من حق إذاعة لا أحتمل شم رائحتها في يوم من الأيام أن تعلن عن تنظيم ما تراه مناسبا لها من استطلاعات رأي أو مسابقة من المسابقات، ولكن الذي قد لا يدخل في أخلاقيات هذه الإذاعة أن هناك قواعد وثوابت يجب أن يخضع لها كل ما يشبه هذه المبادرات. فقد فاجأت إذاعة سوا التي يعلم الله والراسخون في العلم طبيعة وجودها القانوني في بلادنا بالإعلان عن استطلاع رأي لاختيار السيدة العربية الأكثر جاذبية، وحرص القائمون على هذه الإذاعة العجيبة أن يضعوا أسماء وازنة جدا في حجم الأميرة للا سلمى من المغرب والملكة رانيا من الأردن، وهما شخصيتان بارزتان جدا تقومان بأعمال رائدة في مجالات إنسانية عظيمة، وهما قبل ذلك أمرأتان تحظيان باهتمام وانتباه الشعبين المغربي والأردني بكل ارتباطهما وانتمائهما للمؤسسة الملكية التي يجمع الشعبان على أدوارهما الرائدة والاستراتيجية. ومقابل هذه الأسماء يتعمد القائمون على إذاعة سوا أن يزرعوا إسم امرأة تشتغل في إطار أجندة سياسية صرفة، وترتبط بهذه الأجندة شبهات، امرأة حصلت من هيئة الإنصاف والمصالحة على خمسين مليون ولا ندري كم تحصل من جهة أخرى، شخصية تحتل مرتبة جد متأخرة في اهتمامات المغاربة بالنظر إلى وجود سيدات مغربيات كثيرات يبدعن في المجالات الحقوقية والسياسية والثقافية والاجتماعية. لا أجد تفسيرا لما أقدمت عليه إذاعة سوا التابعة لإدارة البانتاغون والممنوعة في الولاياتالمتحدة نفسها بتبرير أنها إذاعة (بربوغاندا) غير أن هذا السلوك يفسر طبيعة الحسابات الأمريكية فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، والمهم أكثر أن نسجل أنه نفس السلوك الذي ميز دوما تعاطي شخص يسمى علي أنوزلا الذي اشتغل مع إذاعة سوا مع نفس القضية، ولكم أن تستنتجوا الباقي.