جدعون ليفي يكتب: مع تسلم ترامب ووزرائه الحكم ستحصل إسرائيل على إذن بالقتل والتطهير والترحيل    اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    وليد الركراكي: المباراة أمام الغابون ستكون "مفتوحة وهجومية"    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    تعيين مدير جديد للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان    المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    اشتباكات بين الجمهور الفرنسي والاسرائيلي في مدرجات ملعب فرنسا الدولي أثناء مباراة المنتخبين    السفيرة بنيعيش: المغرب عبأ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني على خلفية الفيضانات    الحسيمة : ملتقي المقاولة يناقش الانتقال الرقمي والسياحة المستدامة (الفيديو)    مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار    بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    لمدة 10 سنوات... المغرب يسعى لتوريد 7.5 ملايين طن من الكبريت من قطر    الأرصاد الجوية تحذر من هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    المنتخب المغربي الأولمبي يواجه كوت ديفوار وديا في أبيدجان استعدادا للاستحقاقات المقبلة    الدرك الملكي بتارجيست يضبط سيارة محملة ب130 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا    وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار    أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب    هل يستغني "الفيفا" عن تقنية "الفار" قريباً؟    مصرع شخص وإصابة اثنين في حادث انقلاب سيارة بأزيلال    بتهمة اختلاس أموال البرلمان الأوروبي.. مارين لوبان تواجه عقوبة السجن في فرنسا    بعد ورود اسمه ضمن لائحة المتغيبين عن جلسة للبرلمان .. مضيان يوضح    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تسلم "بطاقة الملاعب" للصحافيين المهنيين    ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل    الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة    صيدليات المغرب تكشف عن السكري    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    خلال 24 ساعة .. هذه كمية التساقطات المسجلة بجهة طنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    نشرة إنذارية.. هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم الخميس وغدا الجمعة بعدد من أقاليم المملكة    معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    مركز إفريقي يوصي باعتماد "بي سي آر" مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة    الاحتيال وسوء استخدام السلطة يقودان رئيس اتحاد الكرة في جنوب إفريقا للاعتقال    عواصف جديدة في إسبانيا تتسبب في إغلاق المدارس وتعليق رحلات القطارات بعد فيضانات مدمرة    "هيومن رايتس ووتش": التهجير القسري الممنهج بغزة يرقي لتطهير عرقي    إسرائيل تقصف مناطق يسيطر عليها حزب الله في بيروت وجنوب لبنان لليوم الثالث    أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    ترامب يعين ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية الأمريكي    هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    غارة جديدة تطال الضاحية الجنوبية لبيروت    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجمهورية الثانية في "مصر" ومشاريع الحرب الداخلية والجيش البديل
تنظيم "القاعدة" والصراع المتعدد الأطراف في المنطقة العربية
نشر في العلم يوم 03 - 02 - 2014

تدور في منطقة الشرق الأوسط الكبير صراعات عديدة غالبيتها متعدد الأطراف، وإذا كان المحللون والمؤرخون يختلفون في تحديد مراحلها وتطوراتها على أسس زمنية، فإن العديد منهم يعتبر أن غزو الولايات المتحدة للعراق سنة 2003 وإحتلاله يشكل مرحلة انتقال أو فصلا جديدا في ملحمة الصراع الدولي على النفوذ في المنطقة. يكاد يكون هناك شبه إجماع بين السياسيين والمحللين على أن الولايات المتحدة وبعد تجاربها الباهظة الثمن في حربي أفغانستان والعراق قررت إتباع أسلوب مختلف لتحقيق أهدافها، وقد وصف البعض ذلك الأسلوب بالقوة الناعمة التي تعتبر حسب التفسير الأكاديمي من أفضل الأسلحة السياسية العسكرية إذ أنها تمكن قوة ما من السيطرة على الآخرين وأن تجعلهم يتضامنون معها دون أن تفقد أو تقلص قدراتها العسكرية.
