* مناخ منظومة العدالة يتسم بالرداءة والتشنج والمهنة مستهدفة * المحاماة لا تتناول الوجبات الجاهزة والمعلبة وترفض الاتهامات الرخيصة أسفر انتخاب المؤتمر الوطني لرابطة المحامين الاستقلاليين، الذي جرت أطواره بمقر حزب الاستقلال بحي الرياض مساء السبت الماضي عن فوز الأستاذ خالد الطرابلسي المحامي بهيئة الرباط. وفي مستهل افتتاح المؤتمر رحب الأستاذ النقيب رشيد العلوي بضيوف المؤتمر الممثلين في رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، الأستاذ النقيب حسن وهبي وممثلي قطاعات المحامين بالأحزاب السياسية، والجمعيات الحقوقية، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال على رأسهم رئيس الروابط الأخ عبد القادر الكيحل، مشيرا من جهة إلى ضرورة فتح المجال أمام النساء لكي يكن نقيبات للمحامين بالمجالس المهنية وجمعية هيئات المحامين بالمغرب، ومن جهة أخرى إلى بعض مظاهر خرق حقوق الانسان والدفاع، من قبيل عدم جدوى حضور الدفاع مع المشتبه فيه أمام الشرطة القضائية، ومظاهر الظلم والحيف واختلال الموازين في مقتضيات ظهير حوادث السير من حيث هزالة التعويضات وانعدامها في حالات أخرى، وهو ما يستوجب المراجعة. وأكد الأستاذ النقيب حسن وهبي، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، أن الدفاع يوجد في خندق واحد للذود عن الحق والحريات الفردية والجماعية والعدالة، والمحامون يدافعون عن أرقى ما حققته الانسانية، دفاعا عن الوطن والمواطنين. وأوضح النقيب وهبي أن مؤتمر رابطة المحامين الاستقلاليين ينعقد في مناخ رديء ومتشنج بفعل ما تعيشه منظومة العدالة، حيث إن الملابسات كلها، تؤكد أن هناك أمرا دبر بليل، وإن مهنة المحاماة مستهدفة اليوم أكثر من ذي قبل، وأن هذا الاستهداف يشمل قيمها ومُثلها، وبالأخص في عمودها الفقري ، الذي يهم حريتها واستقلالها. وقال رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب إنه »منذ سنتين خلتا استجبنا لنداء حوار إصلاح منظومة العدالة وانخرطنا فيه بحسن نية، مؤكدين أن المحاماة لا تتناول الوجبات الجاهزة ولا المعلبات التي لا تعرف محتوياتها ولم تشارك في إعدادها، حيث عبرنا في الوقت المناسب عن موقفنا المنطلق من رأي حر ومستقل ومن غيرة على العدالة والحرية، إلا أننا ووجهنا بالاتهامات الرخيصة والشَّغَب عند رفعنا الاحتجاج، علما أن الدول الديمقراطية الحقيقية التي تحس بنبض الشارع ينزل فيها المسؤولون لاحتواء أحداث الاحتجاجات والاستجابة الفورية. وسجل الأستاذ النقيب حسن وهبي بأنه رغم كل الهموم التي تشغل المحاميات والمحامين في حياتهم المهنية أو العامة فإنه لم تغب عنهم القضايا الكبرى للوطن، وعلى رأسها القضية الوطنية المتعلقة بالوحدة الترابية، حيث أطلقت جمعية هيئة المحامين في مؤتمرها الأخير المنعقد في السعيدية دعوة إلى تأسيس جبهة وطنية للدفاع عن وحدتنا الترابية تكون حاضنة للإجماع الوطني، والتي أطلقت مبادرتها أواخر الشهر الماضي بمدينة العيون، حيث كان حزب الاستقلال في مقدمة المباركين لها. وفي هذا الصدد قرر مكتب جمعية هيئات المحامين في إطار فعاليات هذه المبادرة تنظيم مناظرة وطنية تحت شعار: »المجتمع المدني آليات الاشتغال ورهانات الواقع« يوم 18 أبريل 2014. من جهته استعرض الأخ توفيق حجيرة، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، عمل الروابط وأهميته داخل الحزب، بدءاً من الإقرار بها سنة 1981، وتضمينها في النظام الأساسي للحزب إبان المؤتمر 14، وذلك للدفاع عن مختلف المهن وخلق فضاء وبوابة لممارسة العمل السياسي وفتح المجال للأطر البشرية والاهتمام بها، لما للعنصر البشري من أهمية في التنمية المستدامة. وأكد الأخ حجيرة أن المحامين كانوا في طليعة الجيل الأول من تجربة الروافد وكانت تجربة مهمة وغنية أعطت أطرا كبرى، مشيرا إلى ضرورة استحضار ثلاثة أبعاد في هذه المحطة، الأولى تتعلق بإصلاح منظومة العدالة، والثانية تخص سمو رسالة ونبل أعراف مهنة المحاماة، والثالثة تهم الدفاع عن استقلال القضاء ونبل رسالته، لأن المحاماة فاعلة وناجعة لفائدة الشعب والوطن وليس فقط بالنسبة للمحاميات والمحامين.