أثار العثور على نفايات طبية وبقايا آدمية بالحي الإداري ببرشيد استنفار السلطات المحلية والأمنية والمكتب الصحي البلدي التابع للجماعة الحضرية ببرشيد، والتي كانت إحدى المصحات قد تخلصت منها. وتبين من خلال معاينة اللجنة التي تم إشعارها من طرف حارس سيارات بالحي الإداري، رأفة بصحة العديد من الأطفال والتلاميذ الذين اعتادوا على التنقيب وسط النفايات عن قنينات الأدوية والإبر وما يمكن أن تسبب لهم من أضرار صحية. وحضرت إلى مكان رمي النفايات الطبية لجنة مختلطة تضم: رئيس الدائرة الأمنية الأولى وطبيب المكتب الصحي ببلدية برشيد والسلطات المحلية ومحاسباتي باشوية برشيد، حيث تم تصوير جميع النفايات التي كانت تضم وصفات طبية عديدة، كما تمت معاينة البقايا الآدمية، مما أدى إلى إعلام النيابة العامة وتسجيل محضر رسمي. و ما يثير الاستغراب هو رمي تلك النفايات بجانب سور روض الأطفال التابع لوزارة الشباب والرياضة وعلى بعد حوالي 20 مترا من سكن عامل إقليمبرشيد. هذا، وتعرف مدينة برشيد مشكلا كبيرا بسبب نفايات المستشفيات والمستوصفات والمصحات الخاصة، حيث إن هذه الأخيرة لم تبرم أي صفقة مع شركة المفوض لها جمع الأزبال بالمدينة، خاصة جمع النفايات الطبية كما هو معمول به بجميع المدن المغربية. وحسب مسؤول بالشركة المختصة بجمع النفايات ببرشيد فإن عمال النظافة، خوفا على سلامتهم، يرفضون جمعها مثل باقي النفايات نظرا لخطورتها بسبب عدم تعقيمها ومعالجتها من طرف المستشفيات والمصحات. وقد تركت واقعة التخلص من النفايات استياء عميقا لدى كل من تتبع هذه الواقعة من سكان المدينة الذين عبروا عن استنكارهم على الطريقة التي يتم بها التخلص من البقايا الآدمية بعد إجراء العمليات الجراحية بالمصحات، علما أنه في السنوات الماضية تم العثور في المطرح العمومي على رجل مبتورة رمتها إحدى المصحات الخاصة بالمدينة. ويبقى أمل الساكنة معقود على اللجنة التي أعدت تقريرا في الموضوع وأخذت صورا مع تقديمه إلى العدالة للضرب على كل من سولت له نفسه الاستهتار بمشاعر وصحة المواطنين والذين لا يهمهم سوى الكسب المالي والاغتناء على حساب صحة المواطنين.