تشهد أسعار الوقود الجزائري المهرب بتراب عمالة وجدة أنجاد ، منذ أسابيع ارتفاعا غير مسبوق نتيجة محدودية الكميات المعروضة و تضييق السلطات الأمنية بالمغرب و الجزائر على منابع تسريب و مخازن البنزين و الغازوال المهرب التي ظلت منذ أكثر من عقد تلقى إقبالا هاما من طرف مالكي السيارات . و انتقل سعر صفيحة البنزين من 30 لتر الى زهاء 260 درهم مسجلا بذلك ضعف السعر المتداول قبل شهر و نصف تقريبا . و في الجانب الآخر من الحدود، تشهد عدة دواوير و قرى جزائرية متاخمة للشريط الحدودي ، و خاصة على مستوى بلدتي ربان و بوجنان احتجاجات يومية لممتهني نشاط تهريب الوقود في أعقاب تدابير تشددية اتخدتها السلطات الجزائرية للحد من الظاهرة ، و القاضية بتسقيف حصص الوقود المخصصة للمناطق الغربية من الجزائر التي تشكل مصدرا رئيسيا لتهريب الوقود الجزائري الى المغرب . وإلى تلمسان غرب الجزائر يقدر أن 265 مليون لتر من الوقود الجزائري ، قد هرب الى المغرب خلال السنة الماضية ، و هو ما يعادل 4 مليار من العملة المحلية ، نفس المصدر يشدد أيضا على أكثر من 1300 قنطار من المخدرات المغربية المتنوعة ، التي حاول المهربون إغراق السوق الجزائرية بها. حسب زعمه لكنه يتغاضى الحديث عن حجم المخدرات المعلبة في أقراص القرقوبي التي تجتاز سنويا الحدود المشتركة في اتجاه المملكة و يتحدث عن رقم عائم و ذو دلالة مفاده أن قيمة الأدوية الجزائرية المهربة إلى المغرب تزيد حسب تقديرات السلطات الجزائرية الرسمية عن مائة مليار سنتيم من العملة الجزائرية . التقارير الرسمية الجزائرية تتحدث عن أكثر من عشرة ألاف مركبة جزائرية تزود يوميا الجهة الشرقية بمئات الأطنان من البنزين و الغازوال. و بقرى مغنية و باب العسة و بوجنان و روبان الذي يشكل التهربب المعيشي النشاط الرئيسي ل80 في المائة من ساكنتها ينشط بعد غروب كل يوم كرنفال من نوع خاص حيث تصطف آلاف الدواب من حمير و بغال محملة بصفائح الوقود المهرب في قوافل طويلة تستبيح حرمة الشريط الحدودي و تنقل تحت جنح الظلام و بتوجيه من مهربين متخصصين في مسالك الشريط الحدودي حمولتها الى الجانب الآخر وفق نظام مقايضة متعارف عليه بين طرفي الصفقة بالبلدين . السلطات الجزائرية التي راهنت ، على تقليص تموين مناطقها الغربية ، من المحروقات لمحاربة التهريب سقطت في فخ ندرة المادة بالنسبة للجميع ، و تحولت محطات الوقود الى خط انتظار طويل ، و هو ما يؤكد الأراء التي ظلت تتحدث على أن نشاط التهريب بالغرب الجزائري تتحكم فيه لوبيات جد نافذة باستطاعتها توظيف الحراك الاجتماعي لصالحها و هو ما يقع فعلا بمختلف القرى القريبة من الشريط الحدودي التي تعيش على الايقاع اليومي ضد السلطات و التلويح بمطالب إجتماعية لمواجهة التضييق الرسمي على نشاط التهري