لم تكن الأمطار الأخيرة التي ضربت مناطق من المغرب، من بينها سوق أربعاء الغرب، ذات فأل حسن لاسيما على هذه المدينة التي لها ألف حكاية وحكاية مع الفيضانات، فخمسة عشر دقيقة من التهاطلات كانت كافية لتضع الساكنة أيديها على قلوبها وتشدّ أنفاسها من تبعات ذلك، ففي وجود بنية تحتية مهترئة، ومع أشغال تهيئة الطرق وإصلاحها والتي كانت المدينة مسرحا لها في الآونة الأخيرة، جاءت خمسة عشر دقيقة من الزمن المطريّ لتعري عورة ما سمّي بأوراش الإصلاح بالمدينة المنكوبة (إصلاح البنية التحتية)، وفضحت سياسة الترقيع والتزويق التي ساقها الزمن الانتخابي، وزيف الشعارات التي يتغنى بها المسؤولون في مجال التأهيل الحضري والبنيات التحتية بالمدينة، كما كشفت هشاشة الطرق والممرّات في مناطق أخرى من المدينة. وكانت تلك المدة القليلة كافية لكي يتنفس سكان مدينة سوق أربعاء الغرب تحت الماء جرعات من هواء الخوف والتذمّر، كما كانت كافية لكي يرسلوا رسائلهم الغاضبة من تحت المياه لاسيما على مستوى أحياء "السياح" و"ولاد الدبّة"، وأحياء أخرى كثيرة بالمدينة، بل حتى على مستوى الطريق الوطنية رقم 1، حيث أدى انسداد مجاري الصرف الصحّي إلى قطع حركة المرور وشلّ التحرك في كلّ اتجاه. الغريب في الأمر أنّ انتكاب هذه المدينة جراء فيضانات الأمطار ليس وليد اليوم فقط، بل يعود لسنوات، ولم يفكّر المسؤولون عن الشأن العام بالمدينة في تجنيب الساكنة معاناة يفترض أنّ حلّها في حكم الممكن جدّا، بل تركوا المواطن الغرباوي يطلب اللطيف، ثم ينتظر "علال القادوس" لينقذه في مقبلات الأمطار.