يستقطب المغرب عددا هائلا من المهاجرين الأفارقة كل يوم حتى أصبحنا نرى بين كل إفريقي وإفريقي إفريقي آخر نظرا للظروف القاسية التي جعلتهم يغادرون بلدانهم هربا من الجوع والفقر أو من الحرب الأهلية ، أملا في أن يجدوا الظروف الملائمة لتحسين أوضاعهم المعيشية ، لكن بالرغم من ذلك قد يعانون في المغرب من العنصرية مع البعض وامتهان المهن الهامشية الغير ملائمة. الأفارقة وكسب لقمة العيش مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب تضم عدد هائل من الأفارقة ،يمتهنون مهنا مختلفة حسب مستوياتهم التعليمية منهم من يشتغل بالشركات ،خاصة أصحاب الدبلومات العليا ، فالمغرب بالنسبة لهذه الفئة أرضية مناسبة لتشارك معارفهم مقابل أن يحضوا بالدعم والتعاون من طرف الدولة المستضيفة، ومنهم أصحاب التعليم المتوسط يمتهنون المهن البسيطة كإسكافي أو حامل الصناديق في الأسواق الشعبية، ومنهم من احترف مهنة البناء أو التسول في مدينة الرباط وبالقرب من المدينة القديمة "السويقة" عدد هائل من "الفراشة "الأفارقة ، نساء ورجال شباب وشابات في مقتبل العمل يعرضون بضائهم للبيع من أثواب إفريقية و اكسيسوارات نسائية ومنهم من يصفف الشعر "الراسطة"ومنهم من يبيع الهواتف النقالة ، فأغلبهم يمتهن المهن من هذا القبيل ليست مهن توفر لهم كل ما يكفي لكنها أفضل من العيش ببلدانهم يروي "أباغو" إسكافي ينحدر من جنوب إفريقيا ل " العلم" "أعمل كل يوم دون انقطاع أضع عربتي الصغيرة من صنع يدي بالسويقة بجانب مدرسة إبتدائية ،أصلح الأحذية ،أمتهن هده المهنة منذ وصولي إلى المغرب المهنة، التي لم يسبق لي أن مارستها ببلادي لكن الظروف أجبرتني على تعلمها بالغرم مني لكسب لقمة عيشي، يضيف "أباغو" تركت كل عائلتي ببلادي ،تركت زوجتي حامل في شهرها الخامس أملا في البحث عن مستوى أفضل للعيش وتحسين ظروفنا وأفكر في أن أجلبهم للعيش معي هنا في المغرب و أوفر لهم العيش الكريم هنا ويفضل "أباغو"الإستقرار في المغرب للأبد لأن الظروف لا تسمح له بالعودة إلى بلاده خصوصا أنه ينحدر من عائلة فقيرة ولا يستطيع أن يحقق ولو النصف من ما حققه هنا في المغرب يظل ذلك صعب المنال في بلاده " ليس "أباغو" هو الوحيد الذي يمتهن هذه المهنة البسيطة لكسب لقمة عيشه ولكن هناك الكثير من الشباب يمتهنون هذه الحرف المهمشة التي تبقى حكرا على الفئة الكادحة من المجتمع في ظل التهميش والإقصاء تروي "سوزان" بائعة الإكسيسوارات اليدوية للنساء ومختصة في "الراسطة" من السينغال ل " العلم " "جئت من السينغال للمغرب ليس بهدف الهجرة إلى أوربا ولكن فقط للتجارة في هذا البلد الذي لم يتأثر كثيرا بالأزمة الإقتصادية تضيف "سوزان" أنا أسافر كل صيف إلى بلدي السينغال لجلب ما أحتاجه من البضائع وأعيش هنا بالمغرب على ما يرام بما أكسبه من تجارتي لكن أعاني من مشكل العنصرية مع بعض المغاربة ليس الكل ولكن الأغلبية ينظرون إلينا بتلك النظرة الدونية والتحقيرية " الأفارقة والحلم الأوربي يعتبر المغرب تلك البوابة أو الممر الذي يسهل للأفارقة العبور وولوج الحلم الأوربي بحكم الموقع الجغرافي للمغرب المقرب من الدول الأوربية التي تعد بمثابة الحلم لكل إفريقي فلولا قرب المغرب من أوربا لما كان توافد الأفارقة على المغرب بخلاف البلدان العربية الأخرى فالمغرب يضم أكبر نسبة من المهاجرين الأفارقة الغير شرعيين وبحسب دراسة ميدانية سابقة أنجزتها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الهجرة، فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين من بلدان إفريقية يناهز 15 ألف مهاجر. يمثل النيجيريون من بينهم نسبة 15.7 في المائة، ويتبعهم المهاجرون الوافدون من مالي بنسبة 13.1 في المائة، ثم مهاجرو السنغال ب 12.8 في المئة، والكونغو الديمقراطية ب 10.4 في المائة. يروي "طلال" القادم من السينغال الذي يمتهن التجارة (بيع الساعات الرجالية والهواتف النقالة) يروي ل" العلم" أنا حاصل على دبلوم في السينغال وكنت أعمل بشركة هناك لكن غادرتها متوجها إلى المغرب للهجرة إلى فرنسا حلمي وحلم جميع الأفارقة، أعمل على جمع المال من تجارتي لألتحق بحلم حياتي لكن ليس كغيري من الأصدقاء الأفارقة أريد السفر بشكل قانوني بالوثائق القانونية لا أريد ان أسافر بشكل غير قانوني ليكون مصيري هو الموت في عمق البحر أو أن تبوء رحلتي بالفشل ويتم ترحيلي إلى بلدي الأفارقة المحظوظين فئة من الأفارقة تعاني التهميش و العنصرية نظرا للمهن التي يمتهنونها ونظرا لمستواهم الثقافي الضيق الذي لم يسمح لهم ولم يخول لهم الفرصة في الحصول على عمل أفضل، لكن في المقابل هناك فئة أخرى كانت محظوظة ولم تأتي إلى المغرب نظرا للظروف القاهرة التي تعاني منها و لكنها جاءت إلى المغرب لاستكمال دراستها الجامعية العليا، عدد هائل من الأفارقة أتاحت لهم الفرصة لاستكمال دراستهم بالمغرب في مختلف الإختصاصات الطب ، الصيدلة، الإقتصاد فيعد الطلبة الأفارقة المغاربية المقيمين بالمغرب من أجل إستكمال دراستهم محظوظين لأنهم يحضون بدعم من بلدهم الأصلي والبلد المستضيف المغرب، وغالبا ما يتم إدماجهم في العمل بالمغرب وتمنح لهم الحقوق كاملة كالعاملين المغاربة ، لكن الأغلبية الساحقة تفضل العودة لبلدهم بعد استكمال الدراسة والعمل ببلدهم لخدمته وإنعاشه.