يحكى أن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي كان يقرأ كلمة "الديمقراطية" كما تنطق بالأنجليزية " ديموكراسي " على أنها تعني ديمو الكراسي، أي دعوة صريحة للخلود في الحكم، وبغض النظر عن صحة هذه الرواية من عدمها، فإن العقيد الليبي جسدها من حيث الممارسة وجلس على كرسي الحكم ما يفوق الأربعين عاما بالتمام والكمال. تشاء الصدف الرديئة أن تحمل لنا صورة طبق الأصل لحكاية القذافي، لكن مع بعض الإضافات التي تعكس درجة الإنحدار التي وصلتها بعض البلدان ، الصورة جاءت من الجزائر تجسد ديموقراطية الكراسي على مستويين، المستوى الأول ويتعلق بتأبيد الوجود في السلطة، والمستوى الثاني هو أن يكون الرئيس الجاثم على السلطة مقعدا ليس من زاوية الإعاقة الحركية، بل من جانب الإعاقة الذهنية وهو ما لا يستقيم مع مهام رئيس للجمهورية يتحمل مسؤولية جسيمة، بل إن أشرطة فيديو بقتها قنوات فرنسية أثبتت بأن الرئيس بوتفليقة لم يصوت على نفسه، لأنه ببساطة لم يقوى على وضع ورقة التصويت في الظرف، فهل مثل هذا الرئيس يصلح لقيادة دولة؟ أحد الأصدقاء على إحدى المواقع الإجتماعية، كتب قائلا بأن عددا من شعوب منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، أصبحوا مخيرين ديموقراطيا، بين اختيار رئيس مقعد يتحرك على كرسي كما في الجزائر، أو يذهبوا إلى صناديق الإقتراع على كراسي متحركة كما يفعل النظام السوري مع بشار الأسد الذي يصر على تنظيم انتخابات رئاسية في بلد " شبح " ، أزيد من ثلث ساكنته في عداد اللاجئين داخل وخارج سوريا. كراسي الحكم بقدر ما هي مغرية، بقدر ما هي حارقة للأشخاص والدول، وكل من يعتقد أن الكراسي دائمة كما كانت هلوسات القذافي توحي بذلك، فعليه أن يتأمل في نهاية القذافي والمصير الذي توجد عليه ليبيا اليوم...