على مدى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت هناك موجة من الاهتمام في جميع أنحاء العالم بالدبلوماسية العامة وباستخدامها كأحد أسلحة القوى الناعمة الأكثر تأثيرا واستدامة، فقررت الحكومات تخصيص إدارات بل تعيين مساعدي وزراء على مستوى وزارات الخارجية للقيام بوضع استراتيجيات الاستخدام الأمثل والأكثر فعالية لتلك الممارسة الدبلوماسية. وقد أصبح المصطلح ثورة في عالم الدبلوماسية المعاصرة بجانب الدبلوماسية الشعبية والثقافية والافتراضية ودبلوماسية القمة والأزمات والتحالفات. ضمن هذا الأسلوب الجديد وظفت مختلف القوى سواء محلية أو دولية شبكة من المنظمات ومنها غير الحكومية والتنظيمات السياسية والمجتمعية للتحرك داخل دولها بهدف تنفيذ مخططات معينة. البعض وصف هذه التركيبات عندما تتدخل لزعزعة إستقرار وتقويض أي نظام أو دولة بصورة سرية من الداخل والسعي لتبديل خياراتها السياسية أو الإقتصادية بالطابور الخامس.
نشأة هذا التعبير ترجع إلى أيام الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936عندما أعلنت محطة إذاعية أن قائد قوات القوميين "الجنرال إميليو مولا" يقترب من مدريد بأربعة طوابير من قواته العسكرية، وأنه سيحظى بالدعم من طابور خامس موجود داخل المدينة. بعد الحرب العالمية الثانية اتسع مفهوم الطابور الخامس ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية وفي الوقت الحاضر اتسع المفهوم أكثر ليشمل بعض القنوات الإعلامية وبعض القيادات البارزة فسار تعبير "الطابور الخامس" يستخدم للدلالة على أي جماعة تقوم بالتخريب في دولة ما لمصلحة دولة أخرى.
في مصر يقول خصوم جماعة الإخوان أن هذا الطابور ينتشر في صورة مجموعات أو أفراد.. لخدمة أغراض الإخوان وما يسعون إليه من تخريب مصر وإفساد حالة التوحد والاصطفاف ما بين الجيش والشعب والشرطة في مواجهة الإرهاب والتطرف ومن أجل إقامة نظام الجمهورية الثانية.
ويؤكد معارضو تيار الإخوان أن أعضاء الطابور الخامس يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من أجل الوصول إلى قطاعات عريضة من الشباب ومحاولة التأثير عليهم من خلال أساليب الدردشة القصيرة والألفاظ المألوفة، حيث إنها حرب خفية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، والجهات التي تحركها في الغالب غير معروفة. "الطابور الخامس" يتواجد في المجتمع المصري وتساعده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا لإفشال الثورة وإحباط الإرادة الشعبية.
القاعدة وحلف "الناتو"
يوم الأحد 2 فبراير 2014 تناقلت وكالات أنباء دولية عديدة خبرا مفاده أن الحكومة التركية سمحت لتنظيم القاعدة بإنشاء معسكرات داخل أراضيها، ونقلت من لندن عن مصادر استخباراتية أن تنظيم القاعدة نجح في تأسيس أول قواعده في تركيا، العضو في حلف الناتو. وأضافت أن أفرع تنظيم القاعدة العاملة في سوريا أسست بالفعل منشآت ومعسكرات تدريب على الأراضي التركية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سوريا.
وأكدت المصادر أن التنظيم يخطط لاتخاذ تركيا نقطة انطلاق يمكنه من خلالها اختراق عدة دول.
ولم يستبعد خبراء أن يكون التنظيم قد أنشأ شبكة اتصالات لربط المعسكرات الجديدة له في تركيا بأذرعه في العراق، وبتنظيم "أنصار بيت المقدس"، في صحراء سيناء بمصر وأنصار الإخوان في عدة دول عربية.
وذكرت المصادر أنه يبدو أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قرر الدخول في حرب مع مؤسسات الدولة التركية من خلال السماح للقاعدة بالعمل داخل أراضيه.
العلاقة الغامضة بين أمريكا والقاعدة
تشير العديد من البحوث والدراسات إلى أن معظم الخبراء أصبحوا أكثر التباسا وتشككا في الخلفيات المتعلقة بمدى مصداقية الحرب بين القاعدة وأمريكا، وفي هذا الخصوص يمكن الإشارة إلى وجهات النظر الآتية:
الرأي الأول: تدور الحرب بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة الأمريكية بشكلٍ حقيقي بين خصمين يسعى كل واحد منهما إلى القضاء على الآخر واستئصاله، وحاليا يوجد عدد قليل من الذين يتمسكون بهذا الرأي.
الرأي الثاني: تدور الحرب بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة الأمريكية بشكل وإن كان من الناحية الظاهرية حقيقي، فإنه من الناحية الأخرى غير الظاهرة هو غير حقيقي، وذلك لأن كل طرف يسعى لإطالة أمد الصراع بما يتيح له البقاء وتوطيد النفوذ.
