاهر تقدم واشنطن نفسها كداعم لإستقرار دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية، ولكن الأمور ليست بهذه البساطة فهناك خلافات كثيرة.
نشر موقع صحيفة "دالاس نيوز" الأمريكي يوم 6 نوفمبر مقالا أعده "إساك بارشاس" و"ميشيل ويبر"، أشارا فيه إلى أنه بالإضافة إلى الحرب التي تشنها الولايات المتحدة وشركاؤها ضد تنظيم داعش، فإن هناك صراعا آخر يشتعل في الشرق الأوسط متمثلا في معركة البترول المكثفة بين السعودية وتكساس الأمريكية.
وتحدث المقال عن أن السعودية التي تعد المنتج الرئيسي لأرخص مواد الهيدروكربونية في العالم، وجدت نفسها أمام اختيار صعب جدا، فإما أن تخسر حصتها في السوق أمام تكساس التي يزداد إنتاجها من البترول الصخري، أو أن تضطر لإغراق الأسواق بالبترول الرخيص، وهو ما يضر بالمستثمرين في "وول ستريت" الذين يرغبون في أسعار مرتفعة للبترول.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، تسببت السعودية في صدمة للبورصة الأمريكية، وأفقدت رأس المال السوقي مئات المليارات من الدولارات من قيمة الأسهم المتداولة.
وأضافت أن السبب في إقدام السعودية على دفع أسعار البترول للانخفاض يعود إلى تكنولوجيا استخلاص البترول والغاز من الصخور في ولاية تكساس الأمريكية، والتي تساعد بشكل كبير الاقتصاد الأمريكي وقائدي السيارات، خاصة أن الغازولين أصبح متاحا في الولايات المتحدة لأول مرة منذ سنوات بسعر 3 دولارات أو أقل من ذلك للغالون الواحد.
وذكرت أن انخفاض أسعار البترول يعد أمرا مرعبا لاقتصاد الدول الكبرى المنتجة له كالسعودية وروسيا وفنزويلا، إلا أن السعودية في وضع أفضل من غيرها نظرا لما تمتلكه من احتياطي كبير من البترول والمال.
وأشارت إلى أن برميل النفط الواحد يكلف السعودية لاستخراجه من صحراء المملكة نحو 20 دولارا أو أقل من ذلك، وتمكنت الرياض خلال العقد الماضي من جمع مئات المليارات من الدولارات، بعدما ارتفع سعر البرميل إلى حدود 100 دولار.
واعتبرت أن التكنولوجيا الحديثة التي تزيد من الإنتاج وبأسعار منخفضة تمثل تهديدا وجوديا للسعودية، مشيرة إلى أن بعض الدول ترد على مثل هذه التهديدات بإعلان الحرب، لكن المملكة قامت بفعل أذكى من ذلك عبر استخدام سلاح آخر وهو التسبب في خسارة "وول ستريت" للمال اللازم لإنتاج البترول والغاز بالولايات المتحدة.
وأضافت أن السعودية كان بإمكانها تقليص الإنتاج وبالتالي رفع الأسعار، إلا أن هدفها هو إفلاس منافسيها المنتجين للبترول الصخري في أمريكا عبر استمرار هبوط أسعار البترول عالميا.
تفكيك الجيوش الوطنية
جاء في تقرير صدر عن المركزي الإقليمي للدراسات بالقاهرة خلال صيف سنة 2014، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد انتشارا لأنماط من الصراعات غير المتماثلة أو غير المتناسقة.
يرجع التقرير المسارات المتصاعدة ل"الصراعات غير المتماثلة" إلى الترابط الوثيق بين الفوضى السياسية والأمنية، لا سيما عقب الأزمات العربية والاختراق الخارجي للدول التي شهدت تلك الأزمات، بسبب تمدد التحالفات العابرة للحدود وصعود الفاعلين المسلحين من غير الدول خاصة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة والجيوش المناطقية والقوى المذهبية.
وقد أصبحت هذه القوى المذهبية تمتلك قدرات عسكرية تضاهي إن لم يكن تفوق الجيوش النظامية في تلك الدول، بشكل يقوض مقتضيات احتكار الدولة للاستخدام الشرعي للقوة لضبط التفاعلات المجتمعية ومواجهة التهديدات الأمنية، وهو ما يقود إلى منع الدولة من القيام بمهامها الأساسية.
ينطلق مفهوم "الصراع غير المتماثل" من تصاعد دور الفاعلين المسلحين من غير الدول ذوي الامتدادات العابرة للحدود في إحداث توترات مجتمعية وفوضى أمنية من خلال استهداف المرافق الاقتصادية والخدمية والمؤسسات العامة، ما يؤدي في المحصلة النهائية إلى تفكك وانهيار بنية الدولة وتحولها لدولة فاشلة، فضلا عن دخول القوى الدولية كأطراف ثالثة في تلك الصراعات.
يخلص البحث إلى أنه من غير المرجح أن تنحسر أنماط الصراعات غير المتماثلة والمواجهات العسكرية غير التقليدية في دول المنطقة في ظل تشكل سياقات مناسبة لانتشارها بصورة عابرة للحدود تتمثل أركانها في انهيار الدول الوطنية أو ضعفها وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية وصعود الفاعلين المسلحين من غير الدول وتفجر الحروب الأهلية والصراعات المذهبية والطائفية والمناطقية.
عالم متعدد الأقطاب
إذا كانت الولايات المتحدة وفي نطاق ما يسمى لعبة الأمم قد سجلت نجاحات في تمزيق جزء من المنطقة الشرق أوسطية فإن هناك بالإضافة إلى القوى الإقليمية المناهضة للمشروع الأمريكي، القطب الروسي الذي أستعاد جزئيا الثفل الدولي للإتحاد السوفيتي.
يرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحوار بين الحضارات، اليوم، يقوم على "رؤية تركيبية، منطقية تهدف لمقاربة واسعة المجالات لمجمل القضايا الراهنة". فمسار تطوير العولمة وتصاعد التوجهات الجديدة، أدى إلى تغيير ملحوظ في المشهد الجيوسياسي، ما أستدعى النظر في استحداث رؤية جديدة للعديد من القضايا المفصلية في عالمنا. أما جوهر المرحلة الانتقالية، فيتمثل في "تشكل منظومات سياسية متعددة الأقطاب، حيث نشهد فيها تنامي عامل الهوية الحضارية".
يطرح لافروف رؤية روسيا الاتحادية للعمل الحضاري المستقبلي، معتبرا أن المرحلة تقتضي الحذر "آخذين بعين الاعتبار التنوع الثقافي والحضاري لعالمنا المعاصر، وأن أي محاولة لإملاء قيم معينة من الخارج، أو إقحام وصفات معلبة لتغيير المسارات تفضي إلى أسوأ النتائج على مستوى الأمن المحلي وعلى العلاقات الدولية ككل"، فمن الأهمية بمكان "احترام هوية وتراث الشعوب الأخرى، وحقها في اختيار طرقها الخاصة المحددة لمستقبلها". ويتطرق إلى أن لروسيا "تجربة غنية في التعايش بين قوميات ومذاهب مختلفة، وأن دبلوماسيتنا الوطنية تسعى دائبة إلى دفع عجلة الحوار إلى الأمام بين الأديان والثقافات المتنوعة، وإلى توطيد مناخ الشراكة التامة على المستوى الدولي".
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.