أثارت فتوى عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية لفقه النوازل المتعلقة بجواز تأخير صلاة العشاء عن وقتها من أجل مشاهدة مباراة في كرة القدم ردود أفعال متباينة. وأفتى في هذا الاطار الشيخ السلفي محمد الفيزازي بعدم مصداقية فتوى الزمزمي لعدم استنادها لأسس وقواعد الفتوى. ورد الفيزازي على الزمزمي بأن هذا الأخير بنى فتواه قياسا على ما قاله الرسول: »إذا حضر العشاء فابدأوا به ولا تعجلوا به«. واعتبر الفيزازي هذه الفتوى إساءة إلى المسلمين وذلك لما اعتبره فساد القياس الذي بنيت عليه من عدة أوجه وليس من وجه واحد وأكد أن الزمزمي مافتئ يحشر نفسه ويقحمها فيما لا يحسن ، وأضاف الفيزازي على صفحته الخاصة بالفايسبوك أن الزمزمي راح يهذي ويهرف بمختلف الفتاوى التي يستحيي منها إبليس حتى أصبح مجرد مرادف للفاحش من القول ولكل ما يخدش الحياء. وقال الزمزمي في تصريح لجريدة »العلم« إن الفيزازي رجل جاهل ولا علم له وهو متسلط على الموضوع بدون حق ورجل متقلب وتاريخه يؤكد ذلك. وأضاف الزمزمي أن العشاء الأفضل فيها التأخير دون عذر أو سبب وهذا قد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأكد أن صلاة العشاء يمكن تأخيرها إلى ثلث الليل مصداقا لقول رسول الله: »إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي« وذكر أن رد الفزازي مخالفة من أجل المخالفة لأن الرجل حاقد وبين حقده بهذه الطريقة. وفي هذا السياق أكد أحمد البوكيلي أستاذ التاريخ الاسلامي أن مثل هذا النقاش يعكس أزمة في قضية الفتوى ذلك أن خلق مثل هذه القضايا يعبر بالدرجة الأولى عن غياب فقه المقاصد في التعامل مع الدين. وأضاف البوكيلي أن الأسئلة في شهر رمضان التي من المفروض أن تؤطر النقاش الديني هي الأسئلة الخاصة بالعلاقة بين رمضان وبين التنمية المجتمعية بالإضافة إلى ضرورة تجديد فقه الدين لبناء فقه متحضر يعكس عظمة هذا الدين، أما وأن فتح النقاش حول تأخير وتقديم صلاة العشاء بسبب مباراة كرة القدم فهو ينم عن عمق الأزمة في الخطاب الديني المعاصر. وأوضح الأستاذ الجامعي أن قضية الفتوى بالنسبة للمجتمع المغربي قد حسمت باعتبارها من صلاحيات المجلس العلمي الأعلى بكل مايتوفر عليه من إمكانات علمية وشرعية أهمها اعتماد الفتوى الجماعية. وذكر أن إدخال المجتمع المغربي في خلافات بين رموز دينية فهذا يبين قمة مأسسة الفتوى، وإلا فإن فتح المجال للأستاذ الزمزمي وغيره لخلق مثل هذه القضايا النظرية قد يدفع بجزء من المجتمع للمطالبة بتأجيل صيام رمضان إذا تزامن بفصل الصيف أو تعطيل الصلاة، واعتبر ما صرح به لايتناقض مع إمكانية تأخير الصلاة مع تقدير الضرورة الشرعية التي يقدرها العلماء الربانيون وليس الزعماء ممن يحولون الفتوى إلى قضايا الفتنة السياسية.