فوجئ سكان حي اليوسفيةبالرباط صباح أمس الثلاثاء بتعزيزات أمنية تضم كتائب من رجال الأمن ورجال القوات المساعدة وممثلي السلطة المحلية مصحوبين بعدة جرافات تقوم بهدم البناء المعروف منذ أكثر من عقدين ب «ميني بارك» الذي أصبح معلمة بارزة في ذهن سكان الرباط وسلا، وقامت الجرافات بهدم البنايات التي كانت مقامة في ذلك المكان والذي قيل إن عقد استغلال يربط صاحبه بالجماعة الحضرية لمدينة الرباط. وحسب البعض فإن دواعي ما قامت به السلطة هو تحرير ملك عمومي يشوب استغلاله شيء لم يعد موجوداً أو لم يكن موجودا البتة، والبعض الآخر علل الأمر بضرورة التهييء الذي تعرفه مدينة الرباط في إطار خطة كبرى، وأن المكان المهدم جاء في طريق هذا التهييء، إلا أن حقيقة الأمر لم تنجل بعد. ومعلوم أن عددا من الأماكن والأملاك العمومية سبق أن فوتت لخواص بأثمنة تثير الضحك أو فوتت «ببلاش» وخير دليل على ذلك المكان الذي كانت تستغله مدرسة أجنبية لعدة عقود بدون مقابل أو بمقابل يثير السخرية في الوقت الذي تعصر فيه تلك المدرسة جيوب أولياء التلاميذ من المغاربة والأجانب. ذلك ما ظهر، أما ما خفي فهو أعظم. فهل ستشمر السلطات حقا الساعد للقضاء على احتلال الملك العمومي واسترجاعه، أم أنها مجرد نوبات موسمية؟