وصف المستشار محمد الهيني، القاضي بالمحكمة الإدارية بالرباط، الزميل توفيق بوعشرين، مدير يومية "اخبار اليوم المغربية" ب"صحفي السلطة التنفيذية" على خلفية دعوة بوعشرين القضاة، إلى عدم التعبير عن آرائهم، خلال تدخل له ضمن ندوة فكرية نظمها مؤخرا شبيبة حزب "العدالة والتنمية". واعتبر الهيني، خطاب بوعشرين "خطابا رجعيا لا علاقة له بدستور 2011"، الذي أعطى بحسبه الحق للقضاة في التعبير عن آرائهم، موضحا أن القاضي كائن حقوقي بطبعه، متسائلا باستغراب "هل يريد السيد بوعشرين تحويلنا إلى آلات صماء"؟ وأوضح الهيني أن حقوق القضاة في المغرب ليست مضمونة؛ حيث لا يبقى لهم سوى أن يعبروا بأحكامهم كما زعم بوعشرين، مؤكدا أن وضع القضاة في المغرب يقتضي دفاعهم المستثميت عن حقوقهم، الذي هو في الجوهر دفاع عن حقوق المواطنين. وفسر الهيني، موقف بوعشرين بأنه تعبير عن رغبته في "استمالة ونصرة وزير العدل وهذا يخالف مبادئ الإعلام المواطن الذي يستهدف حماية مبدا استقلال القضاء، والدفاع عن حقوق القضاة في مواجهة السلطة التنفيذية". ومما يوجب حق القضاة في التعبير حسب الهيني " أننا نعيش في دولة وزارة العدل" حسب تعبيره، التي تتحكم في القضاة وحياتهم وحياة اسرهم. وانتقد الهيني دفاع بوعشرين عن بقاء النيابة العامة تحت إمرة وزير العدل مؤكدا على ان استقلال النيابة العامة عن السلطة التنفيذية، توجه دستوري و ديمقراطي في جميع الدول الحقوقية". واعتبر الهيني خطاب بوعشرين خطاب " التمجيد والمكاسب والمغانم وليس خطاب صحفي متنور يسعى للحقيقة ويبحث عن الحجة ويسعى لتطوير قضاء بلده لخدمةً المصلحة العامة" ثم تساءل الهيني، وهو يقصد بوعشرين: "كيف يقفز على الخروقات الدستورية والقانونية للمتابعة والمحاكمة التأديبية المكرسة للظلم ويسعى لتبريره والدفاع عنه في اخلال بالنزاهة الفكرية؟ معتبرا " الدفاع عن الظلم ببشاعة وتصويره كرمز للبطولة والنجومية يعكس مستوى حضيضي من التفكير" على حد تعبيره. وكشف الهيني على ان بوعشرين ظل يرفض نشر جميع المقالات التي بعث بها لجريدته، مؤكدا أن صحفيا ب"أخبار اليوم المغربية" أجرى معه حوارا ولم ينشر لحد الساعة "وهذا بشهادة مدير موقع العلوم القانونية" يضيف الهيني.