مرة أخرى ...؟ نعم مرة أخرى. كرة القدم كما تعلمون، تحمل معها الحماس الزائد وعشق الكرة بالجنون والعاطفة... نحن حقا في أزمة وتناقضات أحيانا نشك، ونعتقد أن كل شيء هو مجرد مزحة وخدعة وكذبة عالمية ،ومع ذلك تبقى كرة القدم هي الاهتمام الأول نندفع لها بلا شعور كالحب الأعمى ، هي ركيزة أصبحت لرجال السياسة والمال ومشاهير المجتمع ، إما أن يستفيدوا منها وإما أن يخسروا كل شيء ، مثل الحب الأعمى ، فمن الحب ما كسر الضلوع ..هذان الوجهان لكرة القدم هو ما نعيشه بحماس واهتمام هذه الأيام سواء في بلادنا أو خارجها . هل هناك تفسير لترابط المنافسة في آخر دورة بين الرجاء والمغرب التطواني ؟ وبرشلونة مع أت. مدريد ؟ هكذا شاء القدر الرياضي أن يجمع المصير المشترك بينهما ، الفرق الأربع تتنافس في مباراة واحدة على لقب موسم كامل من التباري . الوجه الأخر في المنافسة هذه ،هو أن يبقى الجمهور في البيت أو المقهى على نشوة ولذة ما شهدناه طيلة هذه الأيام ، الكرة الإسبانية تسيطر على جميع المنافسات ،3 فرق في نصف نهاية كأس الاتحاد الأوروبي : إشبيلية – بيتيس – فلانسيا ،ثم 3 فرق في بطولة الأندية : برشلونة – ريال مدريد- أت .مدريد،و3 فرق في النهاية ، كانت الأولى التي تابعناها ليلة الأربعاء إشبيليا – بنفيكا البرتغالي ، استمرت 120 دقيقة وانتهت بضربات الجزاء والمعاناة مع الإعياء والجهد والتضحية ،وبكاء الطفل الصغير الذي قدم له والده المنشف الورقي لمسح دموعه ،هذا هو الحب الجنوني ولو في بداية العمر. بين فرحة عاصمة الجنوب الإسباني أكبر إقليم مساحة وأفقر إقليم بالبطالة وبين بكاء الطفل البرتغالي تنسل تناقضات عالم الكرة ، فشاهدنا البريق الشاحب للبارصا وتعطل معزوفة ميسي – إينييستا – غزافي – بيدرو – وسخط الحارس فالديز برسالة وداع نشرها موجهة للجمهور ولم يذكر أي شخص من المسؤولين لا السابقين ولا الحاليين ،،أما الوجه الحزين الذي قدمته لنا تناقضات الكرة فهو وجه النجم الألماني للمنتخب والمدير الرياضي لفريق بايرن ميونيخ حاليا : أولي هونيس ، وهو يدخل أبواب السجن بعد صدور حكم قضائي بسبب " الضرائب " ،،كما شاهدنا " كوميديا الأخطاء " التي قدمها ريال مدريد المنافس الأول على لقب البطولة فأصبح في 4 أيام كالضيف عابر السبيل . كل هذه الصور المختلفة التي أعطتنا نشوة ولذة ومتعة ،وأحيانا حيرة ،واستغرابا ،لا يمكن أن تجعلنا نشك في قمة يوم السبت ونتكهن مسبقا بالنتيجة ، لا يمكن أن نقول إن رئيس الجامعة الإسبانية سيعمل على تعيين حكم " خاص " لفوز فريقه أت. مدريد ،،هذا مستحيل ولا يمكن ،لأن كل لجنة لها سلطتها وحريتها ولا يمكن للرئيس التأثير عليها . وهذا ما نأمل ونتمنى أن يكون في مباراة الرجاء – تطوان ، فهما ممثلان في الجامعة والرئيسان من الأعضاء المقربين لرئيس الجامعة ويشغلان منصب نائبي الرئيس ،وأمام الجميع مسؤولية كبرى وطنية سواء في تنظيم كأس إفريقيا أو كأس العالم للأندية أو في إعادة شخصية المنتخب الوطني ،أملنا ألا يتركز الاهتمام بالأموال التي سيربحها الفريق الذي سيمثل المغرب في كأس العالم للأندية ، لأن بذلك سيتم قتل الحب الجنوني والمتعة والمنافسة الشريفة ،ولأن بذلك سيتم إسقاط شخصية الجامعة من أعين الرأي العام ، وتصبح بلا احترام ولا تقدير ، ولا مستوى وتصبح جامعة " ذوي الاحتياجات الخاصة".