وقعت المغرب والسعودية اليوم الأربعاء بالرباط على مذكرة تفاهم حول التعاون الصناعي والتجاري، بهدف توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكتين. وتتوخى المذكرة، التي وقعها عن الجانب المغربي مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي وعن السعودية توفيق بين فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي، التأسيس لتعاون مثمر بين البلدين كفيل بتنمية الاستثمارات والشراكة الصناعية بين البلدين وتيسير تبادلهما التجاري، وتعزيز التعاون المؤسساتي في المجالات الصناعية. كما يهدف الاتفاق، لزيادة حجم الصادرات وتبادل الخبرات والتجارب بين البلدين في عدد من القطاعات الصناعية والتجارية وفتح آفاق واسعة للتسويق المتبادل للمنتوجات الصناعية وتحفيز المستثمرين وبحث آفاق إحداث مشاريع صناعية مشتركة. وعبر الوزير المغربي عن الأمل في أن تشكل مذكرة التفاهم الجديدة دفعة قوية لعلاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، في أفق الارتقاء بها إلى المستوى المتميز للعلاقات السياسية القائمة بين المغرب والسعودية. وأوضح أنه بالرغم من تطورها الكبير مؤخرا، فإن العلاقات التجارية بين البلدين ما تزال ضعيفة بالنظر إلى العلاقات الثنائية وإلى قوة القطاعين الصناعي والتجاري في البلدين، معبرا عن تفاؤله بخصوص تجاوز جميع العراقيل والصعوبات التي تحول دون تطوير العلاقات الصناعية والتجارية والرفع من مستوى الاستثمارات السعودية بالمغرب. وأشار بهذا الخصوص إلى أن توقيع المغرب لاتفاقيات للتبادل الحر مع خمسة وخمسين بلدا ، تجعل المملكة أرضية هامة للمستثمرين السعوديين الراغبين في الانفتاح على مجموع بلدان العالم. من جهته، أشاد الوزير السعودي بالتوقيع على مذكرة التفاهم بين البلدين، مؤكدا أنها تشكل لبنة جديدة في مسار العلاقات الثنائية المتميزة. وأضاف أن الاتفاق الجديد يعكس الإرادة القوية للبلدين في زيادة تطوير علاقاتهما الصناعية والتجارية، وتجاوز كل المعيقات، مشيرا إلى التطور الهام الذي حققه المغرب وبلاده في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بقيادة عاهلي البلدين. وكان وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي ووزير التجارة والصناعة السعودي، قد عقدا قبيل مراسم التوقيع، جلسة عمل، حضرها السيد محمد عبو الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية وعدد من أعضاء الوفد السعودي. وشكل اللقاء مناسبة، أعرب خلالها الجانبان عن ارتياحهما لتميز وعمق العلاقات المغربية السعودية وللدينامية الجديدة التي تطبعها بفضل الإرادة المعبر عنها على أعلى مستوى من أجل بناء شراكة متينة ومفيدة للطرفين. كما نوه الطرفان بالتقدم الكبير الذي تم تحقيقه على مستوى التعاون الاقتصادي، بفضل العمل الدؤوب للفاعلين الاقتصاديين في كلا البلدين. وبلغ التبادل المغربي السعودي العام الماضي تسعة وعشرون وتسعة من عشرة مليار درهم كما انتقلت الاستثمارات السعودية المباشرة من 354 مليون درهم عام 2004 إلى ما يقارب المليارين العام الماضي وهو ما يمثل أربعة وثمانية من عشرة من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالمغرب. واتفق الجانبان، في هذا الشأن، على ضرورة تعزيز حجم الشراكة الاقتصادية والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات البلدين والمؤهلات الكبرى التي يوفرها اقتصادهما، وكذا على تذليل العقبات التي تحول دون توسيع التجارة الثنائية ومضاعفة المبادرات الترويجية التي تتوخى التعريف بالمنتجات الصناعية المغربية والسعودية. وبخصوص تشجيع الاستثمارات، أعرب الوزير المغربي عن رغبة الرباط في تحفيز التقارب بين الفاعلين الخواص للبلدين الذي يعتبر الأداة المحفزة لانبثاق مشاريع مشتركة ، يتعين أن تخضع لمنطق التكامل الصناعي مع الانفتاح على الأسواق الصاعدة ذات المؤهلات التنموية الكبرى. ويشارك السيد توفيق بين فوزان الربيعة ، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها للمغرب بدعوة من وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، في أعمال الدورة الأولى للمنتدى الاستثماري المغربي السعودي الذي تحتضنه الدارالبيضاء خلال الفترة من 4-6 يونيو الجاري. وتشكل هذه التظاهرة، فرصة متميزة للحوار واللقاء بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين بهدف إعطاء دينامية جديدة للشراكة المغربية السعودية في مجال الاستثمارات. كما يفتح آفاقا واسعة لتطوير التعاون التجاري الثنائي وتجاوز الصعوبات التي تواجه الصادرات بين البلدين إلى جانب بحث مشاريع مشتركة وفتح أسواق جديدة للجانبين.