لا يختلف إثنان على كون رسم ابتسامة على وجه طفل لا تقدر بأي ثمن فأحرى إذا كان هذا الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يحتاجون إلى اهتمام وعناية أكثر من غيرهم. هذا الاهتمام الذي يتطلب معرفة وصبرا وفوق كل ذلك قسطا من المحبة لفئة حرمها القدر من العيش بشكل طبيعي. في هذا السياق الإنساني حرصت منظمة الكشاف المغربي على دمج 70 فردا من ذوي الاحتياجات الخاصة رفقة أزيد من 70 فردا في المخيم الصيفي للمنظمة في مرحلته الأولى، والذي احتضنه مركز «عبد الكريم الفلوس» بالمعمورة، أطرهم 20 قائدا وقائدة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 15 يوليوز الجاري. المعمورة: بدر بن علاش أوضحت وفاء أفيلال القائدة العامة للمخيم أن فكرة إذماج ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا المخيم يدخل في إطار الاستراتيجية العامة للمنظمة، وكاستمرارية للأنشطة والبرامج التي تستفيد منها هذه الفئة بكافة فروع المنظمة، ومنهم من سبق له الاستفادة من مخيم لقاء «الماهد الأكبر» الأخير وحرصوا الآن على المشاركة في هذا المخيم بعدما استأنسوا بالأنشطة الكشفية وبقادتها، وأضافت أن أغلب هؤلاء الأطفال هم من أسر فقيرة ارتأت المنظمة إشراكهم في هذا المخيم إلى جانب الكشافة. وبخصوص الأنشطة التي عرفها المخيم، قالت الأخت أفيلال إنها كانت متنوعة منها التربوي والتنشيطي والرياضي، والاطلاع على الطقوس الكشفية ككيفية صنع العقد وأنواع التجمعات والأناشيد الكشفية ومعامل تربوية، كما استفاد الأطفال من نصائح طبية بخصوص صحة الأسنان والوقاية من التسوس. بدورها قالت رجاء الغطيس عضو الفرقة الوطنية لقسم المرشدات انه سبق لها أن شاركت في دورة تكوينية في مصر تركزت حول إدماج المعاقين في الحركة الكشفية و ذلك بمشاركة 16 دولة عربية ، و قد كان لها الأثر الايجابي خلال هذا المخيم ، حيث لوحظ انسجام كبير بين القادة و الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين شاركوا الأطفال غير المعاقين في مختلف الأنشطة بشكل عادي . و أشار أنور البدري ، منسق الأطفال المعاقين بالمخيم الكشفي إلى أن هذه التجربة ناجحة ، و تعد بمثابة قدوة لكيفية التعامل و دمج هذه الفئة من المجتمع دون فوارق أو حواجز. وبعد إثنا عشر يوما من التخييم المليء بالأنشطة التربوية والترفيهية التي أفادت الجميع تم تتويج هذا النشاط الكشفي بحفل ختامي لقي استحسان الحضور، من خلال تقديم ملحمة تعتبر العمود الفقري للعملية التخيمية وهي نار المخيم ، حيث عمل المنظمون على إعداد نار كبيرة يتحلق حولها الكل مرددين للأناشيد والأغاني في جو تطبعه البهجة والسرور، وتم خلال هذا الحفل كذلك تنظيم فولكلور من الموروث الشعبي، تضمن تمثيلا للعرس المغربي بكل تقاليده وأصالته، حيث عزفت عدة مقطوعات شعبية أصيلة وذلك ترسيخا للثقافة المغربية الأصيلة، وقد تزامن الحفل وحضور كشافة أجانب من دولة بلجيكا أبدوا إعجابهم الكبير بتلك اللوحات الفنية التي شكلت باقة متنوعة. وشهد الحفل اندماجا كليا بين آباء وأولياء الأطفال وكذلك المنظمين أنفسهم والضيوف الذين حضروه، حيث انخرط الجميع في موجة فرح عارم لم تعبر عنه سوى تلك الابتسامات التي وشحت محيا الكل.