ارتأت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني عدم مخاطبة الرأي العام بوضوح ومسؤولية كاملين في شأن مصير برنامج مسار رغم ما يكتسيه الموضوع خصوصا لنفي أو تأكيد المعطيات والأخبار التي راجت في شأن التخلي عن برنامج مسار وتعويضه ببرنامج آخر، واكتفت الوزارة بتسريب ما يشبه نفيا لما جاء في بعض المنابر عبر ما سمي مصدر مسؤول الذي نفى الأخبار الرائجة حول تراجع الوزارة عن اعتماد منظومة مسار وأن »ما نشر بجريدة العلم وتناقلته مجموعة من المواقع الإلكترونية لا أساس له من الصحة ويحتوي على معلومات مغلوطة تماما هدفها استمرار الهجوم المنسق على هذه المنظومة التي تعتبر ثورة تكنولوجية بمجال التدبير الإداري للمؤسسات التعليمية« إلا أن المثير في الأمر وموازاة مع هذا الهجوم العنيف ضد ترويج التخلي عن برنامج مسار لا يرى المصدر المسؤول أي حرج للتراجع ب 180 درجة أو على الأقل خفت صوته المرتفع والإقرار بأن الوزارة اعتمدت فعلا مؤخرا برنامجا جديدا - جيكزاوين 3 بلوس - وهو مبرمج للتعامل والتوافق مع منظومة مسار وسيتسم تشغيله للقيام بمهام أخرى وسيقتصر على معالجة نتائج الامتحانات الإشهادية بالسلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي بأربع جهات على سبيل التجريب وأن معالجة البيانات ببرنامج »جيكزاوين« الجديد سيكون من اختصاص النيابات الإقليمية بهذه الجهات غير أن المهمة ستكون لأطر الإدارة التربوية ببعض النيابات التي لا تتوفر على تقني مختص بتحويل المعطيات من »مسار« إلى »جيكزاوين« بينما مازال برنامج مسك النقط بمنظومة مسار بالأسلاك الثلاثة قائما«. وبالعودة إلى ما أفاد به المصدر المسؤول الذي اختارت الوزارة ألا تكشف عن هويته، فإن الرأي العام يسجل أن وزارة التربية الوطنية اختارت أن تخاطبه من وراء الستار وبطريقة متخلفة تكشف حرص مسؤوليها على عدم تحمل المسؤولية في منظومة مسار خوفا ربما مما سيأتي، وهذا ما يفسر عدم إلتجاء الوزارة إلى إصدار بلاغ رسمي في هذا الصدد. ثم إن »العلم« تساءلت أمام صمت الوزارة عن السبب الحقيقي وراء إقدام الوزارة على اعتماد برنامج جيكزاوين 3 بلوس، وهل يعني ذلك التخلي عن منظومة برنامج مسار، وكان الفضل للعلم في الكشف للرأي العام عن هذا البرنامج الجديد الذي تعمدت الوزارة إخفاءه، ثم ألم يقل المسؤولون في هذه الوزارة غير ما مرة أن منظومة برنامج مسار مكتملة ونهائية، لماذا يتنكرون اليوم لهذه الحقيقة ليصرحوا اليوم أن برنامج »جيكزاوين« يكمل مسار؟ والأخطر من ذلك أن هذا المصدر المسؤول نفسه يقول في خرجته الجديدة يتحدث بعظمة لسانه عن تحويل المعطيات من برنامج مسار إلى جيكزاوين، ويقول إن جيكزاوين مبرمج للتعامل والتوافق مع منظومة مسار إلا أنه سيتم تشغيله للقيام بمهام أخرى وسيقتصر على معالجة نتائج الامتحانات، فهل هو متوافق أم لا وإذا كان متوافقا لماذا سيتم تشغيله للقيام بمهام أخرى وهل هذه المهام الأخرى هي معالجة نتائج الامتحانات وما علاقة كل هذا بالإقرار والاعتراف بتحويل المعطيات من مسار إلى »جيكزاوين 3 بلوس«... هل فهمتم شيئا من هذا المصدر غير المسؤول، رجاء من فهم هذه اللخبطة ونجح في فك رموز هذا الارتباك فليشرح للمغاربة.