يبدو أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء ما زال متمسكا بمقاربة اللقاءات السرية بين طرفي النزاع المفتعل أملا في الوصول الى بداية خط لخلخلة الجمود المحيط بالمسار التفاوضي منذ فترة طويلة وفق تصور ينبني على جس نبض كل طرف على حدى قبل المرور الى خطوة موالية يفترض وفق ذات المقاربة أنها لن تتم قبل توفر شروط نجاحها مسبقا . فقد إطلع كل من كريستوفر روس، ورئيس بعثة (المينورسو) وولفغانغ ويسبرود، بعد ظهر أول أمس الأربعاء في جلسة مغلقة، مجلس الأمن الدولي على آخر تطورات "مسلسل الوساطة" في قضية الصحراء المغربية. و أبرز بيان تم توزيعه عقب اللقاء أن روس إطلع أعضاء المجلس على النتائج الرئيسية للزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المنطقة من 7 إلى 25 أكتوبر الجاري، بهدف "إطلاق مرحلة جديدة من المفاوضات"، تقوم على "مبادلات ثنائية سرية" بين المبعوث وباقي الأطراف كل على حدة". وأضاف المصدر ذاته أن المبعوث الشخصي أكد أنه "يعتزم العودة قريبا إلى المنطقة لمواصلة هذه المقاربة الجديدة". ويندرج هذا اللقاء في إطار المحددات التي تتضمنها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفقا للفقرة التاسعة من القرار 2099 كما تندرج زيارة روس في "إطار تفعيل القرار 2099 الصادر عن مجلس الامن الدولي في أبريل المنصرم الذي يشير إلى أن الحل السياسي لنزاع الصحراء ودعم التعاون بين الدول المغاربية من شأنهما المساهمة في تعزيز الاستقرار والأمن بالمنطقة". وكان روس قد أكد في زيارته الأخيرة للمملكة أنه "يدعم كل مقاربة من شأنها أن تنعكس بالإيجاب على الحل المتوخى لنزاع الصحراء المغربية". كما أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أكد الثلاثاء الماضي بمجلس النواب أن المملكة المغربية انطلاقا من مشروعية قضيتها العادلة، "ستواصل تعاونها مع الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي مبني على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية في إطار الاحترام التام للسيادة المغربية ووحدتها".