أكد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن دول العالم الإسلامي تواجه تحديات كبيرة تتطلب العمل بشكل متواصل ودون كلل لمواجهتها ، مشيرا إلى ان أبرزها التحديات الاقتصادية التي تتمثل بتحقيق تنمية بشرية، ونمو اقتصادي مستدام ، وتعزيز السلام والاستقرار في العالم الإسلامي وخارجه ، وتقوية الشعور بهوية واحدة ومصير مشترك . جاء ذلك فى كلمته خلال رعايته مساء اليوم بدء أعمال الاجتماع السنوي التاسع والثلاثين لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية والاحتفال بمناسبة مرور 40 عاما على إنشاء البنك الإسلامي للتنمية نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود . ونوه بان هذه التحديات تتطلب برامج طموحة للإصلاح ومعالجة الضعف الاقتصادي ، والتكيف مع البيئة الاقتصادية العالمية المتغيرة، وتعزيز الجهود للقضاء على معوقات التنمية ، وإشاعة الوسطية والاعتدال، معربا عن التقدير لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لمساعدتها للدول الأعضاء لمواجهة هذه التحديات. كما أكد ولى العهد السعودى إن المملكة حريصة على تحقيق التضامن بين الدول الإسلامية ، وأن هذه هي سياستها المستقرة والثابتة ؛ لأنها ناشئة من الأسس التي قامت عليها ، امتثالا لأمر الله مشيرا إلى أن المملكة اعطت اهتماما عمليا بالتضامن المنشود ، وعملت له في الماضي والحاضر ، من خلال الأطر التي تربطها بالدول والشعوب الإسلامية ،منوها بان البنك الإسلامي للتنمية يجسد أبرز الأمثلة على ذلك ، حينما بادر الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – بطرحه كفكرة تبنتها منظمة التعاون الإسلامي. وقال إن رؤية المملكة تقوم على الشمولية في المسؤولية نحو تحقيق التضامن ، فلا تناط هذه المهمة بالحكومات وحدها ، فللمنظمات والمؤسسات مثل مجموعة البنك الإسلامي للتنمية دور مهم في ذلك ، والأمر يحتاج إلى تنسيق الجهود في العمل والتنفيذ ؛ لأن الهدف من التضامن الإسلامي هو تجميع قدرات الأمة على ما يصلح حالها ويبعد عنها الشرور ، ويرفعها إلى مستوى المشاركة الفاعلة في خدمة القضايا الإنسانية ، وذلك كفيل – بتوفيق الله وعونه – في تجاوز العراقيل والعوائق ، والتي تهون بالاستعانة بالله والثقة بوعده ، وبذل الوسع والطاقة. وأعرب عن اعتزاز المملكة بأنها المقر لهذا الصرح الكبير ، وإيمانها الراسخ برسالته ومهمته ، مهنأ البنك بمرور أربعين سنة على إنشائه ، مثمنا قيام البنك بمراجعة مسيرته ، وقال إن هذه علامة نضح ووعي لتقييم ومراجعة ما أنجز وما ينبغي إنجازه ، في ضوء الأهداف النبيلة التي قام عليها. كماأعرب عن الشكر لكل من أسهم في هذه المسيرة الخيرة خاصا الدكتور أحمد محمد علي – مدير البنك – لجهوده الكبيرة في تطور ونمو المجموعة ، وقال إن ما حققته المجموعة من إنجازات محل اعتزازنا جميعا ، ودافع لمواصلة العمل والتطوير ،مؤكدا استمرار دعم المملكة العربية السعودية لهذه المجموعة لمزيد من النمو والنجاح. من جانبه أعرب رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد بن محمد علي فى كلمته عن سروره باحتفال البنك بالذكرى ال 40 لتقييم آدائه وحصاد الرؤى لبناء استراتيجي جديد ، مبرزا الدعم الذي يلقاه من الدول الأعضاء جمعا ومكانة هذا الدعم في تحقيق النجاح . وتناول المراحل الاولى لإنشاء مشروع البنك الاسلامي للتنمية وقال "اليوم يقف نجاح البنك شاهدا على هذه المسيرة للمؤسسين ولقد كان هذا الدعم الذي لقيه البنك كبيرا وهذا ما كشفه تصنيف البنك AAA "أعلى تصنيف إئتماني" . وأشار إلى أنه من سبل الدعم هي سلسلة الاستجابات المتتالية لزيادة رأس المال الذي ارتفع من 3 مليارات دولار أمريكي إلى 150 مليار دولار أمريكي ، لافتا إلى صنوف الدعم من مثابرة الدول الأعضاء على الوفاء بالالتزامات المالية تجاههم وحرصهم على التعاون مع البنك . من جهته استعرض أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أياد بن أمين مدني فى كلمته الخطوات التي خطاها البنك في مسيرته الموفقة، في سبيل تعزيز النمو الاقتصادي في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وماحققه من إنجازات عالمية معتبرا أن من أبرزها حصول البنك على أعلى التصنيفات الإئتمانية على مدى 12 عاما متتالية . وأكد أن الاجتماعات العديدة التي عقدت في الآونة الاخيرة بين البنك والمنظمة هيأت الظروف لتحسين علاقات العمل والتنسيق والشراكة بين أجهزة المنظمة وما يجب أن تتسم به معالمها ، كما ركزت تلك الاجتماعات على الأولويات اللازمة لتعزيز النشاط المشترك مشيرا في هذا السياق إلى ماتحقق من مختلف صناديق مكافحة الفقر وهي صناديق متخصصة إضافة لدور البنك الإسلامي لتوفير مشاريع البنية التحتية معربا عن الأمل فى أن ترى هذه الصناديق حراكا أكبر خلال المرحلة القادمة . وأكد عمل المنظمة بشكل وثيق مع البنك في القروض الصغيرة وذلك بالتنسيق والتعاون مع الدول الأعضاء صاحبة التجربة في هذا النوع من القروض التي تبعث على التفاؤل ، مشيرا إلى أن هذه القروض الصغيرة وسيلة ناجحة في محاربة الفقر والبطالة . واستطرد قائلا "لا يفوتني في هذه المناسبة أن أشيد بالتمويل الاجتماعي للدول الأعضاء بما يتيح فرصة للاستفادة من أموال الزكاة ، كما انتهز هذه الفرصة لأعرب عن تطلعنا بالتوقيع على الاتفاقيات التجارية والاقتصادية للمنظمة بمافي ذلك الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والتجاري وتشجيع الاستثمارات واتفاقية لنظام الأفضليات والبروتكول التجاري وقواعد المنشأ وغير ذلك وهي اتفاقيات تسعى لتنشيط التجارة البينية وما يتبع ذلك من نشاط ونمو اقتصادي". وأضاف مؤكدا " لابد أن نذكر مبادرة البنك الإسلامي للتنمية في رؤية البنك حتى عام 1440ه التي تأتي في وقت تعكف منظمة البنك الإسلامي على مراجعة فعاليات عمل منظمة التعاون الإسلامي للمرحلة القادمة ، إن مستقبل العمل الإسلامي المشترك الذي تجسده المنظمة ويمثله البنك مليء بالتحديات .. إلا أنه مستقبل واعد بإذن الله . حضر الحفل الرئيس الإندونيسي السابق بهاء الدين حبيبي ، ومؤسس شركة مايكروسوفت الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا جيتس الخيرية بيل جيتس ، و الأمين العام الأسبق لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور حامد الغابد ، ووزراء المالية بالدول الإسلامية . وكانت وزيرة التعاون الدولي المحافظ المناوب عن مصر الدكتورة نجلاء الأهواني قد وصلت الى جدة على رأس وفد للمشاركة فى فعاليات انعقاد الاجتماعات السنوية لمجلس محافظي مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.