أفادت الصحف الجزائرية الصادرة أمس السبت ، أن قوات الجيش الجزائري تمكنت خلال اشتباكات عنيفة اندلعت على حدود مالي ليلة أول أمس الخميس ، من قتل أبو الوليد الصحراوي المتحدث الرسمي والقيادي بحركة التوحيد والجهاد النشطة بمنطقة الساحل والتي كانت وراء اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين شهر أبريل من العام الماضى . و قالت ذات المصادر أن وحدات الجيش الجزائري تمكنت من القضاء على إرهابيين اثنين ، من بينهم أبو الوليد وتوقيف 8 آخرين بالمنطقة المعروفة بعرق شاش جنوب غرب رڤان قريبا من الحدود مع مالي ، بعد اشتباك مع عناصر المجموعة الإرهابية التي كانت متجهة إلى أدرار عاصمة الولاية لتنفيذ عملية مسلحة . ويعتبر عدنان أبو الوليد الصحراوي ، أمين مجلس شورى جماعة التوحيد و الجهاد و الناطق الرسمي باسمها من ألذ أعداء النظام الجزائري ، حيث يعد من منظري و منفذي عملية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين السبعة ، و على رأسهم قنصل الجزائر بمدينة غاو شمال مالي في الثامن من أبريل 2012 من شمال مالي ، و مطالبة الحكومة الجزائرية بفدية بقيمة 15 مليون أورو ، و إطلاق سراح إسلاميين معتقلين في السجون الجزائرية نظير الافراج عن الرهائن الذين ما زال مصيرهم مجهولا الى حد الساعة . كما أن عدنان أبو الوليد الصحراوي يظل نتاجا خالصا لحضانة التفريخ الإرهابي في مخيمات تندوف التي ترعرع و شب بها ، و هو خريج جامعي من الجزائر و كوبا ، ويتكلم 3 لغات قبل أن يتحمل مسؤولية كبرى في منطمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب المقرب من الجبهة الانفصالية بتندوف ، قبل أن يقع فريسة للمد السلفي الجهادي المستشري بالمخيمات ، و يتحول الى فاعل أساسي له بالمخيمات ، حيث أقنع عشرات شباب المخيمات بالالتحاق بجماعة التوحيد و الجهاد التي أنشأها بمعية انفصالي آخر يدعى سلطان ولد بادي و سخر عناصرها للقيام بعمليات مسلحة بقلب مخيم الرابوني في أكتوبر 2011 ، و اختطاف ثلاثة من موظفي منظمات الاغاثة من على بعد أمتار من مقر عبد العزيز المراكشي . و يعتبر أبو الوليد أيضا المسؤول المباشر عن اعتداء تمنراست جنوبالجزائر الذي نفذ بسيارة مفخخة في الثالث مارس 2012 ، و خلف أزيد من 23 جريجا ، حيث يؤكد أبو الوليد أن العملية نفذها " صحراوي ينحدر من المخيمات بمعية رعية مالي ، و هو ما يعكس الى أي حد استفادة الحركات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل من حالة الفوضى و اللااستقرار ، التي تعم مخيمات تندوف لاستقطاب عناصر جديدة اليها من أتباع الجبهة الانفصالية و توظيفها فيما بعد كأداة لضرب أهداف عسكرية و إقتصادية حساسة في عمق التراب الجزائري . وتستفيد القاعدة وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا من الشباب الصحراويين من خلال تجنيدهم في صفوفها وهو ما خلق حالة تهدد سيطرة البوليساريو التقليدية عليهم و تفسح المجال للسلطات العسكرية الجزائرية لاطلاق يد ضباطها في المخيمات و إحكام الحصار على منافذ المخيمات و ساكنتها من الصحراويين المعتقلين تحت سماء الصحراء ضدا على إرادتهم و في تحد سافر لكل المواثيق الدولية المتعلقة بحرية تنقل الأشخاص . ولقد خلف الخلل الأمني في المنطقة حالة من التسيب و الانفلات الأمني الخطير و فسح المجال أيضا لتنامي حركة التهريب بشكل كبير مما جعل تمويل الجريمة والإرهاب ممكنا ووفر دخلا بديلا للصحراويين ممن بقوا لعقود تحت رحمة ما تقدمه لهم الجزائر عبر البوليساريو و تحول بعضهم تحت إغراءات الجماعات السلفية المسلحة الى مقاتلين مرتزقة بصفوفها أو معاونين لجماعات تهريب المخدرات و الأسلحة و عصابات الهجرة السرية . و سبق لمجلة _جون أفريك_ أن كشفت قبل سنة أن الروابط بين الصحراويين _الانفصاليين_ وحركة التوحيد والجهاد التي لا تعوزها الإمكانيات المالية أضحت مثار قلق لدى الفاعلين المحليين و خاصة السلطات الجزائرية فضلا عن كونها مصدر قلق للعواصم الغربية التي ما فتئت تنبه رعاياها من مغبة المغامرة بالتوجه الى مخيمات تندوف لرعاية أنشطة إنسانية بداخلها . من المرجح أن السلطات الجزائرية لن تعلن رسميا عن مقتل أبو الوليد الصحراوى، رئيس مجلس شورى جماعة التوحيد و الحهاد الذي قام بتصفية أحد ديبلوماسييها السبعة المحتجزين لدى التنظيم الارهابي منذ أزيد من 14 شهرا , لأن التخلص منه يمثل بالنسبة للنظام الجزائري بطاقة أمان تعفيها من تبعات ما تختزنه ذاكرة إبن مخيمات تندوف من تفاصيل محرجة عن محادثاته السرية مع مبعوثين من الحكومة الجزائرية و أيضا عن تفاصيل و ألغاز عملية الرابوني و غيرها من الملفات الحارقة ، التي من شأنها التسبب في تعرية و كشف حقائق خطيرة و حساسة عما يجري بمنطقة الساحل ، و حقائق صلات قادة الجبهة الانفصالية بالمشروع الارهابي بالمنطقة , و كلها تفاصيل ستدفع المنتظم الدولي الى مراجعة أوراق تعامله مع الكيان الوهمي المصطنع بصحراء لحمادة بعد أن ينكشف وجهه الحقيقي البشع .