وجد باحثون من الولاياتالمتحدة وكندا أن غاز كبريتيد الهيدروجين -وهو نفس الغاز الذي يشبه رائحة البيْض الفاسد ويستخدم عادة في صناعة كثير من القنابل النتنة- يمكنه أن يسيطر أيضاً على مستويات ضغط الدم. وتثير الدراسة -التي أجراها فريق بحث من جامعة جونز هوبكنز في ولاية مريلاند بالولاياتالمتحدة وجامعتي ساسكاتشيوان وليكهِد بكندا- إمكانية تعزيز إنتاج كبريتيد الهيدروجين في الجسم لمقاصد صيدلانية علاجية، إذ ربما يتيح ذلك نهجاً بديلاً في علاج ارتفاع ضغط الدم لدى البشر. ووجد الباحثون أن إنتاج غاز كبريتيد الهيدروجين الذي يتم إنتاجه في غشاء رقيق يبطن الأوعية الدموية، ينظم مستويات ضغط الدم عن طريق إحداث استرخاء في تلك الأوعية الدموية. وجاءت هذه النتائج محصلة لتجارب بحثية على مجموعتين من فئران المختبرات، تتكون إحداهما من فئران مهندسة أو محوّرة جينياً (وراثياً) بحيث لا تنتج أجسامها إنزيما يسمّى (CSE)، وهو الإنزيم الذي يشتبه في أنه مسؤول عن إنتاج كبريتيد الهيدروحين في الجسم. أما المجموعة الأخرى فقد كانت فئرانا طبيعية بقصد الضبط والمقارنة. وقام الباحثون بقياس مستويات غاز كبريتيد الهيدروجين لدى كلتا المجموعتين. ثم عمدوا إلى تثبيت وسائد هوائية لأجهزة قياس ضغط الدم على فئران المجموعتين للمقارنة. وذهب العلماء إلى أن مستويات ضغط الدم لدى الفئران المحورة وراثياً، ولا تنتج كبريتيد الهيدروجين، كانت تشهد طفرات ارتفاع تصل لما يقرب من 20 نقطة، مقارنة بمجموعة الفئران الطبيعية. ولكن عندما تلقت الفئران المحورة وراثياً جرعات من كبريتيد الهيدروجين، شهدت فئران المجموعة انخفاضاً في مستويات ضغط الدم. " الباحثون خلصوا إلى أنهم بعد أن وقفوا على حقيقة دور كبريتيد الهيدروجين في السيطرة على ضغط الدم وتنظيم مستوياته، أصبح من الممكن تصميم عقاقير علاجية تقوم بتعزيز إنتاج كبريتيد الهيدروجين في الجسم، بديلا عن أساليب علاج ضغط الدم الراهنة ويخلص الباحثون إلى أنهم بعد أن وقفوا على حقيقة دور كبريتيد الهيدروجين في السيطرة على ضغط الدم وتنظيم مستوياته، أصبح من الممكن تصميم عقاقير علاجية تقوم بتعزيز إنتاج كبريتيد الهيدروجين في الجسم، بديلا عن أساليب علاج ضغط الدم الراهنة. وتأتي نتائج هذه الدراسة في وقت تزداد حاجة البشر إلى علاجات فاعلة لارتفاع ضغط الدم، مع زيادة أعداد المصابين بهذا المرض، خصوصاً بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تسببت في إفلاس وانهيارات وخسائر فادحة للمستثمرين بأسواق المال، وتسريح أعداد غفيرة من العمال والموظفين. ووفقاً لتقرير صدر حديثاً عن المعهد الوطني الأميركي لأمراض القلب والرئة والدم، ازدادت معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم في الولاياتالمتحدة، حيث ارتفعت نسبة الأميركيين المصابين بضغط الدم من 50.3 إلى 55.5% بين عامي 1994 و2004. علاوة على ذلك، هناك شريحة لأشخاص يعيشون بحالة تسمّى طبياً "ما قبل ارتفاع ضغط الدم"، وهي حالة تمهيدية أو انتقالية قبل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وازدادت نسبتهم بين الأميركيين من 32.3 إلى 36.1%. والمعلوم أن فرط أو ارتفاع ضغط الدم حالة مرضية خطرة، قد تؤدي إلى مرض الشريان التاجي للقلب وفشل وظائفه وسكتات وفشل كلوي، ومشكلات صحية أخرى خطيرة. وإضافة إلى البدانة، هناك عوامل أخرى تساهم في نشوء الحالة، مثل استمرار المرض بين أجيال الأسرة الواحدة (الوراثة)، والتدخين وتعاطي الكحول والإفراط في ملح الطعام ونمط المعيشة المرفهة (عدم النشاط البدني). يشار إلى أن أسوأ ما في هذا المرض هو عدم وجود أعراض واضحة له، ولذلك نجد معظم الناس على غير وعي بإصابتهم بالمرض، مما يعرضهم لمخاطر صحية حقيقية.