الرأي الثالث: تدور الحرب بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة وفقاً لمعطيات نظرية المؤامرة، فأمريكا هي التي صنعت تنظيم القاعدة وحاليا تقوم بتوجيه وإدارة تنظيم القاعدة بحيث يبدو الأمر وكأنما القاعدة تستهدف واشنطن، بما يتيح بالمقابل للبيت الأبيض توفير المبررات والذرائع التي تعزز قدرته لجهة ابتزاز النظام الدولي الحالي.
هذا ونلاحظ أن أغلبية وجهات النظر تجمع بين الرأيين الثاني والثالث، وذلك على أساس اعتبارات أن زعماء القاعدة الحاليين كانوا بالأساس حلفاء واشنطن خلال فترة الحرب الأفغانية ضد القوات السوفيتية ثم بعد خروج القوات السوفييتية وانهيار الاتحاد السوفييتي، ظهرت مرحلةٌ غامضة، وذلك لأن العلاقات الظاهرية بين زعماء القاعدة وأمريكا لم تعد موجودة، ولكن ما أصبح موجودا هو العلاقات بين زعماء تنظيم القاعدة ورموز أجهزة مخابرات متنوعة مرتبطة بشكلٍ واضح بالأجهزة الأمريكية، الأمر الذي خلق شكوكا تقول بأن تنظيمات المخابرات تلك هي أجهزة "الريموت كونترول" أو التوجيه من بعد الذي تستخدمه واشنطن في إدارة وتوجيه تنظيم القاعدة وغيره من الفعاليات الأصولية المتطرفة المسلحة الناشطة في مسارح تمتد من آسيا عبر المنطقة العربية وصولا إلى أفريقيا ومنطقة الساحل خاصة.
هناك أحداث شتى، يعجز العقل البشري عن تفسيرها منطقيا استنادا إلى قوانين السببية، ليحيلها إلى المصادفات، غير أن كثيرا من الأحداث لا تصلح المصادفات لتفسيرها، فيما لا تقدم التفسيرات العقلية تبريرا منطقيا لها، لاسيما وهي تسير عكس التتابع المنطقي للأحداث. والعلاقة الغامضة بين أمريكا والقاعدة من تلك القضايا التي لا نجد تفسيرا لها عقلا ومنطقا. فهي في الظاهر علاقة عداء صريح وحرب شعواء متبادلة، إلا أن ما يتولد منها، وما ينتج عنها يصب في صالح الولايات المتحدة ذاتها لا في صالح الشعوب العربية الإسلامية التي تدعي القاعدة حماية مصالحها من التغول الأمريكي. والشواهد كثيرة، بإمكان أي متابع حصيف أن يحصي مكاسب الولايات المتحدة من هكذا علاقة، في مقابل "مكاسب" العرب المسلمين إن وجدت.
إن غموض العلاقة يجد تفسيره فقط في الأجندة الخفية الغامضة للمخابرات الأمريكية وحلفائها، ما يجعل الرؤية التآمرية للأحداث وحدها الناجعة في شرح غموض كثير مما يحدث في المنطقة العربية ويعزز نظرية المؤامرة.. لاسيما أن كثيرا من عمليات القاعدة بعد أحداث سبتمبر 2001 أضحت تجري على الأرض العربية والإسلامية في مقابل عدد محدود من العمليات تستهدف مصالح غربية في معظمها فاشلة، ولم تعلن نتائج التحقيق عنها بشفافية. ضدا على ذلك تتزايد عمليات القاعدة في البلدان العربية، وما يثير الريبة تزامنها كلما لاحت مؤشرات للانفراج السياسي فيها. المؤشرات تلك لا تكشف بجلاء عن تماهي القاعدة مع المصالح الأمريكية. إن التحالف الأمريكي القاعدي لإسقاط النظام السوري بغض النظر عن الموقف منه لا يمكن أن تخطئه العين كونه ظاهرا غير خفي او مستتر. فمجاميع القاعدة لا تنفك تزحف على سوريا مدعومة بالمال العربي والسلاح الأمريكي من جاراتها، لبنان وتركيا والعراق ومن قطر. في صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية كتب بيتر أوبورن عن التحالف بين بريطانيا وأمريكا والقاعدة لإسقاط نظام بشار الأسد والنفاق الأمريكي في التعامل مع باكستان والسعودية. يقول: ان الولايات المتحدة تتذمر طوال الوقت بسبب افتراضها وجود علاقة بين الاستخبارات الباكستانية وحركة طالبان، لكنها لا تتذمر مطلقا من وجود علاقة بين بعض الاستخبارات الخليجية والحركات المتطرفة في الشرق الأوسط التي تنتمي إلى نفس منبع القاعدة.
