قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط ب 30 سنة سجنا نافذا في حق متهم تمت مؤاخذته بتهمة القتل العمد دون سبق إصرار، في حين حكم على متهميْن آخريْن بستة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ وغرامة 500 درهم لكل واحد منهما من أجل الشذوذ الجنسي. وأكد المتهم الرئيسي، متزوج من مواليد 1961، أمام المحكمة أنه لم يتعمد قتل الضحية الذي كان قد اعترض سبيل سيارته فداسته، نافيا تهم الشذوذ الجنسي. وكان دفاع هذا الأخير، الذي يشتغل عونا بالمديرية العامة للمحافظة على التراب الوطني قد التمس له بعد استعراض موجز الوقائع الحكم أساسا ببراءته من تهمة القتل العمد واحتياطيا تمتيعه بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف خلال المرحلة الاستئنافية التي عُيِّن فيها المحامي في إطار المساعدة القضائية. وكان المتهم قد صرح في أحد تصريحاته التمهيدية أنه يوم الحادث كان على متن سيارة بشارع مولاي يوسف بالرباط ورغبة منه في ممارسة الشذوذ الجنسي على الأشخاص الذين يحرصون عليه اختار شخصا من بين ثلاثة، وبعد الاتفاق معه صعد إلى السيارة وتوجها إلى ساحة فارغة تابعة لملعب الفتح، إلا أنه وقع خلاف مع المعني بالأمر وتبادلا السب والشتم. وأضاف المتهم أن هذا الأخير ضرب الزجاجة الأمامية للسيارة بواسطة آلة حادة مستعملا العنف، كما امتنع من النزول من السيارة، مما جعله يرغمه على النزول وعند محاولة الضحية ضربه مرة أخرى بواسطة حجارة، ومخافة وقوع أضرار بسيارة المصلحة قام بتشغيل محركها لتفادي عملية الرشق وانطلق بسرعة فائقة جعلته يمسك بغريمه ويتدحرج إياه تحت السيارة، وعند شعوره بكون هذا الأخير يوجد تحتها (السيارة) وأنه فارق الحياة تابع سيره في الاتجاه الممنوع وتوجه نحو مصلحة الديمومة بالمنطقة الثالثة للشرطة القضائية، كما اتصل بالمصلحة التي يشتغل معها بعد أن حاول خلق قصة من نسج خياله بشأن قتل الهالك بواسطة السيارة. وقد أنكر المتهم ما نسب إليه ابتدائيا وتفصيليا أمام قاضي التحقيق. من جهة أخرى صرح حارس ليلي أنه في ليلة الحادث حوالي الواحدة والنصف صباحا سمع ضجيجا وصراخ رجل ينبعث من الخارج لمستودع السيارات طالبا النجدة من داخل السيارة، في حين أشار متابعا أنه يوم الواقعة كان يتواجد رفقة الهالك بشارعي مولاي يوسف ومحمد الخامس وأن الجاني استوقف سيارته بجانبهم فاستدرج المتابع الثاني لممارسة الجنس معه إلا أنه رفض، ليتوجه نحوه لنفس الغرض على أن يسلمه مبلغ 30 درهما، مما جعله يرفض، ثم توجه صوب الهالك الذي صعد معه وتوجها معا إلى شارع النصر عبر ساحة باب الرواح. وقد أيدت غرفة الجنايات الاستئنافية بالرباط الحكم الصادر في حق المتهم الرئيسي.