لم نكن نود العودة للنبش في موضوع تصاعد وتيرة الجريمة في بلادنا لسبب بسيط هو أننا أثرنا هذه القضية أكثر من مرة واستمعنا إلى عدة مداخلات في أكثر من مناسبة للسيد وزير الداخلية يحاول من خلالها طمأنة المواطنين بالأرقام والبيانات التي تفيد أن مجهودات السلطات الأمنية مازالت مستمرة لاستتباب الأمن وبأن المؤشرات تشير إلى أن معدل الجريمة قد عرف انخفاضا بسيطا. نحن نثق في تصريحات السيد حصاد، ولا نملك سوى أن ندعو للمسؤولين القائمين على شأن الأمن بكل التوفيق، فالأمر يتعلق بكل المواطنين ومن كل الشرائح الصغير والكبير، الغَنِيّ والفقير، المرأة والرجل، كل هؤلاء أصبحوا يغادرون بيوتهم أو مقرات عملهم وأيديهم على قلوبهم من شدة الخوف على أرواحهم وممتلكاتهم. ونحن نضطر اليوم إلى العودة إلى هذا الموضوع بعد أن بلغ السيل الزبى، خاصة في عز فصل الصيف ومباشرة بعد رمضان، حيث تصدرت أخبار الجرائم وسائل الاعلام، جرائم شنيعة بأدوات بشعة، الذبح بالسيف من الوريد إلى الوريد، وهل لا تقشعر الأبدان حين نسمع بخبر نحر شرطي بهذه البشاعة، واغتصابات بالجملة تقوم بها عصابات إجرامية تعمد إلى اختطاف قاصرين وقاصرات لاستغلالهم أياما وليالي، وقتل الأصول وحوادث السطو أناء الليل وأطراف النهار، وعصابات تفرض قانون الغاب في الحافلات فتعمد إلى توقيفها وتهديد ركابها، وسلبهم ما يملكون، بل امتد السطو إلى القطارات ، حيث يعيث المجرمون في بعض العربات مستغلين العطلة والازدحام للنشل والسرقة. هل عجزت السلطات الأمنية على تجفيف منابع السيوف والقرقوبي، بعد أن أعلنت أنها تعمل جادة للترصد لصانعي السيوف ، ولمروجي القرقوبي؟ هل لم تنجح هذه السلطات في وضع يدها على صانعي الخناجر والسيوف المتواجدين في العديد من الأحياء الشعبية المعروفة؟ هل عجزت إدارة الجمارك في مضاعفة رجالاتها عند الحدود مع الجزائر؟ وتتربص لهؤلاء الذين يستهدفون المواطنين المغاربة؟ وماذا تقول الجمارك بعد العثور على أسلحة استعملها قادمون من خارج المغرب داخل بعض المدن المغربية؟. هل هذه الأسلحة هي أجهزة دقيقة لا يمكن العثور عليها داخل الحقائب والسيارات لتنجح في التسلل إلى داخل البلاد؟ وهل لابد أن ندعو وزارة الداخلية مرة أخرى إلى إعادة النظر في مواردها البشرية عن طريق مضاعفة عددها، وإعادة تكوينهم تكوينا أمنيا وجمركيا وأخلاقيا، قوامه حب الوطن والإخلاص في العمل. هي أسئلة كثيرة لا نريد بها تقليب المواجع، بقدر ما نحاول من خلالها التنبيه لخطورة الوضع الذي يهدد سمعة بلادنا بعد أن سقط بعض السياح ضحية له.