بالأمس القريب جلبت إحدى الشركات بطلي مسلسل «حريم السلطان» التركيين، وحضرا إلى الدارالبيضاء وقاما بحركة ما وحصلا على أكثر من 500 مليون سنتيم، إضافة إلى واجب الضيافة المفرط من تغطية تكاليف النقل بالدرجة الأولى والإقامة في فندق خمس نجوم، وهذه الأيام أحضرت إلينا إحدى شركات العقار المغربية الفنان الهندي شاروخان لتصوير مشهد إشهاري. .وتلوك الألسن أن شاروخان حصل على 700 مليون سنتيم إضافة الى واجب الضيافة والنقل. المؤكد أن هؤلاء الضيوف الذين يعبرون عن سعادتهم بزيارة المغرب (كيف لا يعبرون عن سعادتهم الكبيرة وهم يدخلون مبالغ خيالية في أرصدتهم البنكية) يتلقون هذه المبالغ بالعملة الصعبة التي يعرف مخزونها تراجعا مهولا في خزينتنا، وهنا يحق للرأي العام أن يتساءل عن تلكؤ السلطات الوصية عن القيام بواجبها في حماية مخزوننا واحتياطاتنا من العملة الصعبة. ولا نجد تفسيرا واحدا مقنعا لهذا السخاء الكبير الذي تتعامل به بعض شركات القطاع الخاص مع فنانين أجانب، بيد أنها تتعامل بشح كبير مع فنانين مغاربة لا نعتقد أن كثيرا منهم يقلون أهمية وكفاءة عن الفنانين الأجانب الذين يحظون بما يحظون به. الظاهرة مثيرة حقا، ومقلقة كثيرا للمغاربة الذين تتناهى إلى مسامعهم أخبار غير سارة للكرم الحاتمي العبثي لبعض شركات القطاع الخاص المغربي. حبذا لو أدركت هذه الشركات واقتنعت أن صرف تلك المبالغ الخيالية في أعمال خيرية وإحسانية واجتماعية والتعريف بتلك الأعمال لفائدة حشود من الفقراء والمحتاجين المغاربة سيمثل أكبر دعاية لمنتوجهم بل إن مثل هذا العمل سيخلق تعاطفا شعبيا عارما مع الشركات التي يحق لنا أن نسميها آنذاك بالشركات المواطنة. رجاء كفى من العبث.