لم يكن مستغربا أن يعلن حزب الاستقلال المغربي، انسحابه من حكومة عبد الإله بن كيران، بعد سلسلة من الخلافات التي طفت على السطح بين الأعضاء المشكلين للائتلاف الحكومي، وأبرزها محاولات حزب العدالة والتنمية، فتح تحقيق في قضايا الفساد المتورط فيها عدد من كبار المسؤولين السابقين ، وهو ما أيقظ شرارة الخلاف بين الحزبين إلى حد التراشق العلني بتهم سوء الإدارة والفساد. مصدر من داخل حزب العدالة أسر للشروق الجزائرية أن موقف حزب الاسقلال كان بإيعاز من الديوان الملكي، الذي يبدو أنه غير راض عن آداء الحكومة برئاسة الإسلاميين، وخاصة تعاطيهم مع ملف العلاقات مع الجزائر، حيث انتهجت حكومة الاصلاحات المغربية سياسة تقارب وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين، كان من أبرزها مشاركة الوفد المغربي برئاسة بن كيران، في تأبين الرئيس الراحل أحمد بن بلة، وأيضا اللقاءات المتكررة لرئيس الدبلوماسية المغربية سعد الدين العثماني، مع المسؤولين الجزائريين، وهو المعروف باتزانه ووسطيته السياسية وتفضيله لغة الحوار الهادئ مع الجزائر. هذا بالاضافة إلى مستوى اللقاءات الرياضية بين البلدين والتي عرفت حفاوة كبيرة بالوفد الجزائري الزائر للمغرب، وكذا إعادة تفعيل اتفاقية التبادل العلمي بين وزارتي التعليم العالي، والتي كانت معطلة لسنوات قبل مجيء حزب العدالة والتنمية على رأس الحكومة المغربية.