شكلت المملكة المغربية و سلطنة عمان مجددا الاستثناء بين الدول العربية في إعلان رؤية هلال العيد وتحديد غرة عيد الفطر الذي وافق الثلاثاء بالمغرب والسلطنة في حين أعلنت جل الدول العربية الأخرى وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية أن الاثنين هو أول أيام العيد. وتماهت النتيجة الحسابية لرؤية هلال شهر شوال 1435 ه حسب التقويم الإداري والتي وضعها مؤقتو وزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية مع توصيات المشروع الاسلامي لرصد الأهلة ومع التوقعات الفلكية الموثوقة الصادرة أياما قبل موعد ليلة الشك والتي كانت «العلم» سباقة الى نشر نتائجها التي تؤكد إستحالة الرؤية الشرعية للهلال بعد مغرب الأحد الماضي لاعتبارات فلكية تتصل بوضع الهلال الوليد و هيئته وسمكه و درجة لمعانه و كلها ضوابط تدخل في حسابات إمكانية الرؤية بالعين المجردة من عدمها . و تفيد حسابات الوزارة الوصية أن رؤية الهلال بعد مغرب الأحد ممتنعة من منطلق أن مدة مكوث الهلال في الأفق المنظور بعد غروب الشمس بكل من الرباط ووجدة و الداخلة تتراوح ما بين سبعة دقائق و لا تتعدى 17 دقيقة و هي مدة غير كافية للتمكن من تحقق رصد الهلال بالعين المجردة . و بالعودة الى تقارير لجان الرؤية بالبلدان التي أعلنت الاثنين أول أيام العيد يتضح أنه في حالة السعودية التي كانت السباقة الى تأكيد الرؤية الشرعية أنها أشركت جميع المواطنين في الرؤية و سمحت باستعمال المناظير في الرصد و هي تقنية موضوع جدال فقهي . و بالجارة الجزائر التي كان موضوع إمكانية الرؤية مثار جدل بين فلكي جزم بامكانيتها و جمعية مهتمة بالفللك و تابعة لاحدى جامعات الشرق الجزائري أكدت استحالة رؤية هلال شوال يوم الأحد 27 يوليو, فقد جاءت صيغة بلاغ لجنة الأهلة الرسمية مثيرة للشكوك حين بررت قرارها باعلان الاثنين يوم عيد وذلك بعد ثبوت رؤية هلال شهر شوال في العديد من الدول الإسلامية. و نفس الوضع ينطبق على تونس التي أعلن مفتي الجمهورية بها الاثنين يوم عيد مع تأكيده المسبق لتعذر رؤية هلال العيد و إستئناس قراره بالدول الاسلامية الأخرى و خاصة الخليجية منها التي أعلنت تبوث الرؤية مساء الأحد باستثناء سلطنة عمان و إيران و جزء من العراق . و حتى في قطر التي إحتفت بالعيد الاثنين فقد أكد مدير عام دار التقويم القطري صعوبة رؤية الهلال مساء الأحد و هي نفس القناعة التي يتشاركها العديد من الفلكيين و ضمنهم باحث جامعي سعودي أكد أن هلال الأحد لا ترصده اكبر التلسكوبات الأرضية، ومن يرى ما لا يراه التلسكوب فهو حتما متوهم. و تأسيسا على ما سبق و أخدا بعين الاعتبار ضوابط الرؤية الشرعية و تقديرات علماء الفلك و حسابات ظروف الرؤية خلال نهاية الأسبوع يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة المغربية تتقدم باشواط بعيدة بقية الدول الإسلامية في مسألة التقويم القمري و تعتبر بشهادة العديد من الفقهاء و علماء الفلك مرجعية في الاستدلال بالتقويم الهجري الأقرب دقة الى الواقع و الفقه و التطور العلمي .