في مؤشر يحمل دلالات بعيدة المرامي، قررت الدوحة إعلان التعبئة العامة في صفوف القوات المسلحة. ومن المؤكد أن قرار التعبئة مرتبط ارتباطا وثيقا بالتطورات الأخيرة في منطقة الخليج، في أعقاب سحب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين سفرائها من قطر يوم 5 مارس الحالي، احتجاجا على عدم التزام الدوحة باتفاقيات حسن الجوار والأمن المشترك في منظومة مجلس التعاون الخليجي. وورد عن صحيفة " الشرق" القطرية أنه في إطار التعبئة العامة في صفوف الجيش القطري، فقد تم الإعلان عن جاهزية "كشوفات الموظفين في الخدمة المدنية والمطلوبين للخدمة الوطنية العسكرية وتتضمن الكشوفات جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية استعداد لتدريبات عسكرية من المقرر أن تجري في شهريل أبريل المقبل". ونقلت ذات الصحيفة عن العميد الركن محمد مسفر العيادي قائد مركز تدريب الطلبة بالقوات المسلحة أنه جرى بالفعل تسليم الملابس العسكرية لموظفي الخدمة المدنية الذين جرى استدعائهم. وعلاوة على سياق سحب السفراء الخليجيين من الدوحة فإن المراقبين يربطون إعلان التعبئة العامة في صفوف الجيش القطري بالمناورات المشتركة "زايد 1" التي جمعت في أواسط شهر مارس الجاري بين القوات الإماراتية و الجيش المصري. وقد اتخذت المناورات التي ترأس أطوار ختامها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اتخذت طابعا مميزا بحضور المشير عبدالفتاح السيسي نائب رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة في جمهورية مصر العربية والمرشح الأقوى في رئاسيات مصر المقبلة. وقد امتعضت سلطات الدوحة من زيارة السيسي إلى الإمارات، لأن السلطات القطرية لم تتقبل فكرة وضعه حدا للتجربة الإخوانية التي رعتها قطر، وأجهض حلمها بإقامة ما يشبه خلافة في الربوع العربية قائمة على الإقصاء واستئصال الفكر الحر المتنور. كما أنه إلى جانب الطابع العسكري فإن الإمارات ألحت على أن يرفق السيسي معه مشاريع اجتماعية تشرف دولة الإمارات على تنفيذها بالقطر المصري تمتد إلى ميادين السكن والسياحة والصناعة تحت عنوان "نبني للمصريين".