واصلت أسعار النفط مسارها التراجعي بالأسواق الدولية متأثرة بإنخفاض الطلب على الطاقة وتقلبات الأسواق الدولية الناتجة عن تبعات الأزمة المالية الخانقة التي تهز عروش البورصات العالمية . و سجلت طلبيات خام برنت للنفط تسليم يناير المقبل سعر 53,95 دولار للبرميل بتراجع سعر نسبته أربعة في المائة , في حين فقدت الأسعار المرجعية العالمية بأسواق النفط قرابة ثلثي قيمتها مقارنة مع طفرة شهر يوليوز الماضي الذي إجتاز خلاله سعر البرميل حاجز 147 دولار القياسي . و أبدى الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط تخوفات من إحتمال تراجع أسعار النفط مستقبلا الى ما دون العشرين دولار إذا ما إستمر الخلل الحاصل في التوازن ما بين العرض و الطلب و صعوبة التأكد من إلتزام الدول المصدرة للنفط بالحصص الانتاجية المخصصة لها . و لم تفلح قرارات الأوبيك بخفض الانتاج بمليون و نصف المليون برميل يوميا في إنعاش مؤشرات الأسواق النفطية التي واصلت تراجعها نتيجة توفر الولاياتالمتحدةالأمريكية على إحتياطي إستراتيجي هام قد توظفه في أية لحظة لتكسير الأسواق و دخول العديد من الأنشطة الصناعية المعتمدة على الطاقة بما فيها منطقة الأورو في مرحلة إنكماش إقتصادي تغدي التوجهات السلبية لمعدلات التنمية الاقتصادية المتوقعة . و إذا كانت الدول المنتجة للنفط تراهن على الإجراءات المتخدة من طرف الولاياتالمتحدة ومجموعة العشرين للحد من آثار الأزمة المالية لتقييم أوضاع السوق النفطية و بلوغ قاعدة سعر للبرميل يتراوح ما بين 70 و 90 دولار للحفاظ على التوازنات المالية الهشة للاقتصاديات المعتمدة على عائدات الذهب الأسود فإن المؤشرات الاقتصادية العالمية المتوفرة تعكس في مجملها قراءات تشاؤمية ترشح معها بورصة النفط و معها السلسلة الاقتصادية المرتبطة بها الى المزيد من المفاجئات غير السارة .