بعد احتفالات كبرى في منطقة النورماندي الفرنسية في ذكرى الحرب العالمية الثانية، التي نظمت في مستهل الشهر الجاري، تستعد فرنسا في 15 من هذا الشهر، لإحياء الذكرى 70 لإنزال الحلفاء في منطقة بروفانس، وتحرير مناطق فرنسية واسعة من قبضة النازيين وحلفائهم، بما فيها العاصمة باريس. وسيعرف الحفل حضور فعاليات سياسية، بشخصيات وازنة من 27 دولة، بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، و240 محاربا سابقا، من بينهم 40 من غير فرنسيين ساهموا في تحرير باريس، ومنهم مغاربة وجزائريون. وإحياء لتلك المحطة التاريخية الحاسمة في تاريخ فرنسا الحديث، ستقام احتفالات عدة تتخللها عروض للقوات البحرية، مع احتفال تكريمي للمقاتلين في صفوف قوات فرنسا الحرة والمدنيين الذين صمدوا معهم في مون فارون في مرتفعات تولوز. ويصف مؤرخون فرنسيون صيف العام 1944 أواخر أيام الحرب العالمية الثانية، ب "الصيف الجميل"، إذ كان شاهدا على نهاية الحقبة القمعية التي أرساها نظام فيشي الفرنسي الاستبدادي بالتعاون مع حلفائه النازيين. فبعد إنزال النورماندي الشهير في حزيران عام 1944، والذي كان من المحطات الحاسمة في مجرى الحرب العالمية الثانية، لجهة وقف التفوق الألماني في القارة العجوز، نفذ الحلفاء إنزالا آخر في منطقة بروفانس الفرنسية، أطلقوا عليه اسم عملية "دراغون". وكان من نتائج هذا الإنزال تحرير أجزاء واسعة من الأراضي الفرنسية بشكل سريع، في 18 من غشت، في أقل من عشرة أيام، فيما كانت القوات الألمانية تبحث عن أسرع الوسائل للانسحاب.وبعد شهر واحد من تنفيذ الإنزال، تتحررت أزيد من 90٪ من الأراضي الفرنسية بحسب المؤرخ جان ماري غيو. وسجل حفل ذكرى الحرب العالمية الثانية الذي أقيم في بداية هذا الشهر بشمال غرب فرنسا، حضور حوالي 20 رئيس دولة، أبرزهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون وملكة بريطانيتا إليزابيث وزعماء أوروبيين آخرين.