انعقد مؤخراً في دبي (من 23 إلى 27 فبراير) معرض الخليج للأغذية، وهو أضخم معرض تجاري في العالم يختص بقطاع الضيافة والمأكولات. وقد شارك في هذه الفعالية العالمية أكثر من 200 ألف علامة تجارية و 4500 جهة عارضة و 120 جناحا للبلدان المشاركة بما فيها المغرب. لكن للأسف الشديد كانت مشاركة المغرب دون المستوى المطلوب حسب المتتبعين لهذه الفعالية الهامة، مع العلم أن بلدنا معروف منذ قرون بثقافة الطبخ الشهي والضيافة الأصيلة والمأكولات المتنوعة.. كل هذه المميزات كان بالإمكان الترويج لها وتسويقها للعالم بمناسبة هذا المعرض لو تم تنظيم المشاركة المغربية بطريقة عقلانية ومحكمة. مشاركة المغرب التي أشرف على تنظيمها «ماروك إكسبو» بتنسيق مع سفارة المغرب بدولة الإمارات، كانت فاشلة بكل المقاييس، حسب المهنيين والزائرين للجناح المغربي، حيث أن المنشورات الترويجية للمنتوجات المغربية والعديد من المواد الغذائية لم تصل من المغرب إلى دبي في الوقت المناسب، الأمر الذي تسبب في إحراج كبير للعديد من المشاركين المغاربة الذين كانوا قد اعتمدوا على «ماروك إكسبو» والسفارة لتأمين وصول تلك المواد قبل افتتاح المعرض. ولوحظ كذلك أن أكشاك المشاركين المغاربة (مقارنة مع أكشاك البلدان الأخرى) كانت صغيرة للغاية، حيث شبهها أحد الزائرين المغاربة بأقفاص صغيرة تصلح لسجن الطيور وليس لعرض منتوجات مغربية، وقد خلفت هذه المشاركة استياء عميقا في أوساط أفراد الجالية الذين كانوا يتوقعون حضورا متميزا للمغرب في تظاهرة عالمية بهذا الحجم. والجدير بالإشارة أن الوزير المكلف بالتجارة الخارجية محمد عبو وصل إلى المعرض بعد افتتاحه بيوم، وخلال رحلته الجوية بين الدارالبيضاء ودبي أصيب بوعكة صحية مفاجئة أما السفير، فقد غاب عن هذا التظاهرة العالمية، كما غاب عن سابقاتها مثل مؤتمر الصحة العربي (أراب هيلث) بدبي (27 30 يناير 2014)، والمنتدى العالمي للإبتكارات الزراعية بأبو ظبي (3 5 فبراير 2014)، وكذلك مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للطاقة الشمسية والكهرباء بدبي (11 13 فبراير 2014). وقد لوحظ أنه خلال انعقاد هذا المعرض كان السفير لا يفارق وزير الشؤون الخارجية السابق محمد بنعيسى الذي كان في زيارة خاصة للإمارات.