كشفت مجموعة من العروض التقديمية المُسرّبة من داخل شركة آبل، عن مجموعة من المعلومات التي تعمل الشركة على مُناقشتها حاليًا بشكل داخلي، بهدف معرفة أسباب تباطؤ نمو مبيعاتها خلال الأعوام القليلة الماضية، وتعترف فيها بأن الزبائن يطلبون ما لا تقدّمه الشركة حاليًا. الشريحة الأولى بعنوان "الزبائن يريدون ما لا نملكه" توضّح بأن أبحاث السوق التي قامت بها آبل بيّنت بأن الزبائن يُفضّلون الأجهزة ذات الشاشات الكبيرة، أما أولئك الذين يتجهون إلى الأجهزة ذات الشاشات الأصغر (4 إنش وما دون) فهم ليسوا مستعدين لدفع أكثر من 300 دولار ثمنًا لأجهزتهم. وبالتالي تعترف آبل بأن هواتفها ليست جذابة إلا لفئة صغيرة من المستخدمين، فشاشة هاتف iPhone 5S على سبيل المثال يبلغ قياسها 4 إنش في وقت يأتي فيه سعر الجهاز مرتفع نسبيًا، فقياس الشاشة غير مرغوب بشكل كبير كما بيّنت أبحاث آبل، وسعر الهاتف لا يدفعه معظم الزبائن إلا لشراء أجهزة ذات شاشات كبيرة. أي أن الجهاز لا يحقق معادلة النجاح المطلوبة لا من حيث عامل السعر ولا من حيث عامل قياس الشاشة. ما سبق يُفسّر الشريحة الثانية التي تُظهر تباطؤ نمو مبيعات آيفون بشكل كبير منذ العام 2009 وحتى الربع الثالث من العام 2013: نلاحظ التراجع الكبير في نمو مبيعات هاتف آبل، بشكل يتماشى مع الفترة الزمنية التي صعدت فيها مبيعات أندرويد بشكل صاروخي. وتُظهر هذه الأرقام بأنها مُقلِقة بالفعل لآبل التي تدرسها بشكل جدّي. ومن هنا يمكن أن نفهم الشائعات التي تتحدث بأن آبل تخطط لإنتاج هواتف بشاشات ذات أحجام كبيرة. الشريحة الأخيرة تُلخص حال السوق، ومن أبرز مافيها بأن الطلب القوي يأتي من الأجهزة الأقل سعرًا وذات الشاشات الأكبر، في حين بأن المنافسين (والمقصود بشكل أساسي أندرويد) قاموا وبشكل كبير بتحسين عتادهم وتطبيقاتهم. وبأن بعض المنافسين يُنفقون أموالًا ضخمة في سبيل الإعلان وجذب الزبائن. وترى الشركة كذلك بأن شركات تشغيل خدمة الهاتف الخليوي لديها مصلحة في وضع سقف لهواتف آيفون لعدة أسباب من ضمنها السياسات غير الودّية التي تنتهجها الشركة مع شركائها. لطالما دافعت آبل عن خيارها بالنسبة لقياس شاشة هواتفها بأنها تقدم تجربة استخدام أفضل حيث من الأسهل استخدام الهاتف بيد واحدة. سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذه السياسة، لكن من الواضح بأن الكلمة الآن هي للأجهزة ذات الشاشات الكبيرة. فمع كل هذه القوة العتادية التي تأتي بها هواتفنا اليوم، يرى معظم الزبائن بأن كل هذه القوة غير مجدية في هاتف ذو شاشة صغيرة ومن الأجدى الحصول على هاتف بشاشة أكبر للاستمتاع بالألعاب وتصفح الويب ومشاهدة الفيديو. هل تعتقد أنه وفي حال قامت آبل بإصلاح سياستها وطرح هواتف آيفون بشاشات أكبر وأسعار أقل، بأنها ستنجح في تشكيل خطر على أندرويد؟ أم أن لأندرويد عوامل نجاح أخرى لا تملكها آبل كذلك؟ دعنا نعرف رأيك ضمن التعليقات.