فضيحة من العيار الثقيل تنضاف لسجل وزارة الصحة في عهد حكومة بنكيران، التي أوهمت المغاربة بحرصها على صحتهم، قافلة طبية تابعة لجمعية وطنية توزع أدوية منتهية الصلاحية على مواطنين في جماعة تيموليلت بإقليم أزيلال. والأدهى أن العملية تندرج تحت يافطة الأنشطة الخيرية الرامية إلى خدمة القطاع الصحي في المناطق النائية . في هذا السياق، كشف المركز المغربي لحقوق الإنسان، أنه توصل بغلاف علبة دواء معين من أحد المواطنين، مخصص لعلاج مرضى السكري، حيث تبين من خلال الغلاف، بأن مدة صلاحيته انتهت في شهر يونيو 2014، إلا أن أطباء القافلة الطبية يقومون بتوزيعها منذ أقل من أسبوع على المرضى على ساكنة جماعة تيموليلت بإقليم أزيلال. وطالب المركز الحقوقي المشرفين على القافلة الطبية بتوقيف عملية توزيع الأدوية المنتهية الصلاحية فورا، واسترجاع تلك التي تم توزيعها، حتى لا يتعرض المرضى لتسممات من شأنها مضاعفة المعاناة التي يكابدونها، إلى جانب مطالبة مندوبية الصحة بالإقليم والسلطات الإقليمية والمحلية بضرورة التدخل، وفتح تحقيق حول ملابسات الموضوع، والحد من تبعات هذه الخطوة، التي من شأنها إحداث أضرار خطيرة على الساكنة"، وحذر ذات المركز، الجمعيات التي تسعى إلى تنفيذ مشاريعها على حساب صحة ومستقبل المواطنين مستغلة فقرهم وقلة ذات اليد للعبث بصحتهم . موجها في نفس الوقت رسالة مستعجلة إلى وزير الصحة محمد الوردي من اجل التدخل لوضح حد لمثل هذه الممارسات التي تقضي على حياة المواطنين الضعفاء. يذكر أن التقرير السنوي للمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، الذي صدر يوم الجمعة المنصرم، جاء مليئا بالمعطيات الخاصة بأنواع التسممات ، والأدية حسب الإحصائيات مازالت على رأس القائمة بنسبة تصل 25،25 في المائة. وسجل ذات التقرير، وقوع 11968 حالة تسمم في المغرب خلال سنة 2013، أدت إلى 96 حالة وفاة، وتبقى الأدوية على رأس لائحة المواد التي تتسبب في التسمم بالمغرب، وبلغ عدد حالات التسمم الناجمة عن سوء استعمالها، ما مجموعه 3182 حالة، بنسبة 26,59 في المائة، ثم المواد الغذائية التي تسببت في 2670 حالة بنسبة 22,31 في المائة، ثم المواد الغازية التي تسببت في 2254 حالة تسمم بنسبة 21,34 في المائة، والمبيدات الكيماوية تسببت في 1296 حالة، بما نسبته 10,83 في المائة، وتسببت الأعشاب الطبية في 254 حالة تسمم خلال السنة الماضية. كما سجل التقرير أن 84,13 في المائة من التسممات المعلن عنها حدثت داخل المنزل، و83,92 في المائة، تمت بالمجال الحضري، فيما بلغ مجموع حالات التسمم عن طريق محاولات الانتحار إلى 1552 حالة. وسجلت سنة 2013 بدورخا، تسجيل 3182 حالة تسمم ناتجة عن استعمال الأدوية، والتي تحتل المركز الأول من بين أسباب التسمم في المغرب (26.59 في المائة من جميع حالات التسمم خلال السنة الماضية)، أسفرت عن وفاة أربع حالات، وعرفت خطورة هذه التسممات ارتفاعا ملحوظا، وتم تسجيل زيادة بمعدل 15.4 في المائة في السنة الماضية مقارنة مع سنة 2012، وأغلب هذه التسممات وقعت على مستوى الجهاز العصبي، بنسبة 37.8 في المائة، وأغلب الحالات سجلت بسبب سوء استعمال الأدوية أو عدم تناولها بناء على وصفات طبية0