حج عشرات الآلاف من ساكنة مدينة ورزازات وزوارها وسياحها إلى قصبة تاوريرت مساء يوم الجمعة 08 غشت الجاري لمتابعة حفل افتتاح فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان أحواش والذي يستمر إلى غاية 10 منه تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله . وشهد حفل الافتتاح مشاركة فرق موسيقية واعدة لفن أحواش ، مزجت في أنغامها بين الموروث الثقافي الأمازيغي ،بحمولات تاريخية وثقافية لازالت تقاوم مستحدثات العصر في الاحتفال بالعديد من المناسبات الاجتماعية والدينية ،حيث تألقت مجموعة فنيت ومجموعة أحواش إمينتانوت، مازجة إيقاعتها مع فرقة كناوة تنغير وأحواش تسينت وأحواش تالوات وجمعية أفوس غوفوس في حلة فنية هزت وجدان الجماهير الورزازتية الحاضرة . وقدمت الفرق الموسيقية المشاركة حفل العقيقة التقليدي والذي يضم نسوة تتقدمهم أم الزوجة حاملة هدايا للمولود الجديد وللمرأة النفيس تتخللها أهازيج ومواويل التي تلقب " بتاموالت " بالأمازيغية تحمل شعر غرضه الدعوى الصالحة للمولود ولأمه . كما شهدت ذات حفل الافتتاح طقوس الاحتفال بالختان للمولود الذكر ، والذي تتجند النسوة بغية التقليل من معاناة الأم لحظة الإعذار ، والذي لا تستطيع الأم الأمازيغية استحمال بكاء طفلها ، مقدمات بذلك خنجر ممزوجا بمواويل الحب للطفل المولود في إشارة إلى تحمله مقاليد الرجولة منذ صغر سنه . وتهدف هذه التظاهرة حسب المنظمين إلى تعزيز وتقوية مكانة ورزازات من حيث الجاذبية الثقافية والسياحية، علاوة على التعريف بالغنى الثقافي لهذه الوجهة وتثمينه والانفتاح على المحيط الجهوي والوطني، كما تتميز هذه الدورة بتبني تصور فني وإبداعي يهدف إلى إبراز تنوع فنون أحواش من حيث ارتباطها بكل مناحي حياة الإنسان عبر تقديم ثلاثة عروض رئيسية بقصبة تاوريرت تبرز الجوانب الاحتفالية لهذا الفن في مختلف المناسبات كالولادة، والختان و الزواج والحصاد، وغيرها. وتتميز الدورة أيضا بتصور سينوغرافي، ينجزه حرفيو السينما بورزازت، يركز على جمالية قصبة تاوريرت التاريخية كخلفية لمنصة العروض مع هندسة خاصة لفضاء اللعب كمساحة طبيعية متحركة ومؤثثة بشكل يبرز مختلف مناحي حياة القرى المغربية. مهرجان أحواش، الذي من المنتظر أن يستقطب حوالي 100.000 من الجماهير سواء من الساكنة المحلية أو الزوار المغاربة و الأجانب، يعتبر فرصة لإبراز المؤهلات المهمة للمنطقة في ميادين التراث والسياحة و السينما والواحات و التنوع البيولوجي والصناعة التقليدية، بالإضافة إلى المشروع الضخم للطاقة الشمسية؛ حيث سيتم تنظيم زيارات ميدانية لضيوف المهرجان و كذا للمنابر الإعلامية المدعوة لتغطية فعاليات المهرجان. جدير ذكره أن أحواش فن من الفنون التراثية الجماعية التي تنتشر بالأساس في مناطق سوس والحوز ودرعة، وهو يجسد تلك الفرحة الجماعية التي تطبع دورة الحياة الزراعية بتلك المناطق. ومن شأن المهرجان أن يساهم في إبراز تلك الجوانب ويعمل على تثمينها.