مرة أحرى نعود لإثارة هذا الموضوع باعتباره يمثل لإحدى الانشغالات الكبرى لشريحة عريضة من الصناع والحرفيين ، في أفق استمرار حرمان المدينة من فضاء تنتظم فيه الحرف ويساهم في لم شتات هذا الكم الهائل والمتنامي من المحلات الصناعية على اختلاف أنواعها وأنشطتها والتي كما يلاحظ أصبحت تمثل ظاهرة مثيرة للجدل ومدعاة للامتعاض ، لاسيما من قبل سكان بعض الذين لكالما ضاقوا ذرعا مما يعانونه من مضايقات ومشاكل بسبب هذه المحلات الصناعية التي هي في تزايد مستمر ن في الوقت الذي كان من المفروض أن ينكب التفكير على إعداد تصورات وبرامج هيكلية تأخذ بالجالب التنظيمي للخدمات وتوفر الأجواء الملائمة لتدبيرها ، وذلك من قبيل العمل على خلق حي صناعي بالمدينة . وهو المشروع الذي لم يستقم له حال لغاية اليوم رغم الزمن الطويل الذي مضى على بداية الحديث عن هذا المشروع الاقتصادي الهام و المؤهل لاستقطاب أعداد كبيرة من اليد العاملة ويوفر فرص عمل لا يستهان بها ، خصوصا بالنسبة لخريجي مراكز التكوين المهني ، موازاة مع هذا المعطى فإن انعدام حي صناعي بالمدينة يبقى احد أكبر المشاكل التي يتحمل تبعاتها الحرفيون الذين مازالوا يعلقون كل الآمال للتجاوب مع انتظاراتهم الرامية إلى خلق حي صناعي و بالمواصفات الضرورية تضمن للمستفيدين الظروف المريحة والمشجعة على المنافسة والجودة في الخدمات . بقي ان نشير إلى أن هذا الملف سبق أن شهد بعض التحركات على المستوى المحلي قامت بها – يومذاك - مجموعة من الحرفيين التي فتحت - فيما نذكر - نقاشا مع السلطات وكذا المجلس السابق الذي ساهم من جهته في إعطاء بعض الزخم لهذا المشروع ، وإن لم يكتب له أن يشق طريقه بعد إلى ارض الواقع ، ما يعني أن هذا الملف ما يزال في حاجة إلى التحلي بالإرادة الحقيقية التي من شأنها أن تدفع به إلى الأمام ، تمهيدا لتفعيل مخطط المشروع ، عوض الإبقاء على هذا الصمت الذي لن يخدم مصلحة هؤلاء الحرفيين ن بل وحتى بعض الإحياء السكنية بالمدينة فغن سكانها ليسوا في أحسن حال مما أصبحت تمثله لهم هذه المحلات الميكانيكية من مصادر لإساءة وإزعاج..... قد يكون الوقت حان للتفكير في مزايا ومنافع هذا الحي الصناعي وانعكاسه الإيجابي على ستقبل المدينة.