استفاق سكان حي كمال صباح يوم الخميس 11 شتنبر الجاري على وقع خبر العثور على جثة شابة متفحمة مجهولة الهوية بمدرسة وادي الذهب غرب مدينة سطات. وفور إشعارها بالخبر سارعت السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية ومختلف الأجهزة الأمنية وفرقة مسرح الجريمة إلى عين المكان، حيث قاموا بتطويق المكان ومعاينة الجثة التي تعود لفتاة مجهولة الهوية محترقة ومتفحمة بالكامل وملقاة بمحيط سور داخل مدرسة وادي الذهب في ظروف مازالت غامضة. ويشتبه أن تكون الضحية قد تعرضت للاغتصاب من طرف مجهول قبل أن يقوم بقتلها وحرقها في هذا المكان، الذي هو عبارة عن شبه غابة مهجورة داخل حرمة مؤسسة تعليمية ومكانا للاصطياد الضحايا، لكونه أصبح مرتعا للقاذورات والحشرات نتيجة هدم السور الواقي للمدرسة، مما جعله يشكل خطرا حقيقيا على التلاميذ والسكان المجاورين لها بسبب المنحرفين والمجرمين. وتم نقل جثة الضحية المتفحمة إلى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات لإخضاعها للتشريح الطبي، في حين كثفت الأجهزة الأمنية جهودها لكشف لغز هذه الجريمة النكراء التي خلفت هلعا واستياء وسط ساكنة الحي والمدينة وجمعية أباء وأولياء تلاميذ مدرسة وادي الذهب، التي استنكر أحد أعضائها لامبالاة المسؤولين المحليين والمنتخبين تجاه الشكايات المتعددة التي تقاطرت عليهم من طرف الجمعية والرامية إلى إصلاح السور وأعطاب مصابيح الأعمدة الكهربائية بالشوارع المجاورة للمؤسسة التي تعيش تحت جنح الظلام الدامس و تنعدم فيها الإنارة العمومية، الشيء الذي أثر سلبا على هذا القطاع الحيوي الذي كان من الواجب أن يتم تطويره ليلعب دوره المجتمعي المرتبط أساسا بالأمن العمومي، لأن الإنارة والأمن يشكلان علاقة ثنائية وطيدة وقوية، وبالتالي تبرز ظاهرة الجريمة بكل أنواعها وأشكالها من سرقة وقتل واغتصاب واعتراض السبيل وترويج المخدرات بالأزقة والشوارع المظلمة التي يشتغل بها رجال الأمن في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة وجد خطيرة.