نظمت مجلة "الآن" يوم أمس الخميس منتداها الأول حول إفريقيا، والذي وضع تحت عنوان : " كيف السبيل إلى تحصين العلاقات المغربية الإفريقية ". وفي كلمته التقديمية بالمناسبة ، قال السيد يوسف ججيلي مدير نشر مجلة " الآن " ، أن موضوع إفريقيا تحول لدى المغرب من شعار إلى قوة جذب حقيقية ، في الوقت الذي لم ينفصل فيه المغرب يوما عن جذوره الإفريقية ، وأن إفريقيا تزخر بإمكانيات مما يؤكد قناعة أن إفريقيا للأفارقة، وأن إثارة موضوع افريقيا في هذه الندوة هو من أجل الفهم واستشراف المستقبل في فضاء جغرفي مافتئ اللاعبون الكبار ينظرون إليه بالكثير من اليقظة التي لا تخلو من تنافس شرس. وقالت السيدة مباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة في وزارة الخارجية والتعاون ، أن سياسة المغرب في مجال العلاقة الخارجية مع الدول الافريقية ، هي تاريخيا مثالية يطبعها التضامن في إطار تعاون جنوب – جنوب من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وأن الزيارة الملكية الأخيرة مكنت من إعادة تجديد علاقات التعاون الثنائية مع الدول الافريقية، خاصة في غرب ووسط افريقيا ، حيث تم توقيع 91 اتفاقية في إطار شراكة رابح – رابح ، كان القطاع الخاص المغربي حاضرا ضمنها ، وقد تم تشكيل لجنة متابعة تنفيذ تلك الاتفاقيات على مستوى وزارة الخارجية . من جهته ، قال السيد مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة ، أن توجه المغرب نحو إفريقيا هو أصيل حيث أنه بعد الاستقلال كانت هناك وزارة للشؤون الإفريقية ، وأن عدد الاتفاقيات مع الدول الافريقية عرف ارتفاعا في الفترة الأخيرة بحيث أن ماوقع مابين سنوات 2000 و 2013 يساوي ماوقع منذ الاستقلال إلى سنة 2000 ، مضيفا ، أن توجه المغرب نحو افريقيا ليس فقط للبحث عن دعم لقضية الصحراء ، وإنما أيضا لدعم الاستقرار وحل المشاكل داخل إفريقيا ، بحيث أن المغرب أصبح فاعلا قياديا ومؤثرا في تجمع دول افريقيا من أجل إقرار الاستقرار سياسيا وكذا اقتصاديا من خلال المنظومة البنكية والإسكان وغيره خاصة أمام تنامي الظاهرة الإرهابية في السنوات الأخيرة ، كما أن البعد الثقافي والديني للمغرب في افريقيا ونموذج الإسلام والديمقراطية والاعتدال وسياسته تجاه موضوع الهجرة الإفريقية وقيامه بالمشاريع سيساهم في النهوض الجماعي بالتنمية الإفريقية . وفي مداخلته ضمن المحور الاقتصادي ، قال السيد عمر اليازغي مدير عام شركة " ميدز " التابعة لصندوق الإيداع والتدبير ، أن الاتفاقيات الموقعة في الزيارة الملكية الأخيرة مع دول إفريقيا جرى تحضيرها قبليا ، وأن شركته لديها التجربة الكافية في العمل مع الدولة ونقلها للدول الافريقية في مجال إقامة المناطق الصناعية والمناطق السياحية و فضاءات ترحيل الخدمات الأوفشورينغ ، وأن المغرب محتاج في تطوير حضوره بإفريقيا المتميزة بشساعة أسواقها التي تضاعف 10 مرات المغرب ، إلى إيجاد شركاء محليين أفارقة في مختلف المجالات وإدماج المقاولات الخاصة المغربية ، حتى يشكل الاستثمار المغربي قيمة مضافة ، وأن تجنب المخاطر يقتضي إنجاز التركيبات المالية المشتركة للمشاريع مع المؤسسات المالية الدولية الحاضرة بإفريقيا . وقالت النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة في مداخلتها ، أن تطور إفريقيا مرتبط مع السلم والاستقرار، وأن النجاح الاقتصادي مرتبط بخلق أجواء المصالحة الداخلية بعد المشاكل والحروب ، وأن المغرب يمكن أن يساعد دول إفريقيا في ذلك من خلال نقل تجربته في المصالحة الداخلية ، وأن ثلثي الناتج الخام لإفريقيا غير مهيكل ، وأن 90 في المائة من أراضيها ليست مستغلة فلاحيا ، وأن مواردها الطبيعية كبيرة غير مهيكلة تحتاج إلى أكثر من لجنة في وزارة الخارجية كما تحتاج إلى قطاع حكومي مع الوسائل المادية والبشرية الكافية.