لقيت شابة مغربية حتفها اختناقا بمعبر باريو تشينو ( الحي الصيني ) الحدودي المؤدي الى مليلية المحتلة صبيحة أول أمس الاثنين نتيجة الازدحام المفرط الذي شهده المعبر الذي فتحته السلطات الاسبانية لممتهني التهريب المعيشي الصيف الماضي في شكل قفص حديدي ممتد عشرات الأمتار . و كان مئات العابربن المغاربة و أغلبهم من النساء و الشباب ممتهني التهريب المعيشي قد توافدوا مع موعد فتح المعبر للدخول الى مليلية المحتلة و هو ما نتج عنه ازدحام و اضطراب في حركة المرور حيث سقطت الضحية المغربية أرضا ، و أصيبت باختناق حتم تدخل أفراد من الشرطة الاسبانية التي بادرت الى إطلاق عيارات نارية في الهواء لارغام العابرين على إخلاء منطقة سقوط الضحية و فسح المجال لتدخل فرق الاسعاف التي عاينت وفاة الشابة المغربية البالغة ثلاثين سنة من العمر اختناقا ، بينما نقل خمسة مصابين بجروح و كسور و كدمات لمستشفى المدينة لتلقي العلاج . و قال متتبعون أن المعبر المذكور الذي فتحته سلطات الاحتلال خصيصا لاستقطاب المزيد من المهربين المحليين أملا في إنعاش إقتصاد المدينة المتضرر من الكساد و ألأزمة المالية الخانقة المستبدة باسبانيا لا يتوفر على شروط السلامة و الأمن حيث شبهته بالأقفاص الحديدية المخصصة للحيوانات المفترسة بالحدائق ، سيما و أن مصادر صحفية محلية تحدثت عن حالتي وفاة مماثلة سجلت بالمعبر منذ بداية العبور به . و سارع المتحدث باسم الحزب الشعبى بالكونغرس الى إلقاء اللوم و تحميل مسؤولية الحادث إلى المغرب متهما إياه ب"عدم التعاون لتعزيز نظم مراقبة الحدود وتنظيم حركة المرور ، في حين أرجعت منظمات حقوقية نشيطة بالمنطقة الحوادث الناتجة عن الازدحام التي تشهده المعابر المؤدية الى الثغر المحتل الى الظروف اللاإنسانية التي يتعامل بها الأمن الاسباني مع المواطنين المغاربة من ممتهني التهريب و التي كانت موضوع بيانات و تقارير واحتجاجات و تنديد فعاليات مشتركة بالمجتمع الناظوري والمليلي . و يؤاخذ الحقوقيون على سلطات الاحتلال سعيها الحثيث الى الرفع من وتيرة عبور المهربين الذين يبلغ متوسطهم اليومي 20 ألف لانعاش الدورة الاقتصادية الكاسدة للثغر المحتل دون التفكير في المقابل في ضمان شروط الكرامة الانسانية اللائقة لهم .