كشفت بعض المصادر المطلعة، أن عدد الإسبان بالمغرب تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، بالانتقال من 3 آلاف شخص قبل سنة 2008 إلى أزيد من 10 آلاف حاليا. حيث اختار العديد من الإسبان الاستقرار بالجار الجنوبي المغرب، بحثا عن فرص عمل واعدة، بالنظرِ إلى ضيق الأفق بشبه الجزيرة الإيبيرية، التي تجتاحها حاليا أزمة اقتصادية خانقة، إضافة إلى تسهيلات الحصول على فرص للعمل بالمغرب، التي تؤمن لهم ظروف حياة ما كانوا ليحلموا بها في بلدهم الأم، الذي ضاقت فيه السبل للحصول على عمل في المستوى المأمول. وتختلف المجالات التي يشتغل فيها الإسبان بالمغرب، حيث يعمل بعضهم في المطعمة أو أشغال البناء أو السياحة، وفي مقاولات و شركات إسبانية أو مغربية، غير أن الآلاف منهم-حسب بعض المصادر المطلعة- يشتغلون في السوق غير المهيكل بالمغرب، لا سيما في شمال المملكة، وخاصة بجهة طنجةتطوان، حيث يستفيدون من عامل القرب الجغرافي للعثور على العمل، إضافة إلى أنهم يأتون إلى المغرب، ثم يغادرونه ليقفلوا راجعين إليه مرة أخرى، حسب توفر الفرص، لكونهم غير مطالبين بالحصول على التأشيرة، كما أنه بالنسبة للإقامة التي تقل مدتها عن ثلاثة أشهر، تجدد متى تم وضع الإسباني قدمه في إسبانيا وعاد إثرها إلى المغرب. موجة الهجرة الجديدة هاته، التي عكست الاتجاه المألوف، لا تهم المنحدرين من إسبانيا فقط، بل تشمل الفرنسيين أيضا، الذِين شدوا الرحال بدورهم إلى المغرب تحت وطأة الأزمة، حيث لوحظَت هجرة متنامية لهم، خلال السنوات الأخيرة، مع بدء الأزمة، وسجلت المصالح القنصلية الفرنسية في المغرب وجود حوالي 45 ألف فرنسي بالمملكة، بعدما كان عددهم في حدود 30 ألفاً عام 2005. حيث أضحى الشباب الفرنسي يفر من الأزمة، بعدما فشل الكثير منهم في إيجاد عمل مناسب، بعد إتمام تكوينهم ودراستهم العليا والجامعية في فرنسا، على نحو اضطرهم إلى البحث عن فرصة الشغل في المغرب. و يستقر أغلب المهاجرين الجدد في مدن الدارالبيضاء والرباط، ويبرمون عقود عمل محددة الأجل بصفتهم أجانب، شأن نظرائهم الإسبان. و حسب الآراء المستقاة من غالبية المهاجرين الأوربيين، فالملاحظ أنهم ينظرون إلى إقامتهم بالمغرب كما لو كانت مؤقتة، ويعتبرونها تجربة إيجابية، خاصة وأن أرباب العمل يثقون في قدراتهم.