لايمكن إلا الاتفاق مع رئيس المركزالمغربي للأبحاث حول المدرسة ذ. عبد الإله دحمان فيما أكد عليه منذ الإعلان عن "الباكالوريا الفرنسية" التي يسمونها "باكالوريا دولية" من أن توقيع هذه الاتفاقية تم في سياق عمل لوبيات فرنكفونية داخل المغرب على تمريرخيارات متعارضة مع التوجهات الدستورية في المسألة اللغوية، والميثاق الوطني، وأيضا مشاريع المخطط الاستعجالي، وأن هذا اللوبي استغل لحظة من لحظات الاضطراب الحكومي لتشكيل النسخة الثانية، من أجل دعم تثبيت اللغة الفرنسية داخل المنظومة التعليمية في المغرب مقابل إضعاف اللغة العربية وباقي المكونات اللغوية لهوية الشعب المغربي. وبالطبع لايمكن أن يكون هذا التثبيت للغة الفرنسية إلاعلى حساب اللغة العربية، فأن يصبح زمن حصص لغة فولتيرست ساعات مقابل ذلك الحيزالزمني الضيق وغيرالكافي لتعليم لغة الضاد، يعني توجيه ضربة جديدة للغتنا الوطنية التي يحاربها من يجهلها، والناس أعداء لما جهلوا. وهذا الخطأ الشنيع بل المكرالفظيع هوما جعل المنسقية الوطنية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية تطالب رشيد بلمختاروزيرالتربية الوطنية الذي وقع على هذا المشروع المدمربإلغاء هذا الاتفاق "الانفرادي" بسبب "تعارضه مع مقتضيات الدستورالذي ارتضاه المغاربة ويناقض البرنامج الحكومي الذي صادق عليه ممثلوالشعب المغربي". وحمل الائتلاف الذي يضم أكثرمن مائة جمعية رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران مسؤولية ما وقع عليه وزيرالتربية الوطنية، وأهاب بجميع الأحزاب والهيئات السياسية والمدنية والنقابية التصدي لهذا التوجه الفرنكفوني ولهذا المنحى التراجعي المضربالمدرسة المغربية ومستقبل الأجيال وباللغة العربية ...الغريبة في دارها. لابد من الضغط من أجل التراجع عن هذا الاتفاق الخطير، الذي يموه بنعت "الدولية" ليخفي مكر"الفرنسة المطلقة" المتمثلة في هذه "الباكالوريا الفرنسية". ألايرضيك السيد الوزيرأن تكون للمغاربة "باكالوريا مغربية عربية"؟ أم أنك ممن يزعم عدم صلاحية لغة الضاد للعصرولعلوم العصر؟ إذا كان الأمركذلك فهذا رأي شخصي، لايمكنك أن تفرضه على المغاربة وتلزمهم باتفاق لايرضونه لما يحمله من أخطاروأضرار. على أن هذا الرأي رآه من قبل كل خصم للغة الضاد متيم بلغة فرنسا ... وللناس فيما يختارون مذاهب، لكن لابد من الرجوع إلى أهل الاختصاص الذين يقدرون الأموربميزان العلم لابميزان الهوى، وعندذاك قد يقتنع أصحاب هذا الرأي بما يبطله، فيتحررون من أفكارهم المسبقة عن صلاحية اللغة العربية للعصر. فالعلم ومنه علم اللغة والتاريخ والحضارة ومقومات التنمية نوريكشف الحقائق لمن التبست عليهم الطرق.