وحينما تتكثف المؤشرات على الأجندة الخفية للمخابرات الأمريكية واستغلالها لشباب مسلم يفتقر لوعي سياسي، في تحقيق غاياتها في خلق الفوضى والاضطرابات، وتحويل المخدوعين إلى فزاعة ترهب بها الأنظمة الرابضة على مخزون هائل من النفط، والتوسع في إنشاء قواعد لها حماية لمصالحها وأمن إسرائيل، يصبح من الضرورة بمكان التيقظ والحذر من هكذا سياسات تمكنت بدهاء وخبث من صناعة عدو وهمي وتضخيمه إعلاميا ليصبح ورقة بأيديها للعب بها.
50 مليون دولار للحملة الانتخابية
عقب انتهاء مراسم تنصيب محمد مرسى رئيسا منتخبا لمصر، تقدم عضو الكونغرس الأمريكي فرانك وولف بمذكرة قانونية يطالب فيها بالتحقيق مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون بشأن الوثائق المنسوبة إليهما من جهات أمنية أمريكية والتي تفيد بدعمهما لجماعة الإخوان المسلمين ب50 مليون دولار في الانتخابات الرئاسية المصرية فى جولة الإعادة لصالح محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة، وقال وولف، الذى يعد واحدا من أشهر أعضاء الكونغرس عن ولاية فرجينيا، إنه يمتلك الأدلة والمستندات التي تكشف ما وصفه بكيفية تلاعب أوباما وكلينتون بأموال الشعب الأمريكي لترجيح مرشح جماعة الإخوان في مصر.
بعد أيام قليلة من عزل الرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو 2013 ذكر الموقع البحثي الفرنسي "ميديا بارت" في تقرير إنه لا يخفى على أحد أن الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم في مصر منذ عام، على علاقة وثيقة مع الاستخبارات الأمريكية والسلطات في البيت الأبيض.
وأشار إلى أن العلاقة وصلت إلى درجة أن الولايات المتحدة وصفت ثورة 30 يونيو التي دشنها 32 مليون مصري بانقلاب عسكري، مضيفا أنه حتى في حرب القوى الغربية على النظام السوري وبشار الأسد، نجد الإخوان المسلمين المصريين في طليعة هذا الهجوم الغربي على سوريا.
وأوضح نقلا عن صحيفة "لو بوا" الفرنسية أن الولايات المتحدة منذ ستينيات القرن الماضي تمول الإخوان المسلمين، فقد خصصت لهم صناديق بنكية تحت عنوان «آي 4320» باسم سعيد رمضان صهر حسن البنا الذي طارده عبد الناصر بسبب اكتشاف تجسسه لصالح الأمريكان في عام 1959، ففر إلى سويسرا.
ووفق وثيقة سرية للمخابرات السويسرية بتاريخ 5 يوليو 1967 فإن سعيد رمضان كان عميلا للإنجليز والأمريكان، كما أنه كان يحظى بالترحيب من قبل الاستخبارات السويسرية.
وأضافت "لو بوا" نقلا عن كتاب ألفه الصحفي الأمريكي "ألان جونسون" أنه بعد الحرب العالمية الثانية عملت الولايات المتحدة على التعاون مع الإخوان المسلمين للتصدي للتيارات القومية واليسارية. وفي يوليو 1953 استدعت الولايات المتحدة وفدا يضم أعضاء في الجماعة من بينهم سعيد رمضان الذي التقى بالرئيس الأمريكي إيزنهاور.
وأضاف "ميديا بارت" أن الإخوان المسلمين أسسوا في عام 1988 بنك "التقوى" في جزر البهاما المجاورة للولايات المتحدة، والمعروف أن هذا البنك تموله جزئيا الاستخبارات الأمريكية، حسب الموقع حيث كان أهم أعضاء مجلس إدارته رجل الأعمال المصري الإيطالي يوسف ندا.
