أعلن رئيس الحكومة الاسباني صباح أمس في خطاب تاريخي له أن العاهل الاسباني »دون خوان كارلوس دي بوربون قرر أمس الاثنين التنازل أن العرش الاسباني لصالح ابنه ولي العهد الامير »فليبي دي أستورياس« وأكد العاهل الاسباني أن هذا أحسن ظرف لتغيير رئاسة الدولة بشكل عادي ونقل العرش إلى ولي العهد. وكان رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي قد أعلن هذا الخبر، مؤكدا في ذات الوقت أن العاهل الاسباني سيتوجه خلال نفس اليوم إلى الشعب الاسباني للاعلان بنفسه عن هذا القرار وتقديم التفسيرات اللازمة له. وأضاف راخوى أنه متأكد من أن الاسبان سيتفهمون هذا القرار الذي سيكتب بفخر في التاريخ الاسباني. وكان العاهل الاسباني خوان كارلوس قد استرجع حكم عائلته سنة 1975 في الايام الأخيرة لحكم الجنرال فرانسيكو فرانكو الذي استمر منذ الحرب الأهلية الإسبانية سنة 1936 إلى غاية وفاته. وقد كانت تلك الفترة فترة عصيبة من التاريخ الإسباني إذ عرفت مرحلة الانتقال الديمقراطي بعد وفاة فرانكو ولم تكن فترة سهلة إذ أن جنيرالات الجيش لم يستسيغوا هذا التحول. وعاشت إسبانيا حالة من التوجيهات منذ سنة 1975 إلى سنة 1981 حينما نفذ أعضاء من الجيش الإسباني وبعض جنرالاته محاولة انقلابية تم خلالها اقتحام البرلمان الإسباني واحتجاز نوابه إلى حين السيطرة على هذا الوضع، ومنذ ذلك التاريخ أدارت إسبانيا ظهرها للدكتاتورية إلى غير رجعة بعدما تأكد لكل القوى المحافظة أن الشعب الإسباني أصبح بما يكفي من النضج لعدم القبول بالعيش تحت رحمة الحكم الديكتاتوري. وقد عرفت الحالة الصحية لخوان كارلوس في الأيام الأخيرة تراجعا جعلته يقوم بصعوبة ببعض المهام. وأكدت استطلاعات للرأي أن 62 في المائة من الإسبانيين يؤيدون تخليه من العرش لصالح ولي العهد في حين تراجعت شعبية الملك إلى 50 في المائة إثر كذبه على الشعب الإسباني خلال رحلة الصيد إلى تانزانيا والتي أصيب فيها بكسر مما دفعه إلى الاعتذار لشعبه. ويبلغ أمير استورياس الذي سيتولى العرش 46 سنة وهو ابن الملكة صوفيا.