رأت مجلة "تايم" الأمريكية أن توصل الولاياتالمتحدةوالفلبين إلى اتفاقية تعاون دفاعي مطورة، بعد مفاوضات دامت ثمانية أشهر، أثار حفيظة الصين لتفسيرها الاتفاقية على أنها تدخل "غير مرحب به" في منطقة شرق آسيا. وقالت المجلة في تقرير -أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- انه بالرغم من تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن الهدف من جولته الآسيوية التي شملت اربع دول هي (اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والفلبين الان) وعقده الاتفاقيات ليس لتقويض الصين إلا أن الأخيرة تري بأنه تدخل واضح من الجانب الأمريكي في المنطقة. وتابعت تايم تقول ان أمريكاوالفلبين وقعتا اليوم اتفاقية لمدة عشر سنوات تسمح لواشنطن دخول الطائرات والسفن والقوات إلى هذه الدولة الارخبيلية. ولا تهدف الولاياتالمتحدة من وراء هذه الاتفاقية استعادة قواعدها العسكرية القديمة أو إقامة قواعد جديدة بالفلبين، بل بموجبها سيتوافد أفراد القوات الأمريكية على الفلبين للعمل المشترك مع القوات الفلبينية والتي ستمهد الطريق لإدراة أوباما في خطط محور الإستراتيجية الأمريكية للعودة إلى آسيا. وأكد أوباما في مؤتمر صحفي أن الاتفاقية لاترمي إلى إعاقة صعود الصين مضيفا إلى أن الهدف من الجولة ليست مجابهة الصين أو احتوائها، وهدفنا الرئيسي هو التأكد من احترام القواعد والمعايير الدولية في المناطق التي تحدث بها نزاعات دولية، وبدوره قال الرئيس الفلبيني بنينو أكينو إن الاتفاقية ترمي إلى توطيد العلاقات بين البلدين وتعزيز الاستقرار والسلام فى المنطقة برمتها. ومضت المجلة تقول، لكن يبدو أن الصين تعترض على الاتفاقية والجولة، على خلفيه الصراعات الإقليمية بين الفلبينواليابان والعديد من الدول الأخري معها. فتري الصين أن تحرك الولاياتالمتحدة ماهو إلا تدخل واضح في منطقة شرق آسيا واعتبرته تدخل "غير مرحب به". واستطردت تايم تقول ان وسائل الاعلام الرسمية في الصين بعد ساعة من توقيع الاتفاقية أطلقت حملة انتقادات ضد الفلبين واصفة اياها بانها "تثير المشاكل في بحر الصين الجنوبي" وتحذر من أن خطط الولاياتالمتحدة قد تأتي بنتائج عكسية. وتقول الصحف الرسمية الصينية منتقدة الاتفاقية "وبالنظر إلى أن الفلبين في خلاف إقليمي مرير مع الصين، تثير هذه الخطوة القلق بشكل خاص لأنه قد يقوي شوكة مانيلا في التعامل مع بكين. ولم تثر الاتفاقية قلق الصين فقط بل في الفلبين نفسها لما للدولة من تاريخ معقد مع الولاياتالمتحدة وخاصة الجيش الأمريكي حيث عانت البلاد من ويلات الاحتلال الأمريكي لأراضيها. وحينما حازت الفلبين على استقلالها في 1945 تركت الولاياتالمتحدة قواعد عسكرية كبيرة في المنطقة مخلفة أيضا تاريخ طويلا من انتهاكات في الحقوق ومشاكل بيئية جمة. ولكن بعد الضغوط العديدة تم إغلاق القواعد الأمريكية بعد ما يقرب من عقد من الزمان في عام 1992. ولكن لم ينسحب الأميركيون بالكامل. فقد حافظت القوات الأمريكية على وجود صغيرو مستمر لها هناك تجري فيه التدريبات منذ عام 2002 مع بدء الولاياتالمتحدة القيام بعمليات مكافحة الارهاب في اطار ما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب. وتقول تايم" يري النشطاء الفلبينيون أن الأتفاقية التي ستمكن الجيش الأمريكي من أن تطأ أقدام جنوده الأراضي الفلبينية تعد بمثابة استعمار جديد. وقد نُظمت بعض الاحتجاجات خارج السفارة الامريكية في مانيلا الاسبوع الماضي احتجاجا على الأمر. ونقلت تايم عن اليكس ماجنو، أستاذ سابق متخصص في العلوم السياسية في جامعة ديليمان الفلبينية قوله "أعتقد بأن الشعب يشعر بغضب إزاء بحث القضية خلف الأبواب المغلقة والإعلان عنها بعد التوقيع على الاتفاقية". وقال معلق سياسي في صحيفة "فلبين ستار"، لم يذكر اسمه، "يتم الان الترويج إلى الاتفاقية للعامة على انها تعزيز للدفاع الوطني. وتتعرض الاتفاقية أيضا لانتقادات من السياسيين الفلبينيين الذين يرون أنها تحول سريع وقد تأتي بنتائج عكسية. فقد انتقدت السناتور ميريام ديفنسور الحكومة الفلبينية لتوقيع الاتفاقية دون مشاورة مجلس الشيوخ الفلبيني، وشككت في الحكمة من وراء الاتفاق. وأضافت "ينبغي أن تتوقف الولاياتالمتحدة عن معاملة الفلبين كدولة ترصد من أراضيها أخبار الدول الأخري، في حين تهدف إلى البقاء على علاقة جيدة مع الصين ولا يمكن أن تفوز أميركا بكلا الأمرين." وقالت المجلة انه منذ انتخاب أكينو في عام 2010 وهو مذبذب فتارة يطمأن بكين وتارة أخري ينتقدها. وقال في تصريح له لتايم في عام 2012 إن المساعدات العسكرية الأمريكية "تساعدنا في سد احتياجتنا دون إثارة توتر أى دولة مجاورة مثل "الصين". وأصبح أكينو منذ هذه الأونة مباشرا اكثر من ذي قبل; حيث تساءل في تصريح له في فبراير الماضي مقارنا محنة بلاده بفشل الغرب في حماية تشيكوسلوفاكيا عام 1938 عندما طالب بضمها الزعيم النازي الراحل ادولف هتلر. واختتمت المجلة تقول وها هو يتحدث أكينو مرة أخري بنعومة في مؤتمر صحفي عقد في مانيلا يوم الاثنين، مشيرا، من بين أمور أخرى، أن بلاده ليس لديها طائرة مقاتلة واحدة لكنه قال ذلك و أوباما إلى جواره وهذه الحقيقة لن "تتغاضى عنها بكين".