تم تنظيم المُنيظِرة وليست المناظرة الوطنية للسياحة، اعتباراً لِقِصَرِ عمرها الذي اختزل من يومين إلى سويعات، وتلت هذه المنيظرة جلسة تلفزيونية بالقناة الثانية عبر برنامج مباشرة معكم، وسبقتها دعوة وزير السياحة للنشرة الرئيسية بالقناة الأولى، ليخلص الكلام الذي قيل بهذه المواقع إلى الإنغماس كليا، على مستوى السياحة المغربية، في الأرقام والمعطيات المرتبطة بالبنيات التحتية الحالية والمنتظرة، في أفق الأعوام المقبلة، وإعداد ليلالي المبيت والعبور والأسواق التقليدية المتعامل معها، والأسواق الجديدة الواجب غزوها، ثم المرور عبر السياحة الداخلية والتطلعات الكفيلة بازدهارها، وما إلى ذلك من فيض الكلام المشمول بالتفاؤل المفرط، في شبه غياب من المتدخلين لالتفاتة إلى النقائص والسلبيات التي وراء نفور السياح الأجانب منهم والمواطنين على حد سواء. فلا أحد تحدث بالحدة التي كانت مفترضة في هذه المناسبة، عن غلاء الأسعار وتدني جودة الخدمات المقدمة للزبناء، وتباين الأثمنة من فندق لآخر من ذات الصنف وعدد النجوم. وعلى سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للأسعار كيف يعقل أن يشتري السائح قنينة ماء معدني بأضعاف ثمنها خمس أو ست مرات، على ثمنها خارج الفندق عند البقال. وما قيل عن الماء يقال عن فنجان قهوة أو براد شاي أو عصير ليمون، وهذه المشروبات بالمقاهي الخارجية يقل بخمس مرات عن ماهي عليه بالفندق، وهكذا دواليك من الأثمنة المتعلقة بالهاتف والفاكس والصرف والأنترنيت، بل حتى وجبات الأكل تحت الطلب، ناهيك عن المعروضات من ملابس ومنتوجات تقليدية وعطور وغيرها. فهذا الجانب الذي وقع السكوت عنه، له تأثير كبير على نشاط الإقبال السياحي بصفة خاصة، لأن أهم شيء يعني السائح هو الإحساس بأنه لا يستغفل أو يبتز بأسعار غير معقولة تجعله لا يفكر في العودة مرة أخرى للوقوع في نفس الوضع. أما السياحة الداخلية فلا مجال لازدهارها، سوى بتعميم الاستفادة منها طيلة أيام السنة، بأثمان تفضيلية، والتخلي عن سياسة الفترات المناسباتية في وقت يحز في نفوس السياح المغاربة منح هذا الامتياز للسياح الأجانب على امتداد فصول السنة. أخيراً لن يفوتني التعقيب عن ما قاله رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في افتتاح المنيظرة الوطنية للسياحة، بأن الكسكس والحريرة والبسطيلة، كاف لجلب السياح، لأذكره أنه نسي «البيصارة» التي يجب أن يضيفها إلى المخطط الكفيل بتدفق المزيد من السياح الأجانب على بلادنا..!