رأت مجلة "التايم" الأمريكية أن فشل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تحقيق وعوده وإثبات وجهة نظره حول ما قد تحققه الدبلوماسية فى العديد من القضايا غير قابلة التحقيق..أثبت صحة بعض التعليقات منتقديه . وقالت المجلة الأمريكية في تقرير -أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- إن السياسة الخارجية الأمريكية تمر بسنوات عجاف وخاصة يوم أمس الذي بدأه أوباما بسماع أخبار صادمة من الشرق الأوسط.. حينما أعلن رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رفضه إجراء مفاوضات السلام مع الحكومة الفلسطينية الموحدة المكونة من حركة فتح بالضفة الغربية وحركة حماس بقطاع غزة. وأضافت التايم أنه وبشكل مجمل فإن عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط من المحتمل أن تصل إلى نهاية مسدودة حتي نهاية الفترة الرئاسية لأوباما. ومن جهة أخرى لفتت إلى خطاب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري شديد اللهجة الذي اتهم فيه روسيا بانتهاكها اتفاقا دبلوماسيا وقع عليه كيري الأسبوع الماضي في جنيف والذي كان الهدف منه استقرار الوضع في شرق أوكرانيا. مشيرة إلى أن الوضع هناك يتحول من سئ لأسوأ ومن المحتمل أن تفرض الولاياتالمتحدة مزيد من العقوبات على موسكو في الوقت الذي يستعد فيه الروسي فلاديمير بوتين لتحرك عسكري. وذكرت تايم أن كل هذه الأشياء قد حدثت أثناء تواجد الرئيس الأمريكي في اليابان لعقد صفقة تجارية.. مشيرة إلى أن الأمر كان جيدا حيث تمكن أوباما أخيرا من زيارة المنطقة بعد أن ألغى زيارتها مرتين قبل ذلك .. ولكن كانت هناك بعض القضايا الملحة في بعض الدول الأخرى حول العالم التي استقطبت الانتباه فوجد أوباما نفسه يتحدث في مؤتمر، عقده في العاصمة اليابانيةطوكيو، يتحدث عن أوكرانياوروسياوسوريا إلا أنه رجع خاوي الوفاض فيما يتعلق بصفقة التجارة مع اليابان. وتابعت المجلة، أن أوباما وصل اليوم إلى الأراضي الكورية الجنوبية في زيارة تهدف إلى بحث القضايا التجارية والأمنية مع الدولة التي ييخيم عليها مشاعر الحزن جراء غرق العبارة التي أودت بحياة مئات الكوريين الجنوبيين وأما ما يختص بجارتها الشمالية هناك علامات تشير بأن بيونج يانح تستعد مرة أخرى لمضايقة الولاياتالمتحدة وإجراء اختبارات نووية للمرة الرابعة. واستطردت أنه على الرغم من انتشار بعض الأخبار الجيدة عن التقدم المثير فى عملية التخلص من ترسانة كيماوي سوريا إلا أن هناك شبح يكمن تحت الدرج .. حيث يشار بأصابع الإتهام إلى النظام السوري بقتله مزيد من المدنيين بواسطة الأسلحة الكيماوية في الأسابيع الأخيرة. وتحقق الخارجية الأمريكية في تقارير الهجمات بغاز الكلور على المدنيين السوريين حاليا. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية هذا الأسبوع أن الهجوم بغاز الكلور من شأنه أن ينتهك الاتفاقية الدولية التي حالت من تنفيذ خطة قصف الولاياتالمتحدةالأمريكية جوا للأراضي السورية. وقد تثير الحادثة احتمال تجديد التهديد الأمريكيى بالقوة العسكرية مرة أخري. ومضت الصحيفة تقول أنه من السهل جدا إلقاء اللوم في كل هذه المشاكل على أوباما ولكن في الوقت نفسه نرى أن الإحباطات الأخيرة التي أصابت سياسته الخارجية جاءت كجزء من فشل ذريع- وهو فشل في الرؤية السياسية..فحينما رشح أوباما نفسه لأول مرة في الانتخابات الرئاسية أكد أنه سيأخذ على عاتقة التفكير التقليدى في واشنطن فيما يتعلق بالسياسات الخارجية وخاصة "النقد " فيما يتعلق بما يمكن تحقيقة من خلال الدبلوماسية. ونقلت تايم عن أوباما خطابه في 2007 قال فيه "من السهل أن تكون ناقدا " وقال بعد عام في خطاب أخر له أمام الأمريكيين اليهود "أحد أعدائنا الذي يتوجب علينا محاربته ليس العدو الخارجي مثل حزب الله وحماس فحسب ولكن التعليقات الناقدة من الداخل". وتعلق التايم قائلة بعد ست سنوات أصبح "الناقدون " على حق.. فقد انتقدوا محاولة جون كيري عقد السلام في الشرق الأوسط، واصفين إياه بأنه "محكوم عليها بالفشل" ويبدو أنهم كانو على حق.. وقد انتقدوا أيضا من اجتماعات كيري الطويلة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، واصفين الدبلوماسية مع بوتين "بالتفكير الساذج" وأن الإنهيار الوشيك للصفقة الأوكرانية في جنيف أول أمس يؤكد هذا الرأي. ويري الناقدون أن جولة أوباما إلى دول شرق أسيا لا طائل منها والغرض منها تفادي مشاكل أصعب في أماكن أخرى وتعد جولة أوباما الإلهائية على الأقل نقطة أخري في صالح الناقدون.. كما يقول الناقدون أن تجنب أوباما التدخل في سوريا ليس فقط لعدم تسببه في مأساة إنسانية ولكن لأنها في حقيقة الأمر سوف تسبب مشاكل أصعب للولايات المتحدة نفسها على المدي الطويل وخير مثال أزمة الأسلحة الكيماوية الجديدة في سوريا. وأشارت المجلة إلى أنه من السهل أيضا إلقاء اللوم على أوباما ولكن قد يتعذر لما ورثه أوباما من سلفه جورج دبليو بوش من بين عدة أمور أخرى من مشاكل في السياسة الخارجية للبلاد؛ وبالنظر إلى ذلك فإن أوباما يحصد مرارة حروب أمريكا في العراق وأفغانستان. واختتمت المجلة تقول مازل أوباما يعطي الوعود بأن الأمور ستكون مختلفة وأنه سيجد طريقة جديدة لتغيير تفكير واشنطن و إيجاد سبل جديدة لحل المشاكل ولكن حتي الأن مازال الناقدون على حق لتحقق كلامهم وعدم تنفيذ وعود أوباما.