نظام الدمى
يقول الكاتب والمحلل الأمريكي فريدريك ويليام أنغدال، إن واشنطن سعت من خلال ما سمي بثورات الربيع العربي إلى تأسيس نظم "دمى" تابع لها، لكي تحكم سيطرتها بشكل أكبر على ثروات المنطقة. ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بكين الصينية ومعهد لندن لدراسات الطاقة، أن الولايات المتحدة استخدمت الدكتور محمد البرادعي وحركة 6 أبريل لتحقيق مآربها، التي تحطمت في 30 يونيو كما أفسدت مخططات البيت الأبيض. ويضيف أن المنظمة الرئيسية وراء توجيه وتخطيط هذه الأحداث كانت "المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات"، والتي تضم في عضوية مجلس إدارتها الدكتور محمد البرادعي المدعوم من واشنطن، ومستشار الأمن الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكى، وريتشارد أرميتاغ، وكينيث أدلمان، وهما مهندسا "الحرب على الإرهاب" في أفغانستان والعراق في إدارة جورج بوش الابن. وزارة الخارجية الأمريكية جندت ومولت ودعمت حركة "6 أبريل"، التي ساعدها وائل غنيم، مسئول شركة "غوغل". والواقع أن "ثورة" مصر كانت جزءا رئيسيا من مشروع الشرق الأوسط الكبير لواشنطن، الذي أرادت توظيفه لإحكام سيطرتها المباشرة على المنطقة بأسرها.
ويقول فريدريك ويليام أنغدال انظر إلى مجلس إدارة مجموعة الأزمات ورعاته من الشركات العملاقة، فمن بين أعضاء مجلس الإدارة الملياردير الأمريكي جورج سوروس، مؤسس منظمة "المجتمع المفتوح" المتهمة بالعمل مع وزارة الخارجية الأمريكية في كل عملية تغيير نظام سياسي جرت برعاية أمريكية مؤخرا، وفى الضلوع في "الثورة الملونة" في "أوكرانيا وجورجيا" فى 2003 و2004، وفى ثورات الربيع العربي، بما في ذلك ليبيا، وانظر إلى العلاقات الحميمة بين قادة 6 أبريل ووزارة الخارجية الأمريكية، ولا تنس أن البيت الأبيض دعم بقوة جماعة الإخوان التي جاء بها الربيع العربي للسلطة مساندا بمجموعة الأزمات الدولية، ومنظمة فريدوم هاوس والصندوق الوطني للديمقراطية.
ويضيف إن هدف واشنطن الرئيسي من الربيع العربي كان كسر سيطرة الملكيات والديكتاتوريات العربية، مثل مبارك، على المنطقة، وفتح الطريق أمام البنوك والشركات الغربية العملاقة لنهب ثروات العالم العربي بشكل أوسع، تماماً كما فعلوا في أوروبا الشرقية وروسيا بعد عام 1990، بمساعدة صندوق النقد الدولي، وعن طريق ما يسمى "العلاج بالصدمة"، الذي تحدث عنه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر فى مقابلة تليفزيونية خلال أحداث ميدان التحرير بمصر عام 2011.
صدمة للبيت الأبيض
حول ما مثلته ثورة 30 يونيو ضد مرسى من صدمة لواشنطن يقول الكاتب الأمريكي: جاء التحالف بين السعودية والجيش المصرى بمثابة صدمة للبيت الأبيض أفسدت مخططاته، إذ ناصب السعوديون العداء مؤخرا للجماعة بعد عقود من دعمها، لأنهم خافوا من أجندتهم المستقبلية، وأدركوا أن واشنطن ستدعم الإخوان في المستقبل للتخلص من آل سعود. دعم الرئيس الأمريكي للإخوان ليس جديدا، فعلى مدى عقود اقتنعت وكالة المخابرات المركزية بإمكانية استخدام الإخوان كأداة لهم، وهذا في الرأي خطأ فادح، لكنهم مازالوا مقتنعين بذلك.
وثورة 30 يونيو كانت نكسة كبيرة لأجندة واشنطن، الآن يبدو أن واشنطن تحاول استخدام إيران كقوة توازن في مجابهة النفوذ السني السعودي في المنطقة. ولا يبدو في هذه المرحلة على المستويين الثقافي والتاريخي أن المسئولين في واشنطن يدركون أنهم يلعبون بالنار.
الصحفي الكندي آيان جونسون أكد في مقال نشرته "نيويورك ريفيو أوف بوكس" في فبراير2011 أن الولايات المتحدة مولت الإخوان المسلمين منذ ستينات القرن الماضي، حيث خصصت لهم صناديق بنكية تحت عنوان ز4320 س.
