إجراءات أمنية مشددة تفرضها الشرطة الفرنسية عند مداخل مستشفى "فال دو غراس" العسكري في باريس،حيث يرقد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تحت العناية المركزة،للعلاج من جلطة دماغية أصيب بها في الجزائر. و أبلغ كادر طبي من المستشفى صحيفة "العلم" أن الأطقم الطبية للمستشفى العسكري الباريسي ستسهر على علاجه من الجلطة الدماغية البسيطة، لمنع تحولها إلى حالة طبية حرجة،و هو ما ينفي الرواية الرسمية التي أعلنتها وكالة الأنباء الجزائرية من أن حالة الرئيس مستقرة و لا تدعو إلى القلق. و بحسب المصدر فإن الرئيس الجزائري و منذ وصوله إلى المستشفى و هو في العناية المركزة بعيدا عن أي اتصالات مع مقربيه و لا يسمح حتى للوفد الرسمي الدبلوماسي الذي رافقه من الجزائر بزيارته لدواعي العلاج. و شددت الشرطة الفرنسية من إجراءاتها الأمنية خارج و داخل المستشفى، بعد وصول بعض أفراد المعارضة الجزائرية ينتمون لحركة رشاد التي يتزعمها محمد العربي زيتوت إلى أمام المستشفى للتأكد من وجود بوتفليقة داخله من عدمه. و كان بوتفليقة قد وصل على عجل على متن طائرة عسكرية جزائرية إلى مطار لوبورجي بضواحي باريس ، قادما من مطار بوفاريك العسكري في الجزائر العاصمة للعلاج،قبل نقله تحت حراسة عسكرية مشددة على متن سيارة إسعاف مجهزة إلى المشفى الباريسي. و قال الباحث و الكاتب الصحافي الجزائري عثمان تازغارت في تصريح ل"العلم" أن " مجرد إعلان التلفزيون الجزائري أن حالة الرئيس المرضية بسيطة يعني أن صحته في خطر،لأن حالات المرض البسيطة تحدث له دائما و لا أحد يعلم عنها شيء". و أضاف تازغارت : " ما جرى هو نتيجة صراع بين مؤسسة الرئاسة و أجهزة الإستخبارات العسكرية بعد أن أصرت هذه الأخيرة على أن يقيل الرئيس الجزائري شقيقه سعيد بوتفليقة من منصب مستشار له لتورطه في قضايا فساد،و الجميع يعلم أن بوتفليقة لا يمكن أن يتنازل عن شقيقه هكذا". و كانت الصحف الجزائرية قد تساءلت عن احتمال تورط سعيد بوتفليقة الاستاذ الجامعي والنقابي السابق في قضايا فساد في قطاع الطاقة الكهربائية،حيث أشارت صحيفة "الوطن" الجزائرية الى صفقات لانجاز محطات لتوليد الكهرباء تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار فازت بها شركتا _الستوم_ الفرنسية و _جنرال الكتريك الامريكية _بفضل علاقاتهما مع الرئيس بوتفليقة وشقيقه المستشار". من ناحية أخرى نقلت صحف فرنسية عن مصادر في وزارة الدفاع الفرنسية أن فرقة كوماندوس أمريكية مكونة من 200 ضابط متخصص وصلت إلى جنوبإسبانيا،استعدادا لأي تدخل في الجزائر لإجلاء الرعايا الأمريكيين في حال أي انتقال "عنيف" للسلطة في الجزائر. كما وضعت فرنسا خططا طارئة مماثلة لإجلاء الرعايا الفرنسيين من الجزائر في حال أي تطور للأمور على الأرض. و تحدثت مصادر فرنسية مطلعة أن آليات عسكرية جزائرية ثقيلة ترابط أمام قصر المرادية الرئاسي في العاصمة،و هو ما يعني توتر العلاقات بين العسكر و مؤسسة الرئاسة. و بحسب ذات المصادر فإن الاستخبارات العسكرية الفرنسية تتحفظ حتى الآن على ترشح الرئيس "العليل" لولاية رئاسية رابعة،و أنها بدأت من الآن تحضر بديلا عنه قد يكون من المؤسسة العسكرية. و في باريس أكد وزير الدفاع الفرنسي حون إيف لودغيون وجود الرئيس بوتفليقة في مستشفى "فال دوغراس" العسكري/لكنه رفض الخوض في تفاصيل حالته الصحية بحجة "الحفاظ" على السرية الطبية. وشغل عبد العزيز بوتفليقة الرئاسة الجزائرية ثلاث فترات، ومن غير المرجح أن يسعى لفترة رئاسية رابعة في الانتخابات المزمعة العام القادم،بسبب توتر العلاقة بينه و بين العسكر. و تقول المعلومات إن الإقامة الطبية لبوتفليقة في باريس قد تطول لعدة أيام، مع تضارب المعلومات بشأن طبيعة حالته الصحية و المرض الحقيقي الذي يعانيه. و كان موقع _ ويكيليكس _ الكاشف للفضائح قد نشر برقيات مسربة من الخارجية الأمريكية،استند فيها دبلوماسيون أمريكيون إلى حديث رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، المرشح الرئاسي السابق سعيد السعدي والذي يعمل أيضا كطبيب نفسي، كشف فيها إصابة الرئيس الجزائري بوتفليقة بسرطان المعدة في مراحله الأخيرة، وأن نظام الحكم بات مهددا، وفق ما دار في حديث السعدي إلى السفير الأمريكي روبرت فورد.