تحتاج الحكومة في شخص وزيرها الشهير وحتى في شخص رئيس حكومتها إلى جهد كبير جدا لتبرير المغالطة الكبيرة التي تقدم عليها في كل مرة تدعي فيها كذبا وبهتانا تحفيض أسعار المحروقات في السوق المغربية، والحقيقة أنها تغالط الرأي العام. وتوظف سلطتها فيما يعتبر شططا لتحقيق أرباح. لنأخذ آخر إعلان في هذا الصدد حيث قررت الحكومة تخفيض سعر البنزين الممتاز بما قيمته، ستة سنتيمات، بيد أنها أبقت على سعر البنزين العادي كما كان عليه الحال، ومعلوم أن الحكومة تزيد أو تخفض في أسعار المحروقات حسب أسعارها في السوق العالمية، بما يعرف بتطبيق مبدأ حقيقة الأسعار، وحكومة السيد بنكيران ومعه وزيره الشهير يدركون أن الشعب يعلم أن الحكومة تقتني برميل النفط ، ولا تقتني برميل البنزين العادي لوحده وبرميل البنزين الممتاز لوحده وبرميل الفيول لوحده وبرميل الزيوت المستخرجة لوحده، بل إن برميل النفط شمل ما ينتج عن النفط، ولذلك لايجد الشعب أي تفسير لإقدام الحكومة على تخفيض سعر البنزين الممتاز لوحده، بل إنها تتناوب على التداول في الابقاء على السعر المرتفع لأحد المنتوجات النفطية. الحكومة التي يقودها حزب ذو مرجعية إسلامية تمارس التضليل إذن، إن لم نقل شيئا آخر. الحكومة تربح بهذا التضليل أولا عبر الإبقاء على سعر البنزين العادي رغم انخفاض سعره في السوق العالمي، ثم تربح لأن السعر العالمي انخفض. اللهم أبقينا على طاعتك