تأسيس جيش مواز
يوم الأحد 26 يناير 2014 صرح رئيس جمعية المراسلين الأجانب في مصر "فولكهارد ويندفور" الذي يقيم في مصر منذ حوالي 50 سنة والذي يعمل منذ سنة 1986 مراسلا ثم مديرا لمكتب مجلة دير شبيغل الألمانية في القاهرة، إن الجيش المصري غير "مسيس" والقوات المسلحة لا تريد أن تحكم مصر، موضحا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لم يكن أمامه سوى الاستجابة لمطالب الملايين، التي خرجت من الشعب المصري.
وأضاف "ويندفور": أن بيان القوات المسلحة في 3 يوليو بعزل مرسى أنقذ مصر من حروب أهلية، موضحا أن لديه تسجيلات صوتية لقيادات جماعة الإخوان المسلمين تؤكد أنهم كانوا يسعون لتأسيس جيش مواز في مصر.
وعن نظرة الدول الغربية لثورتي 25 يناير و30 يونيو، أكد "ويندفور" أن الغرب لم يصدق خروج المصريين بالملايين في أقل من عامين لإسقاط النظام والمطالبة بالتغيير، موضحا أن الثورات الغربية لم تكن بحجم ثورة 30 يونيو، إلا أن بعض الكتاب من الخارج كتبوا عن تلك الثورة آراء تنافى الحقيقة.
وأضاف "ويندفور": الشباب هم من فجروا ثورة 25 يناير، وأنهم ثوار سلميون، أما من يقوم بإلقاء المولوتوف والحجارة على قوات الأمن في الوقت الحالي فهم "بلطجية"، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يكن لشباب الثورة صحيفة تتحدث بلسانهم، مناشدهم.
وأشار "ويندفور" خلال حواره لبرنامج "صوت الناس" المذاع على فضائية "المحور"، إلى أن الرئيس السابق محمد مرسى يشبه كثيرا عددا من الدكتاتوريين في نفس النهج مع معارضيه، مضيفا: المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين التي تطالب بها بعض القوى السياسية ما هي إلا غباء سياسي، موضحا أنه لا يجب المصالحة مع نظام خرج الشعب المصري ليسقطه.
وحول أداء الدكتور محمد البرادعى، النائب السابق لرئيس الجمهورية قال ويندفور، إن البرادعى يختفي ويلجأ إلى الخارج، كلما تأزم الوضع السياسي في مصر، مؤكدا أنه قد انتهى سياسيا، مستنكرا تشكيله لحكومة ائتلافيه من نظام محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، الذي ثار ملايين من الشعب المصري ضد استبداده وديكتاتوريته.
التقرير
في الأيام الأخيرة من شهر يناير 2014 كشفت مصادر إعلامية روسية عن تقرير سري أمريكي يتضمن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإقحام الجيش المصري في حرب أهلية لتفتيته مما يمهد لتقسيم مصر على أسس دينية وعرقية وتحويل شبه جزيرة سيناء إلى وطن بديل للفلسطينيين.
وحسب المصادر الروسية جاء في التقرير الأمريكي: "إذا لم يجد المصريون المبرر والسبب للتصارع للحصول على حقوقهم، فإن علينا "أي الإدارة الأمريكية أن توجد هذا السبب".
واستطرد التقرير قائلا: "إن هدفنا الرئيسي هو دفع الجيش المصري والشعب المصري إلى قتال بعضهم البعض قبل عام 2015، لأنه إذا بقى الوضع كما هو الآن في مصر فإننا سنواجه عبد الناصر جديدا في المنطقة بكل أفكاره القومية، في هذه المرة سيكون السيسى ولكن مدعوما من دول النفط الخليجية، وهو ما لم يكن متاحا لعبد الناصر، وعلى المستويين السياسي والاقتصادي فإن ذلك لن يكون في صالح الولايات المتحدة، ذلك أن شعبية الجيش في مصر وشعبية السيسى أصبحت الآن لا تقتصر على مصر فقط، بل تخطتها حيث نرى اعجابا متزايدا بالسيسى فى دول الخليج، وأيضا من جانب تونس جارة مصر التي بدأت بدورها تبحث في داخلها عن مثيل للسيسى، إذا حدث هذا، فإن نفوذنا سيتعرض لخطر كبير غير مسبوق في كل المنطقة، فقد قامت دول الخليج مؤخرا بتقديم دعمها للقاهرة، وهو الأمر الذي لم يفعلوه في الماضي مع عبد الناصر، وذلك لمعرفتهم بأن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت عن نواياها في "الاطاحة أولا بالديكتاتوريين" العرب، ثم الملوك، وهو ما يشكل تهديدا واضحا لحكام دول الخليج.
