في هذه الآونة بالضبط يتم التوقيع على رسالة مفتوحة من طرف أكثر من 200 جمعية أمازيغية للمطالبة برفع الحصانة على المقرئ أبو زيد النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، كما تستعد هذه الجمعيات لتقديم شكاوى مباشرة في مختلف المحاكم المغربية بتنسيق مع التجار ضد أبو زيد بسبب ما وصفته على أنه ارتكب جريمة التميز والتحريض على الكراهية، وقالت مصادر من هذه الجمعيات إن أبو زيد حرض على الكراهية من خلال تصريحه في السعودية، مضيفة أن الجمعيات والتجار الأمازيغيين المنحدرين من منطقة سوس يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر حزب العدالة والتنمية. وفي هذا الإطار قال أحمد عصيد الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إن ماصرح به أبو زيد في السعودية عن مواطنين من بلده تصريح غير مسؤول ويفتقد إلى الحس الوطني، كما يمثل صورة للإسلامي المستلب والضعيف الشخصية أمام عرب الخليج الذين لافضل لهم عليه إلا بأموالهم. وأضاف عصيد في تصريح لجريدة «العلم» إن أبو زيد عوض أن يقدم صورة مشرقة عن فكر مغربي نير فضل لعب دور المهرج، وأكد أن هذه الظاهرة أصبحت تتزايد بعدما فضل أحمد الريسوني الذهاب إلى قطر لكي يتهم الحركة الأمازيغية من هناك ويكيل لها التهم، موضحا أن المغرب عرف على مدى 45 سنة نقاشا عموميا أفضى إلى توافق سلمي حكيم انتهى إلى إيجاد الحلول السلمية في إطار الانتقال السلمي والهادئ نحو الديمقراطية، ولهذا من الواجب تنبيه بعض القياديين الإسلاميين إلى أخطائهم وأسلوبهم في التفكير. وقال الباحث في المعهد الملكي ورئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات إن المقرئ أبو زيد خرج علينا بدوره بزلة لسان تخفي أمورا لابد من مناقشتها، فهو يتحدث عن التاجر السوسي وينسبه إلى عرق معين، كما لو أن هذا المقرئ متيقن أنه من عرق آخر، فهو يخشى أن ينظر إليه الخليجيون بنظرة احتقار إذا علموا أنه من جنس «البربر». واستغرب من مثل هذا السلوك الصادر عن قيادي بعد دستور 2011 الذي حسم في المكونات الهوياتية للبلاد وأبرز بأن الشعب المغربي واحد منصهر بمكوناته. وصرح حسن اعويد رئيس جمعية «إمال» بمراكش لجريدة «العلم» أن البيانات غير كافية في حق أبو زيد لأنه تهكم على «السوسيين» في الخارج، وأضاف اعويد أن الاتصالات على قدم وساق فيما بين التجار والجمعيات في كل من الدارالبيضاء ومراكش والرباط وأكادير من أجل رفع دعوى قضائية لحل «العدالة والتنمية» معتبرا ثلاثة أعضاء قياديين من هذا الحزب قدموا تصريحات عنصرية ضد الأمازيغ والأمازيغية. وذكر رئيس جمعية «إمال» أن القيادي الأول في العدالة والتنمية هو بنكيران الذي سبق له أن سخر في محفل من محافل حزبه من الأمازيغية وحروفها «تيفيناغ» ونعتها ب«الشباكية»، وكان بنكيران حسب اعويد يهدف إلى نزع صفة الوطنية عن هذه اللغة. وذكر أيضا الريسوني القيادي في العدالة والتنمية وما صرح به في دولة قطر في ندوة حول عناصر الوحدة الإسلامية واتهم الحركة الأمازيغية بالدعوة إلى حرب أهلية، وتحدث أيضا عما قاله أبو زيد في السعودية، وقال أعويد إن التجار والجمعيات الأمازيغية يستعدون إلى رفع شكاوى ضد هؤلاء وعزلهم من المهام والمسؤوليات الموكولة إليهم. وتجدر الإشارة إلى أن المقرئ أبو زيد في محاضرة ألقاها في السعودية أعطى مثالا بإحدى النكت المغربية حول «التاجر السوسي» على الأخص والتي تنعته على أنه بخيل، و«فيديو» هذه القصة على «النت» حاليا.