زاد رئيس الوزراء السيد أردوغان خطوة كبيرة جدا إلى الأمام في السير بالبلاد نحو نظام شمولي مغلق تماما بأن أصدر قرارا يقضي بإغلاق موقع يوتوب، لا لشيء إلا لأن هذه الوسيلة نشرت تسجيلا مسربا لأربعة مسؤولين أتراك كبار بينهم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ورئيس الاستخبارات وهم يتطرقون إلى خطة مفترضة ترمي إلى تبرير تدخل عسكري تركي في سوريا، وقبل ذلك قرر أردوغان توقيف تويتر لأنه اتهمه بأن كان السبب في تسريب تسجيل آخر يرتبط بفضيحة مالية من العيار الثقيل تورط فيها كبار المسؤولين الأتراك وكان ضمنهم نجل أردوغان. ورغم أن القضاء الإداري التركي قضى بلا شرعية قرار أردوغان فيما يتعلق بتوقيف يوتوب، فإن قرار المنع لا يزال ساريا. أردوغان يرد بالقول إن (عفاريت وتماسيح) تركية تخطط للإطاحة بحكمه، وتقول حاشيته هناك إن الدولة العميقة في تركيا تريد رأس أردوغان هكذا يكون تقدير إخوان بنكيران في تركيا، فيما يتعلق بتدبير الخلاف والتعامل مع النقاش العام، فلا مجال إطلاقا للتعدد، ولاحق في إطلاع الرأي العام، ولامجال للنقاش العام، وكل معارضة لنظام أردوغان هي معارضة للشرعية، وهي تخريب للشرعية، ولابد من التصدي لأية جهة، أو أي شخص تجرأ على إعلان معارضته لحكومة أردوغان المقدسة طبعا. مايقدم عليه أردوغان في تركيا يكشف طبيعة تفكير رفاق بنكيران فيما يتعلق بالسعي إلى إقامة نظام سياسي شمولي مطلق، وهذا مالم يكن يعلنه أردوغان من قبل، بل كان يدعي عكس ذلك، وما أن قبض بالحكم ونصب زميله في الحزب رئيسا للدولة، وزرع مريديه في المؤسسة العسكرية حتى كشف عن الوجه الحقيقي. تماما، هذا ما يتم التأشير عليه في بلادنا. الله يحفظ.