وذكر التقرير السري الأمريكي: "إن الولايات المتحدة قلقة جدا بشأن طائرة التجسس دون طيار التي أسقطها المصريون في 2 نوفمبر 2013 في منطقة الحدود مع ليبيا، ولم يكن ذلك بواسطة الأسلحة الأمريكية التي في أيدي المصريين ولكن بواسطة أسلحة حديثة روسية، فإذا ما استمرت الأمور تجرى كما هو الحال الآن فأننا لن نكون حتى قادرين على المحافظة على التوازن الهش بين مصر وإسرائيل، وفى هذه الحالة فإن سيناء المصرية ستشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، خاصة إذا ما عمل السيسى على تغيير الوضع الديمغرافي "السكاني" في سيناء.
وأشار الموقع الروسي الذي نشر التقرير إلى أن تحقيقا يدور الآن في دوائر المخابرات والأمن الأمريكية حول كيفية تسريب هذا التقرير، مع شبهات بأن وراء تسريبه نشاطا ناجحا لأجهزة المخابرات الروسية في ثوبها الجديد، كشف عن الكثير لما يتم التخطيط له في دوائر صنع القرار الأمريكي، وهو الأمر الذي يشكل لطمة قوية لأجهزة الأمن الأمريكية، ذلك أن هذا التقرير تم تسريبه بعد وقت قليل من صدوره وبداية العمل به وبتوصياته، وفى مرحلة دقيقة للغاية تشهد فيها السياسة الأمريكية بداية فشل واضح على كل المستويات، ومن ضمنها مئات آلاف الوثائق السرية التي سربها المتعاقد السابق مع المخابرات الأمريكية إدوارد سنودن.
ويحتوى التقرير الأصلى على 1736 صفحة كتشخيص دقيق لأوضاع الدول العربية بما فيها دول الخليج، بينما تحوى ما يقارب 1900 صفحة أهم الأبحاث والدراسات والتوصيات التي أجريت وفقا للتحليلات الميدانية المدعمة في التقارير المذكورة، والتي قامت بها معاهد وجامعات سياسية ومراكز عسكرية ونحو ذلك، كما تشمل الدراسة أيضا والتي يشرف عليها في وحدات بحث تضم 120 خبيرا استراتيجيا سياسيا وعسكريا معظمهم من الجنسية الأمريكية، تشمل عددا من المقترحات والسيناريوهات المفترض تطبيقها مرحليا الى حين تحقيق الهدف.
وقد صنفت هذه الدراسة الجيوش السورية والمصرية والسعودية والباكستانية باعتبارها أقوى الجيوش التي تمتلك ترسانة أسلحة ضخمة، وذلك بعد أن تم تدمير وحل الجيش العراقي عقب الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وفى احدي الدراسات التي شملت 432 صفحة أوضحت كيفية تفتيت هذه الجيوش، كمقدمة لاحتلال هذه الدول كخطوة لاحقة بعد تفتيت الجيوش، وذلك بتحييد الجيش الباكستانى، بينما أشير إلى أن الجيش السورى استنزف إلى نهاية فبراير 2013، كما أشارت الدراسة أيضا إلى أن تقنيات مشابهة تستخدم لتفتيت الجيش المصري وذلك بافتعال ما يدخله فى مواجهة مع شعبه، وهو ما سيلي تفتيته في أقل من عشرة أشهر.
أضف إلي ذلك ان الدراسة وضعت اكثر من 69 سيناريو متوقعا من اجل احداث مواجهات بين الشعوب والجيوش فى المنطقة لمدة 750 يوما متلاحقة أي حوالي عامين قبل تقسيم كل دول المنطقة العربية وخاصة العراق وسوريا ومصر والسودان والسعودية إلى دويلات صغيرة. وتراهن الدراسة على تحقيق نجاحات متتالية فى فترة زمنية قصيرة، وتعزو ذلك إلى الانقسامات الايديولوجية والعرقية، والثقافية والطائفية الحالية المتجذرة فى كل منطقة الشرق الأوسط، وتصف الدراسة المرحلة الحالية فى المنطقة العربية بأنها الوقت والمكان المناسبان لشن الهجوم، بينما تنشغل كل المنطقة العربية وهى الملهية بشئونها الداخلية، كما تغطى الدراسة بعض ردود الأفعال المتوقعة تجاه الخطة الأمريكية لتقسيم كل منطقة الشرق الأوسط الى دويلات بدلاً من البلدان والدول القائمة حاليا، مثل الدويلة الكردية، والدويلة العلوية،ودويلة الدروز، ودويلة المسيحيين، ودويلة الشيعة، بحيث تضم كل دويلة مجتمعاتها المتجانسة عرقيا وطائفيا، الموزعة بين كل الدول حاليا، كما توقعت الدراسة أكثر من سيناريو لوضع الكعبة والمسجد النبوى وردة الفعل العاطفية تجاهها من الشعبين التركي والأندونيسي والباكستاني وغيرهم من الشعوب الإسلامية السنية. واعتبرت الدراسة أن هذه الأماكن المقدسة يجب أن توضع ضمن دويلة خاصة تحت إشراف مجلس إدارة من جميع الدول الإسلامية.
