كشف بوجمعة الزاهي طبيب المنتخب المغربي سابقا لمدة 12 سنة أنه خلال تجربته إلى جانب الفريق الوطني كان يفاجئ بعض اللاعبين وهم يتناولون مواد منشطة، وكان يحذرهم من عواقب ذلك خاصة على مستوى تحاليل الكشف ونتائج ذلك على مسيرة هؤلاء اللاعبين. وأضاف بوجمعة الزاهي خلال محاضرة ألقاها زوال الجمعة حول الطب الرياضي نظمته جمعية يعقوب المنصور لقدماء اللاعبين بالرباط أنه لم يسبق أن وقع المنتخب الوطني في مشكلة على مستوى التحاليل على اعتبار أن الانتقاء كان يتم بالقرعة ويهم لاعبين اثنين من المنتخب. وكانت هذه المحاضرة مناسبة لتعميق الموضوع في المنشطات كشق أساسي في مداخلة الدكتور الزاهي الذي أوضح أن اللاعبين يتناولون بعض المواد المساعدة على توسيع أوعية الرئة قصد القدرة على مجاراة إيقاع المباريات دون الحدوث في مشاكل التنفس أو العياء، بينما يشيع استخدام الهرمونات المساعدة على بناء الجسم وهي مواد خطيرة على الإنسان، إذ تتسبب مثلا هذه المواد وكذا المنبهات بالنسبة للنساء في مضاعفات خطيرة على المبيض والحرمان من الولادة، فضلا عن التسبب في خلل النبض القلبي والموت المفاجئ. كما أوضح أن العلاقة مع المنشطات ليست وليدة اليوم إذ سجلت أول حالة وفاة سنة 1886 في طواف الدراجات بفرنسا بسبب إفراط أحد الدراجين في تناول مادة الكافيين. كما أن المغاربة كانوا يتعاطون مواد منشطة جنسيا أو يستخدمون مواد تساعد على الاسترخاء من قبيل »الداد« و»الخرشاشة« وهذا دون وعي بمكونات هذه المواد الخطيرة، واليوم تهدد سموم الشيشة الشباب المغربي من ممارسة الرياضة وغيرهم. وعرف المنشطات بقوله »استخدام وسائل صناعية كيماوية أو طبيعية لتنبيه الجهاز العصبي المركزي لتخفيف الإحساس بالألم أو رفع القدرة البدنية »قائلا إن المغاربة مختصون في تصنيع مشتقات القنب الهندي من زيوت وخليط يشيع وسط الشباب وبعض الرياضيين. وعلى مستوى آخر تطرق بوجمعة الزاهي إلى أهمية الطب الرياضي ودوره في توجيه الممارسين أولا نحو الرياضات الملائمة لهم حسب طبيعة، قدراتهم البدنية بعد إجراء الفحوصات الأساسية والتشخيصات الخاصة بالقلب والتنفس والرؤية البصرية والقدرات الذهنية والبدنية، مضيفا أن المغرب كان يضم في السابق ستة أطباء رياضيين وأضحوا اليوم 532 طبيب موزعين على مختلف المناطق، ويأتون من حيث العدد في المرتبة الثانية بعد الجراحين، لكنه استعرض إحدى الإشكاليات التي تضع الطبيب الرياضي في مفترق الطرق وهو إصرار بعض التقنيين على إيجاد الحلول للاعبين للدخول إلى الملعب وتجاوز حالات الإعياء أو الإصابات بشتى الطرق، وعندما يمتنع الطبيب عن الوقوع في المنزلقات أي إعطاء مواد محظورة يؤدي الثمن. وقال إن المختبر المغربي رغم أنه غير معترف به من طرف اللجنة الأولمبية أو الوكالة الدولية لمكافحة النشطات فإنه بمقدور الأطباء كشف 2000 مادة، وإن تم التنسيق بين المؤسسات والتقدم في مجال الكشف فبالإمكان ثني الممارسين عن تعاطي هذه المواد وتفادي الفضائح في الملتقيات غير الوطنية. كما سجل بوجمعة الزاهي بعض الممارسات السلبية لدى الرياضيين خاصة في كرة القدم، مثل تبادل نفس المنشفات والجوارب بين اللاعبين مما يساهم في تناقل الفطريات والأمراض الجلدية. أما ما يخص نظام التغذية فأشار إلى أن الوجبات الغذائية التي تشيع وسط الأسر المغربية لا تساعد في تطوير الجسم بالشكل المطلوب للحصول على رياضيين من الدرجة الاحترافية والمنافسة في الأدوار الأولى للملتقيات الدولية.