بدأت بعض الدول الغربية في اتخاذ إجراءات والقيام بحملات توعية لمواجهة المخاطر التي تهدد خصوبة الرجال فيها, وهي مخاطر متأتية من الاستخدام المكثف للمواد الكيميائية في الأغذية خاصة المعدلة منها جينيا ومواد التجميل والمواد البلاستيكية والمبيدات. ويؤكد مدير قسم الأبحاث بالمستشفى الجامعي في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن البروفيسور نيلز شاكباك أن المشاكل التناسلية لدى الرجال وتحديدا في ما يخص إنتاج الحيوانات المنوية, ربما باتت تشكل خطرا أعظم من ذلك الذي تشكله ظاهرة الاحتباس الحراري. ففي البلدان الصناعية سجل انخفاض بنسبة 50% في عدد الحيوانات المنوية ونوعيتها عند الرجال, كما تضاعفت لديهم نسبة الإصابة بسرطان الخصيتين، علاوة على ارتفاع حالات التشوه الخلقي في وظائفهم التناسلية. أما زميله بالمستشفى نفسه نيلس يورغنسن فيعزو التأثيرات المدمرة على خصوبة الرجال إلى آلاف المواد الكيميائية المصنعة التي اجتاحت الأسواق الاستهلاكية خلال خمسين عاما, والتي باتت تستعمل على نطاق واسع في الحياة اليومية للشعوب الغربية. وأظهرت تجارب تطبيقية أجريت على ضفادع وتماسيح وأسماك تعيش في الأنهار, أن تعرض ذكورها لمبيدات الرش يضعف كثيرا قدراتها التناسلية، وهذا يطرح تساؤلا عما إذا كانت الحيوانات تواجه ذات المخاطر التي يتعرض لها البشر في ظل التقلبات البيئية والمناخية التي تسود العالم. ولأن مرحلة تشكل الجنين هي الأكثر حساسية, فقد أصدرت الدانمارك جملة من التعليمات للنساء الحوامل بضرورة التقليل من تعرضهن للمواد الكيميائية والتقليص من استعمال مواد التجميل والأصباغ وبعض العطورات, بينما حظرت السلطات الكندية في أكتوب الماضي استيراد وبيع الرضاعات البلاستيكية التي تحتوي مادة "البيسفينول أي" التي تأكدت خطورتها على الرضع.