وتتضمن الدراسة 600 صفحة توضح طرق التأثير على الشعوب بشعارات الربيع العربي والثورات والاصلاح ومحاربة الفساد وإنعدام العدالة الإجتماعية. وتتحدث الدراسة عن أسلوب الغزو الإعلام عن طريق أكثر من 38 قناة مرئية ومسموعة، بالإضافة لمواقع التواصل الاجتماعى، كذلك تراهن الدراسة على أسماء شخصيات سياسية وعسكرية ورجال أعمال، وجماعات محددة موثوق بها من قبل شعوبها داخل الخليج ومصر وسوريا تحديدا، تقوم بمساعدة الولايات المتحدة بطرق مباشرة وغير مباشرة لتحقيق الهدف الأمريكي من وراء هذه الخطة.
"مكتب المخططات الخاصة"
في نطاق الصراع الدائر في عدة مناطق بالمنطقة العربية تمارس القوى الاستعمارية الغربية عملية تضليل ضخمة. هناك مصلحة خاصة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أقيمت لتضليل الرأي العام الدولي وتشويه صورة خصوم الولايات المتحدة وذلك مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. لم تكن هذه العملية الأولى لإستخدام هذه الأساليب ولكن في هذه المرة تم الأمر بتقنيات جديدة لم تكن متوفرة في السابق.
في مقال للصحفي الأمريكي الشهير سايمور أم. هيرش نشرته صحيفة "نيويوركر" في 6 مايو عام 2003 كشف عن تلك العملية الضخمة للتلاعب ونشر الأكاذيب على أنها من الحقائق وإسنادها بالصور المركبة والأفلام والتسجيلات الصوتية، هذه المهمة أنيطت بأحد الدوائر السرية في البنتاغون، أي "مكتب المخططات الخاصة". "مكتب المخططات الخاصة" أنشئ على يد بول وولفوويتز الرجل الثاني في وزارة الدفاع في ذلك الوقت. وكانت مهمة هذا المكتب الذي تولى إدارته احد "الصقور" المتشددين، أبرام شالسكي، أن يحلل المعطيات التي تجمعها مختلف وكالات الاستخبارات الأمريكية (وكالة المخابرات المركزية ووكالة استخبارات الدفاع ووكالة الأمن القومي) ويحولها كما يشاء ساسة البيت الأبيض.
لتوسيع ذلك التضليل أنشأ وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد مكتبا سريا خاصا في البنتاغون سمي "مكتب التأثير الاستراتيجي" وكانت مهمته تقوم علي تزويد الصحافة ووكالات الأنباء عبر طرف ثالث بالمعلومات المضللة والكاذبة عن الخصم وعن مسار النزاعات. وظل المكتب يقوم بدوره حتى تم فضحه وكشف دوره فأعلن عن إغلاقة ولكن ذلك كان تضليلا كذلك. وفي ديسمبر من العام 2005 كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن فضيحة كبرى تتعلق بقيام قوات الاحتلال الأمريكي في العراق عبر شركات للعلاقات العامة منها شركة "لينكولن غروب" بكتابة عشرات المقالات التي تروج للاحتلال وتتبني وجهة النظر الأمريكية ثم ترجمة هذه المقالات للغة العربية ونشرها بأسماء صحفيين عرب ونشرها في الصحف، وكانت تلك المقالات تحفل بالأكاذيب وتبين الأمريكيين علي أنهم حملة رسالة إنسانية في العراق، وأنهم جاؤوا من أجل إنقاذ العراقيين المعذبين من نير الظلم والأستبداد. نفس القصة تتكرر الآن والمستهدفون مختلفون.
كتب إغناسيو رامونيه في صحيفة لوموند ديبلوماتيك عدد يوليو 2003 إنها حكاية السارق الذي يصرخ: "إلى السارق!".
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.